"تكية إبراهيم الخليل".. ملاذ الفقراء للحصول على وجبات دسمة للإفطار
القدس دوت كوم - كما في "رمضان" من كل عام، بدأت تكية سيدنا إبراهيم الخليل الملاصقة للحرم الإبراهيمي، منذ اليوم الأول، في توزيع "وجباتها المباركة" على الفقراء و غير الفقراء ممن يقصدونها، غير أن كل الطرق الذاهبة إليها، قد لا تؤدي إليها ، إذا ما إقتضت التعليمات الأمنية الإسرائيلية إعتبار المنطقة "عسكرية مغلقة"...
خلال الأيام الأربعة الماضية، شهدت أبواب التكية تزاحماً ملحوظاً للحصول على وجباتها، ليس من قبل أسر تقيم في البلدة القديمة ومحيطها فقط، بل وأيضاً – كما قالت إدارة التكية - من قبل مواطنين وفدوا من بلدات في المحافظة، لا سيما وأن موعد توزيع الوجبات المجانية التي تقدمها التكية، يتم قبل صلاة الظهر.
أشارت إدارة التكية لـدوت كوم إلى أن برنامج إعداد الوجبات خلال رمضان المبارك يشمل طهي نحو 500 كغم من اللحوم الحمراء الطازجة، أو 700 - 800 كغم من لحوم الدجاج، إلى جانب توزيع 2500-3000 رغيف خبز، وشوربات ساخنة ؛ "كي لا يعود أحد من التكية خالي الوفاض" !
وبحسب مرتادين لتكية إبراهيم الخليل، التي يزيد عمرها على 700 عام، يظهر التزاحم الذي تشهده أبواب التكية، دخول فئات وشرائح اجتماعية جديدة على خط الفقر، وإلى ما دونه، لافتين إلى أن طابور المرتادين للتكية ضم في رمضان هذا العام، عمالا و موظفين كانوا لا يتورعون عن الانخراط في الزحام مع فتية وشبان صغار للحصول على وجبة مجانية، فيما يقول مواطنون من "حي أبو اسنينة" ومقيمون في منازل وراء حواجز التفتيش الإسرائيلية، أن قيود الإحتلال المفروضة على تنقل المواطنين بالبلدة القديمة من الخليل ، تحول دون وصول أعداد أكبر من أولاد الفقراء.
قال المكلف بإدارة التكية من قبل مديرية الأوقاف عمار الخطيب لـلقدس أن التكية التي تعد وجباتها في أربعة قدور كبيرة، تقدم في بعض المناسبات الدينية "الزرده"، وهي وجبة محلاّة مكونه من الأرز والسكر والقرفة والماء ، فيما لا تنقطع على مدار العام، عن تقديم الشوربة "الجريشه"، حيث الأخيرة تتكون من القمح المجروش.
تقدم تكية إبراهيم الخليل وجباتها المباركة يومي الإثنين و الجمعة من كل أسبوع على مدار العام، فيما يزورها ما بين التاسعة والنصف و حتى الثانية عشرة من كل يوم، منذ بدء رمضان المبارك، نحو 3 آلاف مواطن ممن يدفعهم الفقر و "الإيمان" إلى ضمان وجبات مجانية دسمة قبل 8 ساعات من موعد الإفطار، وهي وجبات يتم توفيرها – كما أشار مسؤول سدنة الحرم الإبراهيمي حجازي أبو اسنينة – من قبل متبرعين و مؤسسات محلية بالمدينة .
أوضح مسؤول التكية الخطيب في حديث مع دوت كوم ، أن التكلفة المالية للوجبة اليومية الواحدة التي توفرها التكية خلال رمضان المبارك تصل نحو 10 آلاف دولار، وفي حال وجد نقص تقوم وزارة الأوقاف بتغطيته على نفقتها، لافتا إلى الوجبات الرمضانية اليومية تشمل لحوم حمراء أو لحوم دجاج و فاصولياء مطبوخة و خبز، فيما يقدر عدد الوجبات المقدمة كل يوم إثنين وجمعة ( خلال العام ) بنحو 500 وجبة على الأقل .
يقول الخطيب: يبقى لـ"شوربة إبراهيم الخليل" طعم سحري و خاص من بركة الأنبياء؛ فهي – كما يقول – تختلف من حيث النكهة عما نعده في بيوتنا، بالرغم من أننا قد نشتري مكونات الشوربة من المتجر ذاته !