السرسك: عشت لحظات الموت خلال إضرابي عن الطعام وسأعود لكرة القدم وإسرائيل تنصلت من اتفاق الأسرى
قال الأسير المحرر محمود السرسك (25 عاماً) إنه عاش لحظات الموت خلال إضرابه عن الطعام الذي استمر 96 يوماً بشكل متواصل، خصوصاً خلال الثلث الأخير من فترة الإضراب التي أصبح خلالها لا يقوى على فعل أي شيء حتى مجرد الكلام، لافتاً إلى أن دخول حالته الصحية في مرحلة الموت لم يفقده الأمل في قرب الفرج والحرية.
وأكد في حديث خاص بـالقدس أن معركة الأمعاء الخاوية ليست "كلمة في الهواء، هي معركة الموت أو الحياة، الهزيمة أو الانتصار. ليس لمن دخل فيها وإنما لكافة الأسرى الذين ينتظرون نتائج إضراب أي أسير لحظة بلحظة"، مشيراً إلى أنه أراد من خلال إضرابه التأكيد على بطلان أسباب اعتقاله إدارياً، وكشف الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم، وهو ما تحقق وفق تقديره.
وأضاف: "وسائل الإعلام العالمية والفيفا والأندية العربية والأوربية والجميع علمت بهذه القضية، فكانت فرصة كبيرة لأنقل معاناة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، أنا لم أمثل نفسي، إضرابي جسد مطالب الأسرى وهمومهم".
وكان المحرر السرسك قد اعتقل في معبر بيت حانون إيرز أثناء محاولته الانتقال من قطاع غزة إلى الضفة الغربية للالتحاق بنادي بلاطة في 22 تموز (يوليو) 2009، وخاض خلال اعتقاله إضراباً مفتوحاً وصف بالأطول في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، انتهي باتفاق مع إدارة السجون الإسرائيلية يقضي بفك إضرابه مقابل الأفراج عنه.
وشدد على أن المعطيات داخل السجون تشير إلى تنصل إسرائيل من اتفاقها مع قيادات الحركة الأسيرة، إذ أن ادارة السجون لم تنجز حتى الآن سوى إخراج الإخوة المعزولين من العزل والبنود الأخرى لم تنفذ، مثل زيارة أسرى غزة، كما أن هناك أسرى تم عزلهم وفق نظام جديد، مؤكداً أن أوضاع السجون يرثى لها وتزداد خطورة يوماً بعد آخر.
وعاب السرسك على الجهات الرسمية والفصائل والمؤسسات تراجعها في دعم قضية الأسرى، خصوصاً على المستوى الإعلامي، الذي يشكل المعادلة الرئيسية في المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن ممارسات إسرائيل فضحت أمام العالم من خلال إضراب الأسرى، وأصبحت وسائل الإعلام الدولية تتحدث عن إجراءاتها القمعية المخالفة لمعايير حقوق الإنسان في السجون.
وقال: "للأسف الإعلام مهمل في قضية الأسري وما يجري لهم، هؤلاء ضحوا بأعمارهم من أجل فلسطين، ومن المعيب أن نبخل عليهم بقلمنا وكلمتنا، يجب أن نوصل رسالتهم لكل العالم، خصوصاً وأن إسرائيل بدأت تفضح إعلاميا ودوليا".
وأضاف: "الأصل أن تتضاعف الجهود السياسية والإعلامية لتتزايد الضغوط على الاحتلال، والإعلام هو المحرك الرئيس لذلك".
وأشار السرسك إلى أن الاحتلال أذعن لإرادة الأسرى وعزيمتهم وصبرهم، واصفاً الإفراج عنه بـ"الانتصار للشعب الفلسطيني وأسراه والانكسار للاحتلال الذي لم يتعود على التراجع والتقهقر"، حاثاً الأسرى الثلاثة المضربين عن الطعام الريخاوي والبرق والصفدي بالاستمرار في المشوار رغم قساوته وألمه.
ودعا إلى مؤازرتهم والوقوف إلى جانبهم لإنقاد حياتهم من موت يحدق بهم في أي لحظة، ولأنهم الآن بحاجة إلى كل مساندو ووقفة حقيقية، "فأنا كنت في وضعهم وكان أي خبر عن مسيرة أو بيان أو موقف سياسي يمدني بالقوة والعزيمة"، مؤكداً أن فرحته بالحرية منقوصة لأنه خلف وراءه آلاف الأسرى خصوصاً أولئك المضربين عن الطعام.
وأشاد السرسك بجهود إتحاد الكرة الفلسطيني والفعاليات الرياضية والمؤسسات الحقوقية ووزارة الأسرى، الذي شكلوا الجنود الحقيقيين لهذا الانتصار حسب وصفه، معبراً عن أمله في العودة إلى حياته الكروية مع نادي رفح الرياضي خلال فترة وجيزة، ليبدأ حياة جديدة من دون أن ينسى ولو للحظة آلام الأسرى وضرورة مساندتهم كما قال.
وتابع: "سأعود للمستطيل الأخضر قريباً، كجزء من انتصاري على السجان، وأشرف باللعب مع نادي خدمات رفح الذي ترعرت فيه منذ صغري".
عن القدس