في معرض بالخليل.. ابتكارات فلسطينية بجودة عالمية
جـويد التـميمي
يشكل المعرض الصناعي التجاري الشامل الذي افتتحته "نقابة الكهربائيين الفلسطينيين" في ساحة مدرسة "ابن رشد" وسط مدينة الخليل تحت شعار "كلنا فلسطين"، فرصة للاطلاع على صناعات وطنية تضاهي بعضها صناعات عالمية.
وأوضح القائمون على تنظيم المعرض لـ"وفا" أن أهمية هذه المعارض التجارية تكمن في مساهمتها وإفساحها المجال أمام الشركات المشاركة لاطلاع المواطنين على المنتجات الفلسطينية وخصائصها.
المهندس نادر البيطار، أحد المشاركين في المعرض قال لـ"وفا": ما يميز هذا المعرض هو حرص القائمين عليه على ربط العلاقة مباشرة بين المستهلك والمصانع والشركات، ومن خلاله يتم تعريف المواطن على قدراتنا الصناعية والتطور الذي وصلنا إليه، خاصة في قطاعي الإنتاج والصيانة، وما تحتاجه مصانعنا من خدمات فنية وكهربائية تكون متوفرة بأسواقنا بأسعار منافسة وجودة عالية، لكن المواطن لا يعرفها فيلجأ إلى الأسواق الإسرائيلية والخارجية لتأمينها ما يؤثر سلبا وبشكل كبير على اقتصادنا الوطني برمته".
وقال المواطن سعيد ابو رجب إن "الزوار الذين يرتادون المعرض ليسوا من أبناء محافظة الخليل فقط، فإن عددا كبيرا من أهلنا سواء في محافظات الضفة الغربية أو من فلسطين الداخل "عرب 48" المهتمين بقطاعات الكهرباء والهيدروليك وأجهزة الإنذار وكاميرات المراقبة وغيرها من صناعاتنا الوطنية قدموا إلى المعرض، وانبهروا بما تتميز به الخليل من صناعات متطورة ومنافسة، "فالمعرض ساهم بشكل كبير في انتشار المصانع والشركات وتعريف الآخرين بصناعتنا الوطنية".
وأشار الشاب باسل إدريس أثناء تجواله في زوايا المعرض إلى أن المنتجات الفلسطينية بحاجة إلى المزيد من الدعاية والتسويق، قائلا "العديد من صناعات الوطنية لا يعرفها المواطنون، ودعمها والمساهمة في سرعة انتشارها بالتأكيد سيعود بالفائدة علينا كفلسطينيين".
من جهته، قال مدير وزارة الاقتصاد الوطني في الخليل ماهر القيسي أثناء تواجده في المعرض بصحبة عدد من أبناء عائلته "إن دعم منتجنا الوطني الفلسطيني هو أفضل نضال ضد الاحتلال وبضائع مستوطناته التي تسرق أرضنا وتصادر مصادر رزق عائلاتنا وأهلنا خاصة المزارعين منهم، كما أن في تطوير شركاتنا ومصانعنا حداً للبطالة ودفع بعجلة اقتصادنا الوطني إلى الأمام وهذا يعزز من صمودنا".
نائب رئيس بلدية الخليل المهندس كمال الدويك أكد أن وجود معرض تجاري شامل في الخليل هو "مساهمة حقيقية في إبراز صناعتنا الوطنية والمضي في تطويرها وتحسينها"، موضحا أن تبني نقابة الكهربائيين لهذا المعرض هو "مؤشر طمأنينة لأصحاب المصانع والشركات في الخليل كون خدمة توريد الكهرباء التي توفرها البلدية لهم تعتبر الأفضل على مستوى الوطن"، مشيرا بذلك إلى أنها استطاعت ضمان توفر الكهرباء لمواطنيها في أحلك الظروف وبنسبة فاقت 98% خلال الأعوام القليلة الماضية.
واسهب دويك "قدمت بلدية الخليل خدماتها غير المحدودة لإنجاح هذا المعرض الذي يساهم في دعم اقتصادنا الوطني، ومنها توفير الطاقة الكهربائية له، لأن أبوابه تفتح حتى ساعات متأخرة من الليل، كما وفرنا سبل الأمان للمواطنين المشاركين في المعرض والزائرين، ووضعنا إطفائيات تحت تصرفه وبمحاذاته بشكل دائم لتفادي أي مكروه، كما أن قسم الصحة يقوم بالإشراف عليه ويتابع النظافة فيه على مدار 24 ساعة".
وأوضح الناطق الإعلامي للمعرض بديع أبو حديد أن المعرض ساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في الخليل لاحتوائه على عدد من المنتجات الفلسطينية التي تهم المواطن العادي، والعديد من شركات ومصانع الأغذية كالحلويات والملابس.
ونوه إلى أن المعرض الذي نظم بدعم من بلدية الخليل ومحافظتها وشرطتها ووزارة الحكم المحلي ورابطة الجامعيين، يحتوي على ما يقارب 20 شركة مختصة في قطاع الكهرباء، بالإضافة إلى 70 مصنع وشركة متنوعة المنتجات في محافظة الخليل.
من جانبه، أكد رئيس النقابة العامة للعاملين بقطاع الكهرباء في فلسطين محمد اسحق ناصر الدين أن هذا المعرض يشكل "فرصة قيمة لشركاتنا وصناعتنا الفلسطينية للتعريف بمنتجاتها لجمهور المستفيدين من مقاولين ومهندسين وأصحاب المشاريع الإسكانية والتجار، خاصة لما يمثله قطاع الكهرباء من أهمية في الدخل القومي الإجمالي من خلال ارتباطاته المباشرة وغير المباشرة مع القطاعات الأخرى مثل قطاع الإنشاءات والقطاع الصناعي، بالإضافة إلى مساهمته في خلق وتشغيل آلاف فرص العمل.
وتابع ناصر الدين أن هذا المعرض "يزود ويعرف الفني المتخصص بالمنتجات الحديثة وخصائصها وطرق التعامل معها، بالإضافة إلى أنه يفتح آلية التواصل مباشرة بين الشركات والمسوقين التجار، والمعرض المذكور هو بمثابة فرصه حقيقية للفنيين الكهربائيين للاستفادة من مصنوعات الوطنية والاطلاع على المستوردات لمواكبة التطور على صعيد المهنة وتطويرها، خاصة بما لحق فيها من تطور في استغلال الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة البديلة".
وأردف: يتميز المعرض عن غيره من المعارض التي أقيمت سابقا في فلسطين بعرضه للمنتجات والخدمات والابتكارات الفلسطينية التي تهم المواطنين والتجار، فهو يشكل فرصة لمستهلكنا الفلسطيني من أجل الاطلاع على جودة منتجاتنا التي نجهد من اجل زيادة حصتها في أسوقنا.