مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

الصائم الذي لم يفطر

رشا حرزالله
لليوم الثالث .. يصوم الفلسطينيون شهر رمضان إيمانا واحتسابا، بفرح وغبطة يستمدونها من لم شمل العائلة وصلة الأرحام، والتقرب إلى الله بالعبادات، إلا أن هناك من يصوم إيمانا واحتسابا وحرية منذ 103 أيام، تقربا من الله بنيل الحرية والانتصار.
الأسير أكرم الريخاوي (39 عاما)، من مدينة رفح في قطاع غزة، عزم على المضي في إضرابه المفتوح عن الطعام، حتى نيل حريته بعد ثماني سنوات خلف قضبان الإهانة والذل.
"ننتظر بخوف شديد وقلق إمكانية سماع خبر استشهاده"، تقول ابنته ياسمين (25 عاما)، "وضع والدي الصحي خطير جدا، وهو معرض للاستشهاد في أي لحظة، آخر المعلومات عنه هو أنه أصيب بجلطة في قدمه اليسرى عرفنا ذلك عن طريق نادي الأسير، والدي على وشك أن يفقد بصره، خاصة في ظل الإهمال الطبي في مشفى "آساف هارفيه".
وبحسب ياسمين، فإن والدها الأسير منذ عام 2004، يعاني أيضا من وجود "مياه في عينيه"، وهو يطالب دائما بضرورة إزالتها، إلا أنه "لا حياة لمن تنادي".
"الأخبار السيئة تتوالى علينا، يقول لنا المحامي إنه يرقد على كرسي متحرك، ويصاب دائما بحالة إغماء وقيء، لكن الحمد لله على كل الأحوال، ويتم تعصيب عينيه، وتقييده في السلاسل في حال تم نقله من قسم لآخر" تقول ياسمين.
وفي رمضان أيضا.. ينتظر الصائمون بفارغ الصبر دخول أذان المغرب، حتى يتمكنوا من شرب الماء، واحتساء أنواع مختلفة من الطعام الموجودة على موائد الرحمن، فساعات الصيام تتجاوز الـ15، ولكن أكرم يلتزم الصيام منذ 103 أيام، دون أن تطرق معدته كسرة خبز، أو دمعة ماء تطفئ ظمأه!.
تقول ابنته:" في رمضان شعرنا بوالدنا كثيرا، فنحن نعد الدقائق حتى نتمكن من كسر صيامنا، وشرب الماء، خاصة في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، فكيف سيكون حال من لم يأكل ويشرب منذ 103 أيام، لا نعرف كيف حاله، وكيف غير الإضراب ملامحه، نفتقده كثيرا على مائدة الإفطار، نتمنى أن يأكل معنا ويكون بيننا، والدي خسر الكثير من وزنه، أبلغونا أن وزنه لا يتجاوز 40 كيلوغراما، هو يأخذ القليل من الملح والماء لكنها لا تكفي لبقائه على قيد الحياة".
الأسير أكرم الريخاوي، الحاصل على بكالوريوس شريعة من الجامعة الإسلامية في غزة، متزوج وله خمس بنات، وثلاثة أولاد، منهم ابنته نسمة التي حصلت على معدل 75% في امتحان الثانوية العامة الأخير.
"كنا نتوقع أن يكون معدل شقيقتي فوق الـ90، إلا أنها كانت جدا متألمة وحزينة على وضع والدي" تقول ياسمين الريخاوي.
وتتابع: "كانت شقيقتي ترغب في أن تفرح والدها داخل سجنه بتفوقها، لكن معدلها في الثانوية متدنٍ نتيجة ما يحيط في المنزل من ظروف سيئة، كانت محبطة جدا في مرحلة الامتحانات".
وتقول ياسمين إنها لم تتمكن من زيارة والدها الأسير أكرم الريخاوي منذ عام 2006، وتكتفي العائلة بسماع أخباره عبر المحامين في نادي الأسير، كما أنه وقبل خوضه للإضراب المفتوح عن الطعام، كان يرسل لنا رسائل لنطمئن عنه، ولم نعد نرى تلك الرسائل منذ فترة.
"والدي طيب جدا، وحنون، على الرغم من أن أيامنا معه كانت قليلة نوعا ما، وفتحنا أعيننا على سجنه، لكن تجمعنا به ذكريات جميلة، أتمنى ألا يموت والدي، أمنيتي أن يتم إنقاذه، كلنا أمل أن يتحرك العالم ويقف إلى جانبه، أرجوكم لا تدعوا والدي يفارق الحياة" صرخة أطلقتها ياسمين

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024