الأول على القطاع..تحديد الهدف من البداية يحدد مسار الطالب
يخطط الطالب أسامة عدلي عبد الله السوده الحاصل على المرتبة الأولى في الثانوية العامة (الفرع العملي) بقطاع غزة بمعدل 99.6% في هذه الأوقات لإكمال دراسته الجامعية في إحدى الجامعات الفلسطينية والسعي لخدمة الإسلام والمسلمين في الدرجة الأولى، والشعب الفلسطيني وأبناء قطاع غزة بالدرجة الثانية، رافضا فكرة ترك البلد والهجرة إذا ما حصل على فرصة للدراسة خارج فلسطين.
ويبين السوده خلال حديثه لمراسل ووكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر بأن لديه نية بدراسة الهندسة ولكنه حتى اللحظة لم يقرر بشكل نهائي، قائلاً " هي طموح بالنسبة لي، ورغبة في نفس الوقت"، موجهاً رسالة إلى أقرانه في الثانوية العامة الناجحين بالرضى بقضاء الله وبضرورة المثابرة والعمل من إكمال حياتهم التعليمية والالتحاق بالجامعات الفلسطينية، في حين دعا الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح بأن يضعوا الأمل بين عيونهم ويحاولوا مرة ثانية، وأن لا يجعلوا اليأس يسيطر عليه.
وعمت أجواء من الفرحة داخل بيت الطالب السوده بمدينة غزة واستقبلت عائلته وفود المهنئين من الأقارب والجيران والأصدقاء، وسط حالة من الابتهاج، متمنين له أن يتمكن من إكمال دارسته الجامعية وأن يحقق تفوق جديد يساهم في المستقبل بخدمة الفلسطينيين بشكل جيد، في حين تنتظر العائلة وصول والد أسامة المسافر من الأردن اليوم للمشاركة في الاحتفال بنجاح أسامة.
لم يتوقع ...
ويقول الطالب السوده " لم أتوقع أن احصل على هذه الدرجة، ولكن كنت أتوقع أن أكون ضمن العشرة الأوائل، الحمد الله حصلت على الأول على قطاع غزة"، مضيفاً بأنه قبل إعلان النتائج كان يعيش حالة من التوتر مصحوبة بتمني بأن يحصل على نتيجة جيدة".
ويتابع قائلاً " كنت أعيش ما بين الأمل والخوف قبل صدور النتيجة، حتى عندما وصلتني الرسالة على الجوال، لم أصدق وفرحت جداً لدرجة أني شعرت نفسي طاير في الجو"، مبيناً بأنه إنتظر الفرحة الكاملة ليتأكد من النتيجة حتى بدأت وسائل الإعلام تتوافد على منزله لعقد اللقاءات معه.
ويصف السوده رحلته الدراسية بأنها كانت مزيج ما بين التعب والمعاناة، والراحة التي كانت توفرها العائلة من أجل الوصول إلى الحلم بالنجاح، موضحاً أن جملة من الصعوبات واجهته كأي طالب في الثانوية العامة ولا سيما أن لغزة وضعها الخاص في انقطاع التيار الكهربائي الذي كان أكثر الصعوبات التي واجهت الطلبة.
تحديد الهدف...
ويشير الطالب الحاصل على المرتبة الأول على القطاع (فرع العلمي) إلى أن ما يميز رحلته الدراسية بشكل أساسي التوفيق من الله عز وجل، إضافة إلى متابعته دروسه أول بأول منذ بداية الفصل الدراسي، مؤكداً أنه لم يتعامل مع قضية الظروف فيما يتعلق بموضوع الكهرباء ، مؤكداً أن تحديد الهدف منذ البداية هو الذي يحدد مسار الطالب.
من جد وجد
ومن جانبه يقول عم أسامة ناهض السوده " كنا نتوقع أن يكون أسامة من الطلبة الناجحين، والحمد الله ربنا تتم علينا بالخير، ونجح وكان من الأوائل على القطاع ومن المتفوقين"، بينما يعبر جد أسامة عن سعادته فور سماعه خبر نجاح حفيده، وقال إن" من جد وجد وأسامة كان من المجدين وهذه هي ثمار التعب المتواصل الذي خاضه أسامة".
ويقول جد أسامة " لا يمكن أن أصف سعادتي فهو شعور فوق ما تتصور وطول عمره أسامة من المتفوقين كأبناء عمه وإخوانه "، مبتسماً ومخفي دموع الفرحة التي ملأت عيونه بسبب سعادته الكبيرة بحصول أسامة على درجة عالية ليرفع بها رأس عائلته .
من جهته قال الأستاذ فؤاد عطية الذي حضر مع وفد من مدرسين مدرسة الكرمل الذي درس فيها أسامة ليسلموه الشهادة " نبارك لأسامة وأهله والمجتمع الفلسطيني وأسرة مدرسة الكرمل بتفوقه، والنجاح الباهر الذي رفع رأس مدرسة الكرمل"، متمنياً أن يتفوق في حياته الجامعية.
ويوضح عطية أن أسامة كان خلال فترة دراسته في المدرسة مثالاً ونموذج للطالب الفلسطيني في كل النواحي وتميز بالجد والأخلاق الحميدة، واصفه بالقول" أسامة صاحب الابتسامة الهادئة وسرعان ما يكون مبتسماً"، نافياً أن يكون النجاح مرتبطاً بالحظ معتبراً أن العامل الأساسي في النجاح يكمن في جهد الطالب نفسه إضافة إلى جهود المدرسين.