صور- التاريخ يعود للحياة
خان الوكالة بعد إعادة ترميمه نابلس
رشا حرزالله
هل تذكر ما حدث لهذا المبنى في اجتياح عام 2002؟ يشرد المواطن بلال عقروق أحد سكان البلدة القديمة في تفكيره، محتضنا وجهه بكلتا كفيه:" هذا مبنى خان الوكالة، أنا أقطن بالقرب منه، في اجتياح 2002 دمر المبنى بعدما قصفت الطائرات الإسرائيلية صبانة كنعان والنابلسي، جميع حجارته انهارت".
غير أن هذا المواطن لا يكاد يصدق أن المبنى التراثي والتاريخي والمعروف باسم خان الوكالة الواقع عند المدخل الغربي لخان التجار في البلدة القديمة من مدينة نابلس، وتحديدا في منطقة ما يعرف بـ"سوق الحدادين"، يشرق من جديد، بعدما غابت شمسه سنوات طوال وتظهر ملامحه المتبددة منذ زمن بعد عملية ترميمه، ليتحول شيئا فشيئا إلى أبهى صورة تعكس حضارة البلدة القديمة وتاريخها.
ويتوسط عقروق الذي يعمل حاليا حارسا للخان منذ ست سنوات، ساحة كبيرة وسط مبنى خان الوكالة، مستذكرا بعض ما حل بهذا المبنى: "ساعات القصف كان عصيبة جدا، بالرغم مما لهذا المبنى من أهمية تاريخية، إلا أن الاحتلال جعل لنا ذكريات سوداء، ما زالت صورة الأقواس المنهارة نتيجة الهدم تعصف في ذهني، قام الجنود بجلب العديد من المعدات والجرافات الثقيلة، وجرفوا ما تبقى منه، وقد هدمت أجزاء من منزلي الملاصق للمكان، بقي خان الوكالة مهجورا، تحول لمكب للنفايات والصخور والحجارة التي تم تجميعها من منازل المواطنين المهدمة بفعل القصف".
يقول مهندس البلدة القديمة نصير عرفات، إن مشروع ترميم مبنى خان الوكالة من أهم المشاريع التي شهدتها المدينة، لما لهذا المبنى من تاريخ عريق، حيث كان يستخدم قديما في إيواء التجار العابرين والمارين من نابلس التي كانت بمثابة طريق تجارية تربط البحر الأبيض المتوسط وغور الأردن.
وبحسب عرفات فإن مرور القوافل استدعى وجود محطة استراحة للتجار، لذلك أنشئ مبنى خان الوكالة، والذي كان يعرف بإسم "الوكالة الفروخية"، نسبة إلى أمير الحج الشامي في العصر المملوكي فروخ بن علي باشا، كما كانت محط اهتمام الرحالة التركي "أوليا جلبي" الذي تحدث عنها قديما.
وحول تاريخ البناء، أشار إلى أنه لا يوجد تقديرات رسمية لتاريخ إنشاء خان الوكالة، كون الحجر الوحيد الذي يؤرخ تاريخها مفقودا ولا علم لأحد كيف وأين فقد، لذلك يبقى تاريخ إنشاء هذه الوكالة محط شك ومجرد أقاويل، هذا المبنى تملكته بلدية نابلس عام 1996، وبدأت بعملية ترميمه بمشاركة من اليونسكو وجامعة النجاح الوطنية.
"الزلزال الذي ضرب فلسطين عام 1927، دمر المبنى وأثر كثير على أساساته" يقول عرفات، ولكن رغم ذلك ظل خان الوكالة يعمل بإمكانياته المتوفرة، غير أن الدمار الحقيقي لحق به في اجتياح نيسان 2002 نتيجة عمليات القصف والتدمير.
