رغم الوعود والاستعداد والفرح ....صدمة جديدة تفرضها سلطات الاحتلال على الاسيرة ورود القاسم بعد رفض منحها فترة التخفيض الاداري
جنين –علي سمودي
صدمة جديدة تعرضت لها الاسيرة ورود ماهر قاسم قاسم (25 عاما ) بعدما رفضت السلطات الاسرائيلية الافراج عنها ومنحها فترة التخفيض الاداري رغم وعود سابقة بتنفيذ ذلك .
وبينما كانت القاسم وعائلتها في مدينة الطيرة في الداخل الفلسطيني، يستعدون للحظة الافراج عنها كما ابلغتها ادارة السجن في 4-7 ، فوجيء الجميع بالقرار الجديد الذي حول لحظات الفرح لحزن والم جديدة ، وتقول والدتها ام المجد " منذ ايام ونحن نستعد لاستقبال ورود التي غيبها الاحتلال وسجونه عنا لستة سنوات تجرعنا فيها كل صنوف المرارة والعذاب بسبب العقوبات وسياسة الانتقام منها ومنا وجراء مرضها واهمال علاجها "، واضافت " والاشد مرارة تكرار ماساة شطب اسمها وعدم الافراج عنها طوال السنوات الماضية من الافراجات والصفقات رغم الوعود المتكررة ".
ماساة جديدة
ورغم الصدمات والماسي ، فان الوالدة ام مجد وعائلتها وبعد وعود بمنحها فترة التخفيض استكملت كافة الاستعدادات كما تقول " لنستقبل ابنتنا ونفرح لاول مرة بعدما عشنا ايام مريرة طوال فترة اعتقالها ، نسينا كل الالم والماسي السابقة وبدات احصي الدقائق وكلي امل ان اعانق ابنتي صبيحة يوم الاربعاء الماضي الذي اعتبرته عيدا لي ولاسرتي ولابنتي التي صمدت وتحملت وناضلت رغم كل المعاناة ".
الصدمة الكبيرة
لم نختلف تفاصيل المشهد في قسم الاسيرات في سجن "هشارون "، فبعد الوعود بدات ورود بانتظار صبيحة اليوم الموعود حتى لم تتمكن من النوم في الايام السابقة وهي تعيش كما تقول " بين الفرح والسعادة والخوف والقلق فقد عودتنا ادارة السجون على الصدمات في اخر لحظة ".
وتضيف لمحامي نادي الاسير الذي زارها امس في السجن "شعرت ببعض الاطمئنان خاصة أن إدارة السجن ابلغتني انني ساحصل على التخفيض الإداري وسيتم إطلاق سراحي يوم 4-7 "، وتضيف "مع مرور الوقت ، اصبحت يوميا اراجع الادارة وفي اخر مرة أكدا لي مسئولة القسم انه سيفرج عني ، وعندما أجرى أخي اتصالا هاتفيا مع ادارة السجن بتاريخ 03/07 ابلغته انه سيطلق سراحها غدا (الاربعاء ) ويمكنهم الحضور لاستلامها .
لحظات الحزن
لم يغمض جفن لورود يوم الاثنين الماضي وهي تنتظر اللحظة الحاسمة التي عندما وصلت اليها تحولت لحزن كبير ، وتقول لمحامي نادي الاسير " مساء يوم الثلاثاء فوجئت بحضور مسئولة القسم وإبلغتني انه لن يتم إطلاق سراحي وانه تم الاتصال بأهلي وإبلاغهم بذلك ، وذلك بحجة انني لا استحق الحصول على التخفيض الإداري، مع العلم أن إدارة السجن هي التي أخبرتني بعكس ذلك في اليوم السابق ".
وافاد محامي نادي الاسير ، ان ورود تعيش صدمه قاسية وبدى ذلك واضحا على معالم وجهها خلال الزيارة وفي حديثها لانه بموجب القرار الجديد عليها ان تمضي فترة حتى نهايتها بعد ثلاثة شهور ونصف ، وقالت الأسيرة ورود" أن مصلحة السجون تتلاعب بمشاعر الأسرى و أهاليهم ولا تفي بوعودها وتضرب بكل التزاماتها بعرض الحائط ولا تلتفت لأحد"، واضافت " والدليل على ذلك انها لم تلتزم بما وقعت عليه مع لجنة الإضراب بالإضراب الأخير وتنصلت من كل وعودها ، ولذك تمادت ولم تقم بإطلاق سراحها ولو علمت مصلحة السجون انه سيكون هناك من يقف بوجهها إذا أخلت باتفاقياتها ووعودها لما تراجعت عن إطلاق سراحها بعد أن وعدتها وأكدت وعودها ".
