مفقودين ....؟؟؟!!!!
موفق عميرة - وبعد مرور أكُثر من 64 عاماً على النكبة الفلسطينية و45 عاماً على النكسة، لا يزال أهالي المفقودين في الضفة الغربية يترقبون ويبنون الامل على معرفة المعلومات الدقيقه عن أبنائهم المفقودين .
وتقول عائلات المفقودين رجا عبد الرازق سرور والسبتي محمد عميرة ومحمود خليل سليمان ومحمد مرار يجهلان مصير أبنائهم منذ عقود .
وتحتجز اسرائيل ما يقارب 209 من جثث الشهداء الفلسطينيين في مقابر الارقام ، ويوجد اكثر من 48 مفقوداً مجهولي المصير والمكان .
"الحال" التقت عدداً من أهالي المفقودين وطالبوا الجهات الرسمية ومنظمات حقوق الانسان المختصة بمساعدتهم ، وخاصة بعد عودة 91 من جثث " شهداء الارقام ".
ومنذ اندلاع حرب 1948 ،وبعد انخراط عدد من سكان الضفة الغربية في صفوف الجيش الاردني اثناء الحكم الاردني للضفة الغربية، وبعد هزيمة الجيوش العربية في حرب 67 ، بدأ التصدي والمقاومة للاحتلال الاسرائيلي بشتى الطرق ، وبعدها خضعت الضفة الغربية للحكم العسكري الاسرائيلي الذي ينظم أمور الحياة ومنها الاسرى والمفقودين وكان هناك إهمال بهذا الجانب نظراً للقوانين الاسرائيلية التي تم فرضها ،وفيما بعد نشبت حرب أكتوبر عام1973 التي تم على اثرها فصل الضفة الغربيّة عن السيادة الأردنيّة ثم بدأ كثيرون يطالبون بمعرفة مصير ابنائهم المفقودين .
مفقود في سوريا
ويروي النجل الاكبر محمد سرور من نعلين ان والده "رجا عبد الرازق سرور " شارك في حرب 67 وكان اسمه الحركي "ابو السعيد " وبعدها انشق عن حركة فتح وانضم الى جماعه "فتح ابو موسى" ،وكان له مشاركات وطنية في مخيم عين الحلوة ،واثناء الانسحاب من لبنان عام 1982 ذهب مع المقاومين الى سوريا وكانت برفقته عائلته ،وتوجهت عائلته الى الاردن وبدأ يتنقل بين الاردن وسوريا .
وقال سرور ان والده ذهب الى سوريا في منتصف الثمانينيات ولم يعد يسمع عنه اخباراً حتى يومنا هذا، ووجهة العائلة الاسئلة الى جماعه ابو موسى والى الصليب الاحمر ولكنهم لم يحصلوا على معلومات .
مفقود منذ حرب 67
ومن جهتها ،قالت ام راكز زوجة المفقود السبتي محمد عميرة من قرية نعلين ان زوجها كان جندياً في القوات المسلحة الأردنية خلال حرب 67، وبعد انتهاء الحرب لم نعلم عنه اية معلومات، وكان يرافقه زميلان من ابناء القرية وقالوا بانه كان ينقل احد المصابين في الحرب الى المستشفى وبعدها فقد السبتي ولا يوجد عنه معلومات بعد ذلك .
وطالبت ام راكز الجهات المختصة بالموضوع بالعمل على الكشف عن ملابسات فقدانه وأضافت انها عندما تذهب الى القدس تبحث عنه وتقول "اذا مات انا بدي اشوف قبره ".
"اريد زيارة قبر والدي "
وقال ملكي سليمان نجل المفقود محمود خليل سليمان من قرية بيت عور التحتا قضاء رام الله ،ان والده فقد اثناء مشاركته في حرب 67 ، حيث كان المفقود جندياً في الجيش الاردني كتيبة الحسين الثانية في معسكر النبي يعقوب بمدينة القدس وخدم ايضاً في مدينة الزرقاء الاردنية لعدة سنوات .
وأضاف سليمان هناك رواية تقول ان والده دفن في قبر جماعي في بلدة حزما ،والرواية الاخرى من احد زملائه في الحرب تقول بأنه اصيب بجروح في ذراعه خلال انسحاب الجيش باتجاه الاغوار وأريحا ووقع في الآسر إلا ان هذه الروايات ليست لها اية وقائع ملموسة على الارض وبعد انتهاء الحرب قامت العائلة بالبحث والتفتيش في المستشفيات الاردنية ولدى الصليب الاحمر ولكن دون جدوى .
ويطالب سليمان الجهات المختصة والحكومة الاردنية بالعمل على استعادة رفات والده وجميع الشهداء الذين استشهدوا في الحروب ، وقال ان من حقه ان يعرف مكان دفن والده وان يزوره كل عيد وكل مناسبة .
وقال محمد مرار نجل المفقود "عماد عثمان مرار" ان والده فقد في النكبة الفلسطينية ولم تتمكن العائلة من الحصول على معلومات عنه حيث كان فدائياً ، عندما كان الفدائيون الفلسطينيون يتنقلون في لبنان وسوريا والأردن وكانت هناك اشاعات تقول بأنه قتل ولا احد يعرف مكان دفنه ، وإشاعات تقول بانه سجن في السجون السورية .
اسرائيل تخترق القانون الدولي
وقال سالم خله رئيس الحملة الوطنية لاسترداد جثث الشهداء والكشف عن مصير المفقودين أن هناك ما يقارب 48 مفقوداً فلسطينياً وأكثر من 209 جثه للشهداء الفلسطينيين التي تحتجزهم اسرائيل في" مقابر الارقام ".
واضاف خله ان المفقودين تم تصنيفهم الى مجموعات ،فمنهم من كان يخدم في الجيش الاردني المنتشر في القدس وضواحيها وإثناء احتلال القدس فقد جزء منهم ، وأشار خلة بان اسرائيل اخترقت القانون الدولي لأنه يتوجب على اسرائيل ان تحتفظ بجثث الشهداء وإعادتها بعد الحرب، ووفقاً للقانون الدولي تقع عليهم المسؤولية الكاملة بالكشف عن المفقودين.
ومن جهته قال خلة انه عندما حاول اللاجئين الفلسطينيون العودة عن طريق نهر الاردن قام الجنود الاسرائيليين بإطلاق النار عليهم ولم يعرف عنهم معلومات ، ومنهم من خرج من البيت او تم اختطافه ولم يعرف عنهم معلومات وخاصة في فترة الانتفاضة الثانية .
وفي ظل المصير المجهول لهؤلاء تواصل 48عائلة فلسطينية مطالبة حكومة اسرائيل ومناشدة المملكه الاردنية والجهات السورية والمنظمات الدولة بالكشف عن مصير مفقوديها واستعادة رفاتهم او الاعلان عن مكان قبورهم كي تبدأ أرواح الاحياء والاموات بعد كل هذا العذاب .