فياض بمؤتمر الشباب المغترب: للمغتربين دور في دعم قضية فلسطين وبناء الدولة
تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات مؤتمر الشباب المغترب الذي يعقد في مدينة بيت لحم ضمن فعاليات برنامج "اعرف تراثك" الذي تنظمه مؤسسة الأراضي المسيحية المقدسة المسكونية في نسخته الثانية ويهدف لربط جيل الشباب المغترب بجذوره في أرض الوطن فلسطين.
وتضمنت الفعاليات استضافة لشخصيات سياسية رفيعة المستوى أبرزها رئيس مجلس الوزراء سلام فياض وأمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، والمطران عطا الله حنا مطران سبسطية، والمطران وليم الشوملي نائب بطريرك مدينة القدس، ووزير الأوقاف محمود الهباش، والشيخ يحيى هندي، ومازن العزة .
وأكد فياض أهمية عمل وبرامج المؤسسة ورئيسها راتب ربيع، مشيرا إلى أن هذه البرامج تساهم في تعزيز التواصل مع أهلنا وشعبنا في دول الاغتراب، وتساهم في نقل الصورة الحقيقة للعالم.
وأشار إلى أن مشاركته في المؤتمر بهدف السماع من الشباب عن همومهم وواقعهم سواء في الاغتراب أو في داخل الوطن، والتواصل مع الجاليات من أجل العمل على تطوير الأداء الفلسطيني في الخارج لخدمة المصلحة الفلسطينية.
وشدد على أهمية دور المغتربين في دعم القضية الفلسطينية وبناء مؤسسات الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدا أهمية العمل بشكل موحد خصوصا في دول الاغتراب، داعيا المغتربين إلى عدم الالتفات للمشاكل والخلافات.
وحول موضوع حرية الرأي والتعبير، أكد فياض على أن السلطة الوطنية تنتهج سياسة واضحة وهي التأكيد على حق المواطن في التعبير عن رأيه بكل حرية، وانه إذا ما كان المقصود في أسئلة الشباب الأحداث الأخيرة في رام الله فان الحديث يجري عن أخطاء يجري فحصها عبر لجنة تحقيق مستقلة بالإضافة إلى لجان التحقيق في وزارة الداخلية والتي تركز جميعها على الطريقة التي تعاملت بها الأجهزة الأمنية قبل وخلال وبعد الأحداث، منوها إلى أن اللجنة المستقلة ستصدر نتائجها وأن السلطة ستتعامل مع هذه النتائج بكل شفافية.
وأضاف أن الحكومة لا تنتهج سياسة لمنع وقمع المتظاهرين حول أيا من القضايا الفلسطينية سواء كانت سياسية أو اقتصادية، مشيرا إلى أن القانون الفلسطيني ضمن ويضمن حرية التعبير.
وحول الواقع السياسي وأفضل السبل لمقاومة الاحتلال، أكد أن السلطة تسمح بحرية التعبير وأن هناك توجه لاعتماد المقاومة الشعبية من أجل التعبير عن أنفسنا ضد الاحتلال، ونسعى للاستفادة من تجارب الآخرين خصوصا جنوب إفريقيا والولايات المتحدة وغيرها من دول العالم بهدف كسب التأييد العالمي للقضية الفلسطينية التي تعبر من اعدل قضايا العالم .
وخاطب رئيس الوزراء الشباب المغترب قائلا: إن وجودكم هنا مهم ويحمل رسالة ودور مهم للنشاط الذي يمكن أن تلعبوه كفلسطينيين في تعيشون الاغتراب ويمكنكم عمل الكثير، داعيا الشباب المغترب إلى الابتعاد عن الخلافات الداخلية التي أثرت على واقع ومتانة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وعبر فياض عن أمله بان يكون مؤتمر الشباب المغترب مؤتمرا سنويا باعتباره يمثل نقطة إيجابية للتواصل والتعرف والحضور بين أبناء شعبنا، مشددا على ضرورة عدم الخوف أو الانكسار بل على العكس يجب علينا أن نكسر حاجز الخوف خصوصا في بلاد الاغتراب، موضحا أنه عايش التجربة وهو يعيش في الخارج ويدرك تماما المشاعر والمخاوف التي يعيشها الشباب المغترب في الخارج.
