معتز عبيدو .. من السّجن إلى حياة يأسرها الوجع
في غرفة صغيرة بالمستشفى الأهلي بالخليل، يواصل الأسير المحرر معتز عبيدو القبض على جمرة الأمل، لعل الحياة تتخفف من الوطأة غير الرحيمة للأوجاع التي تأسره دون فسحة، و لو قصيرة.. تمكنه من إشاعة أفراح، ولو صغيرة، في حياة بناته الثلاث
المواطن "عبيدو" ( 32 عاما ) الذي يلازمه كيس للتبول و كساح في ساقه اليسرى يكبل خطاه، منذ تشرين الثاني الماضي حيث فتح جنود الإحتلال عليه النار على بعد خطوات من منزل عائلته في جنوب المدينة.. يتعشم، هذه الأيام، في الحصول على فرصة تمكنه من إجراء عمليات جراحية، أحدها للتخلص من "التبول اللاإرادي" و بأمل أن تتخلص ساقه من أوجاعها المبرحة .
أشار معتز عبيدو المقيم و عائلته في ضاحية البلدية جنوب الخليل، إلى أنه كان نجا من موت محقق، عندما فتح جنود الإحتلال النار باتجاهه يوم 10 تشرين الثاني الماضي ( اليوم الرابع من عيد الأضحى ) حينما كان في زيارة خاطفة إلى منزل العائلة . قال لـ"القدس دوت كوم " أن القوة العسكرية الإسرائيلية التي حاصرت المنزل في حينه، طلبت منه تسليم نفسه عبر مكبرات الصوت، بينما هددت بهدم المنزل على من فيه و حطمت الأبواب و النوافذ وأطلقت القنابل الصوتية و المسيلة للدموع.." و حينما اقترب الجنود من الغرفة حيث تواجدت، حاولت الهرب .. إلا أن رصاصتين من النوع المتفجر أغرقتاني في الدماء" !
حتى هذه الأيام ، لم ينس المواطن عبيدو ( 32 عاما ) معنى أن يجد المرء نفسه على حافة الموت؛ عندما أنهال عليه جنود الإحتلال بالضرب بالرغم من رؤية جسده وهو ينز دما . قال أن الجنود الذين الذين أطلقوا عليه النار كبلوا يديه إلى الخلف بعد تعريته من كل ملابسه، ثم احتجزوه في سيارة عسكرية ، دون أن يقدموا له أي إسعافات .
أوضح معتز في حديثه مع القدس أثناء التقائه بالمستشفى، أنه بعيد اعتقاله لم يتلق رعاية طبية تذكر، بينما وهو ينزف الدماء من بطنه وخاصرته، كان تم احتجازه في السيارة العسكرية لمد تزيد على الساعة قبل نقله في سيارة اسعاف إلى "مستشفى هداسا" بالقدس الغربية، لافتا إلى أنه أخضع لعملية جراحية استغرقت 8 ساعات، تم خلالها استئصال جزء من الأمعاء والمعدة.
تبقى الإشارة إلى أن الأسير المحرر معتز عبيدو، الأب لثلث صغيرات ( تيما سنوات و صبا - 5 سنوات و بتول – عام و نصف العام ) كان تعرض للاعتقال عدة مرات، بينها اعتقال إداري دون محاكمة لمدة عامين .. وهو الآن يعاني من مشكلة التبول الارادي، ما أجبر الأطباء على وضع كيسين في بطنه ؛ لمساعدته على قضاء حاجته، بينما لا يتمكن من الحركة دون مساعدة.