فلسطينيو الشتات.. عشق للوطن منذ التكوين!
أسيل الأخرس
حب الوطن وعشقه جمع بين 18 شابا وشابة من أبناء الجالية الفلسطينية في اوروبا، رغم أن غالبيتهم يتحدثون بلغات بلادهم وصعوبة تحدثهم بالعربية.
إنه حب مريم الخالدي، التي ولدت في اسبانيا لوطنها فلسطين. "لقد تكون حبي لوطني فلسطين منذ كنت جنينا في رحم والدتي"، قالت الخالدي لدى زيارتها إلى فلسطين مع وفد شبابي من الجالية الفلسطينية في أوروبا.
وعائلة مريم التي تنحدر من بلدة عرابة في جنين تركت فلسطين عام 1948 وعاشت في عمان، قبل أن يذهب والدها إلى اسبانيا للدراسة، حيث عاش هناك والتقى بوالدتها الاسبانية.
وأضافت مريم لـ"وفا" أن والدها زرع في ابنائه حب الوطن وعزز لديهم روح الانتماء للقضية الفلسطينية، كما أن والدتها من الناشطات في مجال حقوق الإنسان، وتشارك في مسيرات ووقفات احتجاجية ضد الاعتداءات وانتهاكات الاحتلال الاسرائيلي بشكل دوري.
وحول قصة زيارتها إلى فلسطين، قالت: بدأت القصة عندما جاء والدها وأخبرها أن المؤسسة الاسبانية الفلسطينية اخبرته ان هناك فرصة لزيارة مريم واخيها لفلسطين فسألها عن رأييها فأجابته دون تردد، طبعا أريد زيارة فلسطين، وانتظر ذلك بفارغ الصبر.
"خمس ساعات مرَت كدهر بأكمله"، أضافت مريم في إشارة الى احتجازها وأعضاء الوفد على جسر أللنبي من قبل سلطات الاحتلال التي احتجزتهم "بتهمة" أصولهم الفلسطينية.
"فلسطين تعني لي الجنسية التي افتخر بها انني لا اعرف الكثير عن فلسطين ولكني احبها كثيرا فوالدي قال لي الكثير عنها ولطالما اشاد بجمالها وطبيعتها واهلها وعندما اتيت ادركت انه كان على حق" قالت مريم في إجابة على سؤال عن زيارتها لفلسطين.
وأضافت "عندما زرت فلسطين حزنت وبكيت لان والدي لا يستطيع القدوم لزيارة وطنه.. بكيت مثلما كان يبكي والدي عندما يسمع أخبار فلسطين ويشاهد قسوة العنف ضد أهلها، وتقطيع أوصال الوطن بالجدار العنصري والتهام أرضه بالمستوطنات.
"لقد عشقت كل ما هو فلسطيني.. طعامها لباسها تراثها شعبها، وزاد حبي لفلسطين عندما عرفتها عن قرب، ولدي رغبة في التحدث الى الناس ومعرفة همومهم اكثر، اشعر إنني أشاركهم كل شئ، إننا أسرة واحدة، واعتز بكوني فلسطينية وارغب بالزواج من فلسطيني".
حمزة محسن (22 عاما) من السويد ومقدسي الأصل، يشاطر مريم الخالدي محبته لفلسطين، ويقول "ذهب والدي للدراسة في السويد في السبعينات وتزوج من فلسطينية الجنسية.. علمنا اللغة العربية واللهجة الفلسطينية، واهتم بزيارة الدورية لأسرته بعمان ليبقى على احتكاك مع المجتمعات العربية".
"كنت اعتقد أن علاقة والدي بفلسطين عاطفية، حيث اعتاد كغيره من جاليتنا على وصف فلسطين لي ولم اكن أتخيل أن فلسطين مدهشة، كنت اعتقد أن هناك الكثير من العنف في الشوارع ولم اكن اتخيل وجود هذه المباني والشوارع.. كنت بحاجة لمن يجيب على تساؤلاتي التي لم أجد لها تفسيرات الا عندما أتيت لفلسطين بلدي" أضاف خالد معربا عن رغبته في زيارة فلسطين في وقت قريب، ومشددا على انه سيعمل على المحافظة على هويته الفلسطينية وانه يتطلع للحياة في الضفة عندما تتحسن أوضاعها، معربا عن استياءه من الإجراءات الأمنية ونقاط التفتيش الإسرائيلية".
خالد كما مريم اشادا بدور مؤسسة الرئاسة في التواصل مع الجاليات وإتاحتها الفرصة لهم لزيارة وطنهم فلسطين.