صدمات متتالية
ورود المعتقل منذ 4-10-2006 ، عبرت عن تاثرها بسبب الصدمات المتتالية التي تعرضت لها والاسيرة لينا الجربوني اقدم اسيره جراء رفض الافراج عنهما في كافة الصفقات والافراجات ، وقالت لمحامي نادي الاسير " انها عقوبة اقسى من السجن وسنوات حكمي وتؤكد استهدافنا كوننا اسيرات من الداخل فقد تلقيت عدة ضربات بالسابق وخاصة عندما تم إطلاق سراح جميع الأسيرات بالمرحلة الاولى من صفقة شاليط ولم يتم إطلاق سراحي "،وتضيف " بعد ذلك وعدت أن يتم إطلاق سراحي بالدفعة الثانية ولم يتحقق ذلك، ثم وعدوني بالافراج عني بلجنة الثلث ورفض طلبي "، وتتابع " بعد ذلك وعدت أن يتم إطلاق سراحي بالتخفيض الإداري ولم يتم ذلك ، فخلال اقل من سنة تلقت الأسيرة عدة ضربات ولكن كل ذلك لن يزديني إلا قوة وعزيمة ".
الى متى؟؟
اما والدتها ام المجد ، فعبرت عن تاثرها وقلقها وقالت " نفخر بان ابنتي قوية وتتمتع بمعنويات عالية ولكني حزينة وقلبي لا يحتمل هذه المعاناة فالى متى سيبقى الاحتلال يتحكم بحياة ابنتي ، شطبوها من الصفقات واليوم نحرم منها حتى نهاية محكوميتها انه ظلم ولكن لم نسمع كلمة او احتجاج "، واضافت " تلقينا وعود عدة من الراعي المصري لصفقة شاليط بمتابعة قضية ابنتي لانه عندما اعلنت الصفقة قالوا انها ستشمل كل الاسيرات ولكن بعد 9 شهور عاد شاليط لاسرته ولا زالت ابنتي اسيرة فمن يتحمل المسؤولية ؟، ولماذا لا تثار القضية وما ذنب ابنتي لتعاقب لكونها من الداخل ؟" ، واكملت " انه الفترة المتبقية ستكون اصعب من كل مرحلة الاعتقال وفي كل لحظة اصلي لتنتهي معاناة ابنتي وتعود الينا ".
وتقول الاسيرة ورود " ما زلنا نتساءل عن سبب عدم شمول الصفقة لنا رغم الوعود التي تلقيناها ، ووضعي الصحي صعب والاصعب منه مرارة الشعور الذي ما زلنا نعيشه لان الصفقة انتهت دون تحريرنا وعدم التزام الجميع بالوعود التي قطعت لنا "، واضافت " صدمة الصفقة والمرض اثرت على وضعي الصحي وما زلت ولينا ننتظر وكلنا امل بان يكون دور للراعي المصري لتبييض السجون من حرائر فلسطين ".
معاناة المرض
ومما يضاعف خوف وقلق العائلة ، الحالة المرضية التي تعاني منها وردود التي قالت لمحامي نادي الاسير " ان ادارة السجون ترفض علاجها رغم معاناتها من الم شديد في العظام والمفاصل ، واضافت " بعد تاخير وتاجيل متعمد وتدهور حالتي الصحية بعدما اصبحت غير قادرة على ممارسة حياتي بشكل طبيعي نقلوني لاجراء فحص دم لمعرفة السبب ولكنهم رفضوا ابلاغي بالسبب رسميا ، غير ان احد الاطباء اكد اصابتي بنقص فيتامين ".
ووسط معاناتها المستمرة ، رفضت ادارة السجون السماح لطبيب متخصص لمقابلة ورود واجراء الفحوصات لها وتحديد الدواء لها ، وتقول ورود " عدة مرات قدم المحامي طلبات لسلطات الاحتلال لمنح لجنة طبية موافقة لمعاينتي ولكنها ما زالت ترفض ".
