مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

"صلالة" جنة الله على أرض عُمان

الطبيعة في مدينة صلالة العمانية خالد الخالدي
تعيش مدينة صلالة العمانية في هذه الفترة من السنة أجمل أيامها، ويزيد جمال المدينة "مهرجان صلالة السياحي" الذي تتواصل نشاطاته وفعالياته من الحادي والعشرين من شهر حزيران الماضي، وتستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.
مهرجان صلالة السياحي تقليد سنوي تحتضنه مدينة صلالة حاضرة محافظة ظفار ومركزها الإداري والتجاري، التي تقع على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، وتعتبر العاصمة الثانية للسلطنة وعاصمتها الســــياحية لما تتميز به من مقومات سياحية طبيعية، فيما يتجاوز عدد سكانها 200 ألف.
ما يميز المدينة ويساعد في نجاح مهرجانها السنوي، جمال طبيعتها وظروفها المناخية، فشواطئها الرملية البيضاء تمتد لمئات الكيلومترات، وفيها عدد من عيون الماء والأودية، وهي من أجمل الأماكن الطبيعية الترفيهية، وقد أنشئت بالقرب من بعض هذه العيون حدائق ومتنزهات. أما طقس صلالة فهو الأجمل، ويقصدها الخليجيون في شهر حزيران/ يوليو شديد الحرارة، بينما صلالة تعيش أحلى أوقاتها وتكسوها الخضرة ويلف الضباب الأبيض هضابها، كما يهطل الرذاذ الخفيف ليلطف الجو، هذا إلى جانب العيون والأودية والمزارات الدينية والحدائق والمتنزهات الطبيعية والمواقع التاريخية الأثرية.
تنوع التضاريس في صلالة أكسبها مقومات سياحية بالغة الأهمية، فهناك الجبال التي تكسوها الخضرة، والسهول الساحلية الخصبة، والشواطئ الخلابة، وكذلك الكهوف التي تشكل استراحات طبيعية. كل ذلك جعل من صلالة "جنة" في أرض عُمان.
في صلالة العديد من المواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي، ومنها موقع البليد الأثري، الذي اكتشف به الجامع الكبير وهو عبارة عن بناء يحتوي على 144 عمودا تشكل 13 صفا من الأعمدة، إضافة إلى ملحقات المسجد والقلعة التي كانت سابقا قصرا لحاكم المدينة، وعدد من الأبراج الدائرية.
ومن المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي خور روري (سمهرم) ويعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، وكشفت الحفريات الأثرية عن وجود مستوطنة كبيرة على النمط العربي بفنها المعماري المميز، ومنطقة شصر ووبار ووادي دوكة، وتشتهر محافظة ظفار بإنتاج اللبان الذي تشكل شجرته رمزا لها، وقد كان لهذه الشجرة دور بارز في تزويد العالم القديم ودور العبادة فيها بمنتجاتها من البخور، وكان اللبان يمثل عمود التجارة الأساسي في جنوب شبه الجزيرة العربية قديما، ومصدرا هاما من مصادر الدخل.
واللبان مادة صمغية تستخرج من ساق الشجرة بعد جرحها، وأحيطت هذه الشجرة بأساطير مثل الثعابين الطائرة التي تحميها. ويستخدم اللبان في الطقوس الدينية والتعويذية والعلاجية، حيث سجلت مواقعها عام 2000 في قائمة التراث العالمي باليونسكو.
وقال مدير متحف أرض اللبان علي الكثيري في لقاء مع "وفا"، إن المتحف الذي افتتح عام 2007 في متنزه البليد الأثري، يمثل إطلالة على التاريخ العماني، ويعكس وجه عمان وحضارتها، وهو الوحيد في محافظة ظفار.
وأضاف الكثيري أن المتحف يشرف عليه مكتب مستشار سلطان عُمان للشؤون الثقافية، الذي يعمل على تأهيله وتطويره، ويشهد إقبالا كبيرا في موسم الخريف (خريف صلالة من شهر حزيران إلى أيلول).
وأشار مدير المتحف إلى أن بليد كانت أشهر الموانئ المطلة على المحيط الهندي، وأن الموقع الأثري الحالي من العهد الإسلامي، وهو مقام فوق آثار من حضارات أكثر قدما، مبينا أن المتحف أضاف الكثير للحركة السياحية في السلطنة وخاصة بعد إدراجه على قائمة التراث العالمي، الذي أكسبه شهرة عالمية.
ويقسم المتحف إلى قاعتين، هما قاعة التاريخ التي تضم مخطوطات، وأدوات تراثية، من البرونز والحجر والفخار، والقاعة البحرية التي تعرّف بالتراث البحري العماني ومهارة العمانيين في صناعة السفن منذ آلاف السنين، وتواصلهم مع العالم الخارجي.
أما مدير مهرجان صلالة عبد الله المقدم، فتوقع في لقاء خاص مع "وفا"، أن يصل جمهور المهرجان ما بين مليون وثمانمئة ألف إلى مليونين، مشيرا إلى أن المهرجان تقليد سنوي بدأ منذ العام 1998، باسم "مهرجان خريف صلالة"، لكن في العام 2008 أصبح اسمه الحالي "مهرجان صلالة السياحي".
وأوضح أن المهرجان شامل ويشمل فعاليات ثقافية وفنية وترفيهية وتسويقية وندوات ومحاضرات، مشيرا إلى أن الفعاليات الفنية يدعى لها أشهر النجوم والفرق العمانية والعربية، وأن من أبرز الفعاليات القرية التراثية التي تحوي الكثير من المعالم التي تجسد الماضي العماني، لإبراز الموروث الحضاري للسلطنة، وتجسيد لبيئاتها الحضرية والبحرية والريفية.
وأضاف المقدم أن جديد مهرجان 2012 هو ملتقى الطفل العماني بعنوان "طفولة آمنة ومستقبل واعد"، لإبراز مواهب الأطفال وقدراتهم.
وأشار إلى أن إدارة المهرجان دعت هذا العام عددا من الدول العربية للمشاركة الفنية، حيث لبت الدعوة: فلسطين، واليمن، والسودان، وليبيا، والمغرب.
وفي هذا الصدد أشاد مدير المهرجان بالمشاركة المميزة لفرقة "نداء الأرض" الفلسطينية، وقال إنها أثرت المهرجان، وحظيت بحضور وتفاعل جماهيري غير مسبوق لدى العمانيين.
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024