ودعاهم إلى ممارسة فلسطينيتهم، مشيرا إلى انه بإمكانهم أن يلعبوا دورا مهما وايجابيا في قضية فلسطين وبإمكانهم المساهمة في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الصمود بشتى الوسائل سيما وان الهوية الوطنية الفلسطينية تستهدف بشكل كبير، منوها إلى إمكانية أن يقوم الشباب المغترب بنقل الواقع الفلسطيني عبر معايشته لأشقائه في الوطن وبالتالي ضرورة العمل في الحلبة السياسية ببلدان الاغتراب التي يعيشون بها من خلال ملامستهم واتصالهم بأبناء شعبهم عبر هذه الزيارة .
وحول سؤال عن حق العودة في ظل كل الأحاديث عن المفاوضات والسعي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة قال، إن القرار ١٩٤ الذي يرتكز عليه حل الدولتين، مشيرا إلى أن الشهيد الراحل ياسر عرفات أكد في إعلان الدولة عام 1988 بالجزائر بطريقة واضحة على الثوابت الفلسطينية، وجاء ذلك واضحا في نقاط السياسة الفلسطينية وتحديدا برنامج منظمة التحرير.
وأضاف: لم ولن يوجد أي تصريح من قبل أي مسؤول فلسطيني للتنازل عن حق العودة، داعيا أبناء شعبنا في الاغتراب إلى أن يكونوا حريصين على تناول الإخبار والمعلومات من الجهات الفلسطينية.
وحول المصالحة الوطنية أكد أن القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية تحاول بكل جهد إنجاز ملف المصالحة من خلال إيجاد حوار بناء، لكن الإشكالية ما تزال تتمثل بأنه و رغم كل ما أنجز من توقيع اتفاقيات حول المصالحة وما حظيت به من اهتمام إعلامي، إلا أن الطرف الذي عطل ويعطل منذ البداية وبعد توقيع اتفاق مكة وإقامة حكومة الوحدة الوطنية عام 2007 والانقلاب عليها بشكل عسكري ما يزال يعطل انجاز المصالحة.
وأكد أن القيادة ممثلة بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية دعت إلى إجراء الانتخابات من اجل إنهاء الخلافات، مشيرا إلى انه لا بد من العودة للشعب وعدم اتخاذ نتائج الانتخابات التي أجريت عام 2006 فرصة للتهرب من الاستحقاق الانتخابي القادم، مشيرا إلى أن الانتخابات كانت وما زالت سبيلا يساهم في بناء النظام السياسي الفلسطيني بطريقة ديمقراطية.
وحول وضع الشباب ومستقبلهم قال رئيس الوزراء، إن السلطة الوطنية تدرك الهم العام للشباب داخل الوطن وتعمل على منحهم الفرص، وإن هناك برامج مختلفة نفذتها الحكومة وتنفذها، موضحا أن الحكومة اتخذت قرارا باعتماد موظفي عقود المياومة من اجل إنهاء معاناتهم رغم كافة الصعوبات التي تواجه السلطة موضحا أن السلطة تشعر بالأسى للواقع الحالي.
وفي ختام حديثه أكد انه يجب تعاون مختلف الجهات والمؤسسات والفصائل والكنائس ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تحقيق الطموح الفلسطيني وهو بناء دولة فلسطينية ديمقراطية يعيش الجميع فيها بتساوي، موضحا أن المغتربين جزء أساسي من شعبنا ويمكنهم المساهمة بشكل ايجابي في تحقيق هذا الهدف عبر الابتعاد عن الانشقاقات والانقسام وعبر تعزيز العمل المشترك القائم على الشباب الذين يعتبرون نقطة الارتكاز القوية والبناءة.
من جهتهم عبر الشباب المغترب عن سعادتهم بصراحة أجوبة رئيس الوزراء، مشيرين إلى أهمية الاستماع له واستماعه لهم، حيث أوضح الكثير منهم أنهم أصبحوا يدركون حقيقة الأوضاع والواقع الفلسطيني بشكل خاص.
كما استمع المشاركون في المؤتمر إلى محاضرات من وزير الأوقاف محمود الهباش والمطران عطا الله حنا والمطران وليم الشوملي والشيخ يحيى هندي عن واقع العلاقة الإسلامية المسيحية وأشكال العيش المشترك بين الفلسطينيين.
كما استمعوا إلى واقع استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية من قبل السياسات الإسرائيلية.