أطفال السرطان.. أمنيات مختلفة وإصرار على الحياة
عنان شحادة
وسط براءة الطفولة وإصرار على الحياة، تسابق أطفال مصابون بمرض السرطان من مختلف محافظات الوطن، إلى كتابة أمنياتهم ورسم رسومات مختلفة، تعبر عما يكنزون من إبداعات، وهم بحاجة إلى من يمد لهم يد العون والمساعدة.
جمعية بسمة "أصدقاء الأطفال مرضى السرطان" ومقرها في مدينة بيت لحم، شكلت خلية نحل، انتشر العشرات من الأطفال المصابين بمرض السرطان في مختلف أرجائها، واتخذ كل واحد منهم ركنا له ليكتب أمنيته ويرسم ما يحب ويفضل، ليعلقها على شجرة الأمنيات بجوار الجمعية وهو ما حدث.
الطفل محمد عبد ربه (10 سنوات)، يسكن في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، قال لـ"وفا": أصبت بمرض السرطان منذ عام، بعدها اختلفت الأمور من حيث الحرص على صحتي أكثر، لكن أمنيتي الوحيدة هي توفير العلاج الكامل لي حتى أشفى منه وأعود للحياة كما كنت قبل المرض.
ووسط ضحكة ملأت محياه، قال: رغم المرض أنا أقوى منه أمارس حياتي كالمعتاد أدرس وألعب وأتلقى العلاج، مشيرا إلى أنه قام برسم شخص يقاوم المرض.
أما الطفلة هديل شلالدة (13 عاما) من بلدة سعير في محافظة الخليل، فأصيبت بالمرض منذ سنتين، وأمنيتها أن يكون لها "لاب توب" حتى تتواصل مع العالم، هذا ما قالته.
وأضافت: إن جمعية "بسمة" كان لها الدور الكبير في إخراجي مما كنت فيه من حالة نفسية صعبة، وهي دائما إلى جانبنا، توفر لنا كل أسباب الفرح والبهجة وتعزيز الثقة بالنفس.
وببراءة قال لنا الطفل عمر فايز عمرو (8 سنوات) من منطقة الحاووز في مدينة الخليل، والمصاب بهذا المرض منذ ثلاث سنوات: أمنيتي أن يكون لي لعبة play station أو جهاز "لاب توب".
وقصة كتابة الأمنيات وتعليقها على شجرة الزيتون بالقرب من مقر الجمعية، التي أطلق عليها لقب شجرة "الأمنيات"، تنبع من المهرجان الذي نظمته جمعية "بسمة" تحت رعاية وحضور رئيس الوزراء سلام فياض اليوم الثلاثاء، والهادف بالدرجة الأولى إلى إخراج أطفال السرطان من حالتهم المرضية، ووقوف المجتمع المحلي على أمنياتهم واحتياجاتهم وإبداعاتهم.
وأشار نائب رئيس جمعية بسمة "أصدقاء الأطفال مرضى السرطان" نافذ الرفاعي في حديثه لــــــ"وفا"، إلى أن الجمعية تأسست بشكل رسمي عام 2008 بهدف تقديم الدعم النفسي للأطفال المصابين بالسرطان وإخراجهم من معاناتهم مع هذا المرض.
وأوضح أن الجمعية تقدم الدعم النفسي لحوالي 300 طفل من مختلف مناطق الضفة الغربية، وأن لديهم طواقم متطوعة بتعداد 40 شخصا، إضافة إلى الطبيب المهرج الذي له دور مميز في إدخال البهجة والفرحة إلى نفوس الأطفال.
وحول الطبيب المهرج ومدى تأثيره في إخراج الأطفال من حالتهم النفسية الصعبة، استذكر الرفاعي واقعة حدثت لأحد الأطفال، والذي بعد علمه بإصابته بالسرطان مكث لحوالي أسبوعين منعزلا لم يتناول الأكل وبدا الحزن عليه وعلى أسرته، ذهب إليه الطبيب المهرج وقام بدوره حتى أنه أضحك والدي الطفل كثيرا، وعندما نظر إليهما الطفل أخذ هو بالضحك وبعدها تناول الطعام وعاد إلى حياته الطبيعية وتقبل المرض.
وأوضح أن فكرة شجرة الأمنيات جاءت لجس نبض الأطفال حول أمنياتهم، وعليه حاولنا من خلال المهرجان إشراك العديد من المؤسسات الوطنية من أجل تحقيق هذه الأمنيات، والتي ستكون حوالي 80 أمنية وبالتالي المساعدة في إدخال الفرحة لقلوبهم.