اهدته لأرواح شهداء فلسطين واسراها....آلاء الشرباتي قصة تفوق لا زالت مستمرة
الطالبة آلاء سمير الشرباتي التقتها قبل أربعة أعوام، عندما حصلت على المركز الاول على فلسطين في الثانوية العامة – الفرع التجاري بمعدل 98.5، وها هو اللقاء يتجدد عندما التقينا بها أثناء حفل تخريج جامعة الخليل هذا العام، فإذا بها بعد اربع سنوات من الدراسة تحصل أيضاً على المرتبة الأولى على قسم العلوم المالية والمحاسبية بتقدير امتياز مهدية تفوقها الى والديها ولشهداء فلسطين وأسراها ولمعلميها .
بسؤالها عن نفسها قالت، "أنا آلاء سمير عز الدين شرباتي من مواليد مدينة القدس في العام 1990 ومن سكان مدينة الخليل، كانت طفولتي كطفولة أي فلسطيني عاش في فلسطين في هذه الفترة أي فترة الانتفاضة الثانية، فهموم الوطن والأمة أثرت فينا وطبعت في ذاكرتنا الكثير من المواقف والمشاهد، وفي هذه الفترة لم تكن هناك الفرص سانحة لتنمية المواهب والقدرات، فقد كان لي هوايات عديدة منها الرسم وخصوصاً رسم الكاريكاتير، لكن أعتقد أنها لم تجد عندي الاهتمام والمتابعة فنحن أبناء الشعب الفلسطيني الذي عاش على أرضه تحت ظل الاحتلال، دائماً هناك شعور كأن طفولتنا تُسرق منا ولا نعيشها كأي أطفال آخرين في هذا العالم... وبالرغم من ذلك يبقى لدينا الأمل فقد كان لدي هدفاً وطموحاً وهو التفوق والتميز.
اختيارها للفرع التجاري و العلوم المالية والمحاسبية".
ولأن لديها الامل والهدف بالتفوق والتميز اختارت آلاء دخول الفرع التجاري في الثانوية العامة لأنها كانت على يقين من انها ستبدع به وستحصل على ضالتها فقد قالت، أن ما "جعلني أختار أن أكون طالبة بالفرع التجاري رغم كثرة من نصحوني أن أكمل في الفرع العلمي هو شعوري بأنني سأكون متفوقة به، والحمد لله رب العالمين لم أندم فقد أكرمني الله سبحانه وتعالى أن أكون في العام 2008 الأولى على فلسطين في الضفة وغزة بالفرع التجاري والأولى على مدينة الخليل في جميع الفروع لهذا العام وحصلت على معدل 98.5"، فقد كان أسعد يوم في حياتي وحياة أسرتي وعائلتي... بعد ذلك كان اختياري أن أكمل البكالوريوس في العلوم المالية والمحاسبية لأنه أفضل مجال لطالب التجاري وقدر الله لي أن أكمل دراستي في جامعة الخليل، فالحمد لله على كل حال... بصراحة اللي صار معي في السنة الأولى ما اجتهدت وما درست إلا عند اقتراب الامتحانات وذلك يعود ممكن لأسباب نفسية، الحمد لله استطعت تخطيها وأكملت 4 سنوات دراسة جادة في جامعة الخليل وبالنتيجة تخرجت من جامعة الخليل الأولى على قسم العلوم المالية والمحاسبية_ امتياز.
وبسؤالها عن طموحاتها قالت، "ما زال لدي طموح في أن اكمل دراسات عليا أسأل الله أن ييسرها لي، وقد كان لدي طموح منذ أيام الدراسة أن أكون وزيرة الاتصالات الفلسطينية، ولكن في الواقع أن الانسان كل ما كبر صغر طموحه".
ونصحت كل طالب علم أن يضع أمامه هدف ويسعى لتحقيقه بجد، وأن يختار دراسة ما يميل إليه ولا يتأثر بما يمليه عليه الآخرون.
وفي النهاية شكرت والديها لتشجيعهم ومعلماتها في مدرسة وداد ناصر الدين فرع تجاري، و أساتذتي في جامعة الخليل كلية التمويل والادارة.
وأهدي تفوقي لكل من شجعني ووقف معي ولأرواح شهداء فلسطين ولأسراها وإن شاء الله يكتمل فرحنا بتحرير القدس وتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، لأن الفرح في بلدي يبقى منقوصاً ما دام الأقصى أسيراً.
عن القدس