بيان صادر عن مفوضية الاعلام والثقافة لحركة فتح – لبنان
إنَّ انجاز المصالحة الفلسطينية هو الخيار الانضج وطنياً وثورياً
أنهت اللجنة الرباعية اجتماعاتها المطولة دون التمكن من الوصول إلى صيغة متفق عليها من الاطراف الاربعة حول القضية الفلسطينية، وتحديداً موضوع الطلب الفلسطيني من الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الاراضي المحتلة في 4 حزيران العام 1967. وهذا ما شكل خيبة أمل لأبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، بما في ذلك مخيمات لبنان، حيث كان الأمل أن تنصف اللجنة الرباعية شعبنا الذي يعاني من غياب العدالة الدولية تجاه قضاياه الوطنية والمصيرية، وهو الشعب الوحيد الذي ما زال يعاني من الاحتلال، والاستيطان، والعنصرية، والتعرض لكل أشكال الإبادة، والتدمير، والتعذيب، والعدوان اليومي على الأرض والانسان والأماكن الدينية والتراثية.
إنَّ الإنحياز الاميركي الكامل لصالح السياسة الإسرائيلية التي لا ترى سوى مصالحها وخططها المتناقضة دائماً مع الشرعية الدولية، ومع المعاهدات والمواثيق المعنية بحقوق الانسان وحرياته، هذا الإنحياز هو الذي دمَّر أحلام الشعوب المكافحة من أجل استقلالها، وبالتالي أصبح هناك تناقض كامل بين العدالة والحرية التي تنادي بها الولايات المتحدة، وبين الممارسة التي تجعل الخيارات الإسرائيلية على رأس قائمة المطالب الاميركية. ولعلَّ هذا ما دفع الرئيس محمود عباس إلى القول: فشل اجتماع الرباعية مؤشر سيّئ، وسننسِّق عربياً للذهاب إلى الامم المتحدة، وأضاف: مرحلة حاسمة وحرجة تواجهها عملية السلام، ونحن ماضون في طريق المصالحة وتحقيق وحدة أرضنا وشعبنا.
إنطلاقاً مما تقدم نؤكد ما يلي:
أ- لا نستطيع كشعب فلسطيني أن نقلل من أهمية اللجنة الرباعية وقراراتها خاصة أنها تمثل رؤية دولية، إلاّ أننا لا يمكن أن نرهن قضيتنا العادلة بمواقف اللجنة الرباعية التي لم تستطعْ التحرر حتى الآن من الهيمنة الاميركية.
ب- إنَّ الأساس هو كفاح شعبنا الفلسطيني، ومقاومته للاحتلال بالطرق المناسبة حتى تشعر إسرائيل بأنها تدفع ثمن الاحتلال. ويأتي في المقدمة إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وهي الخيار الأنضج وطنياً وثورياً الذي لا خلاف حوله من أجل وحدة الشعب، والارض، والبرنامج السياسي، وطي صفحة الانقسام بشكل نهائي.
ونؤكد بأن العامل الأقوى في دفع الأطراف لتغيير مواقفها تجاه قضيتنا هو الجهد الميداني لشعبنا وتفعيل دوره المؤثِّر والفاعل القادر على التغيير.
ج- إنَّ خيار الذهاب إلى الأمم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو حق مشروع وقائم منذ العام 1988، والمطلوب اليوم تجسيده عملياً ،خاصة أن الاحتلال الاسرائيلي أجهض عملية السلام، وأنهى عملية التفاوض التي أرادها لخدمة أهدافه الاستيطانية، والاحتلالية، وتغييب الحقوق الوطنية الفلسطينية. وإصرار القيادة الفلسطينية على الذهاب إلى الأمم المتحدة جاء رداً طبيعياً ومدروساً مستنداً إلى قراءة واقعية لما يجري على أرض الواقع، لأنه لا يمكن لشعبنا أن يظل في حالة انتظار الشفقة من الكيان الإسرائيلي العنصري طالما هناك مؤسسة دولية معنية بالحرية والاستقلال.
د- إنّ خيار القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى الامم المتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية جعل الكيان الإسرائيلي يستنفر كافة جهوده وطاقاته لمواجهة المطلب الفلسطيني، لأنها تعتبر انتصار الفلسطينيين في هذه المعركة السياسية بداية لتحطيم الآمال والمعتقدات والأطماع الإسرائيلية. لذلك فإن المضَّي في هذا الخيار يتطلب موقفاً عربياً واضحاً، داعماً ومساعداً، ومبدئياً، فالجامعة العربية اليوم على المحك، ولا مجال للألوان الرمادية، والشعوب العربية كما هو شعبنا يراقبون باهتمام الأداء العربي السياسي، والدبلوماسي، والمالي لنصرة القضية الفلسطينية.
هـ- المطلوب عربياً وإسلامياً دعم السلطة الوطنية، و دعم شعبنا الفلسطيني اقتصادياً وسياسياً وتفويت الفرصة على الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تريدان إبتزاز القيادة مالياً من أجل حملها على الرضوخ سياسياً. ونحن لا نرى مبرراً إطلاقاً للدول العربية بحرمان شعبنا من الدعم المالي العربي حتى لا نكون تحت رحمة أعدائنا.
إننا كفلسطينيين في لبنان نشد على أيدي القيادة الفلسطينية بأن تنطلق في خيارها رغم التحديات لأن شعبنا شعب التحدي والصمود والمواجهة والنصرُ لنا.
إنها لثـورة حتى النصـر
مفوضية الاعلام والثقافة / لبنـان
14/7/2011