الاسيرة في سطور
في مدينة طيرة بني صعب في المثلث الجنوبي ابصرت ورود النور في 20-8-1986 في كنف اسرة فلسطينية صمدت في ارضها وتمسكت بها ، وتقول والدتها " كانت مميزة عن باقي الاسرة بكل شيء حبها للحياة وعائلتها ووطنها واخلاصها وتفوقها ونجاحها في المدرسة حتى حصلت على الثانوية العامة بنجاح في عام 2004 ".
لم تتمكن ورود من تحقيق حلم الدراسة الجامعية لعامين ، وتقول والدتها " كانت حساسة جدا لذلك شعرت مع عائلتنا بالظروف الاقتصادية وقررت العمل لتوفير اقساط دراستها ثم التحقت بالجامعة ".
الاعتقال والعقاب
فجر 4-10-2006 ، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة ورود واعتقلتها ، وتقول والدتها " كانت صدمه لنا فلم يسبق ان عشنا تجربة الاعتقال خاصة في الفترة التي تلت اعتقالها مع انقطاع اخبارها خلال مرحلة التحقيق القاسية وكانت هجمة شرسة عليها لانها من الداخل " . و بعد رحلة تعذيب طويلة حوكمت ورود بالسجن الفعلي لمدة ستة سنوات بتهمة التعاون والانتماء لتنظيم "معاد وإرهابي"، وتجنيد أعضاء بفصائل فلسطينية والضلوع في نشاطات مقاومة للاحتلال منها نقل عبوة ناسفة إلى داخل الخط الاخضر، وتقديم المساعدة لتجنيد شخص .
وتقول والدتها " لم يكن الحكم كافيا ، فالاحتلال مارس بحقها كل اشكال العقاب من عزل ومنع زيارات ولكن اخطر محطة بعد مرضها فبعد سنوات من الاعتقال عانت من الم في معدتها وبسبب عدم العلاج اصيبت بمضاعفاته واصبحت تستفرغ كل الطعام الذي تتناوله،وتناقص وزنها بشكل كبير، واصيبت بالهزال لقلة الرعاية الصحي، إضافة إلى معاناتها من الم الأسنان الحاد التي اضيف اليها مؤخرا مراض العظام خاصة في مفاصلها "، واضاف " في المرحلة الاولى من مرضها ساومتها الادارة على العلاج مقابل العزل الانفرادي لثلاثة شهور لدى احتجازها في سجن الدامون ولكنها رفضت وما زالت تقاوم المرض والسجن وباذن الله ستحرر ولن يغلق سجن بابه على احد .
اما ورود ، فختمت حديثها لمحامي نادي الاسير بالقول " صحيح اننا نعيش في السجن ونعاني بسبب ظلم وتعسف السجان ولكن هذه السجون الى زوال ، فكل شيء قضاء وقدر واحمد الله على كل شيء ، وباذن الله تعالى ساعود لاسرتي واعانق الحرية انا وكل الاسيرات فما بعد الضيق الا الفرج وبعد الصبر الحرية ما دمنا نتمسك بالكرامة ".
نموذج نضال
من جانبه ، قال رئيس نادي الاسير قدورة فارس " ان الاسيرة ورود تمثل نموذج للبطولة والتحدي الذي تشكله اسيرات الحرية فقد سطرت عبر سنوات اعتقالها صفحات يفخر بها شعبنا الذي لن يتوقف نضاله حتى تحرير كافة الاسيرات والاسرى "، واضاف " من المؤلم جدا ما تعرضت له ورود ولينا في الصفقة وكنا نتامل علاج ذلك ولكن لم يعلن حتى اليوم عن الحقيقة بينما تتجدد معاناة ورود بعد رفض الافراج عنها ، لكنها بمعنوياتها وصمودها تؤكد ان ارادة الفلسطيني وخاصة ماجداتنا المناضلات اقوى من الاحتلال وسجونه ورغم الاجراء التعسفي المدان والمرفوض فاننا سنحتفل قريبا بحريتها لنؤكد ان هذه السجون الى زوال ".