ويضيف:" بعد قصف الطائرات الإسرائيلية لصبانتي كنعان والنابلسي، قامت بلدية نابلس بإحضار جرافات كبيرة وأحدثت فتحة كبيرة في أحد جدران خان الوكالة، حتى تتمكن من الدخول لإنقاذ حياة المواطنين، بعدما كانت هناك أحاديث تدور عن وجود أشخاص تحت الأنقاض، لتأتي بعدها الجرافات الإسرائيلية وتهدم ما تبقى منه".
وقال مهندس المشروع في بلدية نابلس أيمن الرباع، بدأ العمل بدراسة لمشروع ترميم خان الوكالة منذ 1998، وفي عام 2001، تم توقيع اتفاقية بين بلدية نابلس ومسؤول الاتحاد الأوروبي بتمويل المشروع الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 2.5 مليون يورو، وتوقف العمل به خلال الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس.
وبين أن البلدية قامت بعمل البنية التحتية المؤدية للخان، وتم إعادة بنائه باستخدام التقنيات الحديثة، وسيكون له مردود اقتصادي على البلدة القديمة، كون الخان سيشمل 19 محلا تجاريا داخليا، و11 محلا خارجيا بالإضافة إلى 10 غرف فندقية مجهزة، ومطعم من طابقين، ومعرض دائم للمؤسسات والشركات الراغبة بعرض منتجاتها الوطنية.
وأضاف: "سيكون للمهن التقليدية القديمة نصيب وافر في هذا المبنى، حيث سيكون هناك محلات لبيع الصابون النابلسي كذلك النحاسيات، والأعمال اليدوية، إضافة إلى صالون حلاقة، ومركز دفع فواتير الكهرباء والهاتف، حتى يتم تنشيط الحركة داخله".
وبحسب المعطيات فإن هناك بعض الآثار في خان الوكالة، والتي يعود تاريخها إلى العهد الروماني وجزء من هذا الخان مقام على أرض صخرية".
ويشير الرباع إلى أن هذا المشروع سيساعد على تنشيط الحركة السياحية داخل البلدة القديمة خاصة وفي المدينة عامة، وقد أعدت البلدية دراسة حول كيفية تنشيط الحركة السياحية داخلة، والترويج له إعلاميا حتى يتعرف الناس على تاريخ وحضارة نابلس العريقة.
هل تذكر ما حدث لهذا المبنى في اجتياح عام 2002؟ يشرد المواطن بلال عقروق أحد سكان البلدة القديمة في تفكيره، محتضنا وجهه بكلتا كفيه:" هذا مبنى خان الوكالة، أنا أقطن بالقرب منه، في اجتياح 2002 دمر المبنى بعدما قصفت الطائرات الإسرائيلية صبانة كنعان والنابلسي، جميع حجارته انهارت".
غير أن هذا المواطن لا يكاد يصدق أن المبنى التراثي والتاريخي والمعروف باسم خان الوكالة الواقع عند المدخل الغربي لخان التجار في البلدة القديمة من مدينة نابلس، وتحديدا في منطقة ما يعرف بـ"سوق الحدادين"، يشرق من جديد، بعدما غابت شمسه سنوات طوال وتظهر ملامحه المتبددة منذ زمن بعد عملية ترميمه، ليتحول شيئا فشيئا إلى أبهى صورة تعكس حضارة البلدة القديمة وتاريخها.
ويتوسط عقروق الذي يعمل حاليا حارسا للخان منذ ست سنوات، ساحة كبيرة وسط مبنى خان الوكالة، مستذكرا بعض ما حل بهذا المبنى: "ساعات القصف كان عصيبة جدا، بالرغم مما لهذا المبنى من أهمية تاريخية، إلا أن الاحتلال جعل لنا ذكريات سوداء، ما زالت صورة الأقواس المنهارة نتيجة الهدم تعصف في ذهني، قام الجنود بجلب العديد من المعدات والجرافات الثقيلة، وجرفوا ما تبقى منه، وقد هدمت أجزاء من منزلي الملاصق للمكان، بقي خان الوكالة مهجورا، تحول لمكب للنفايات والصخور والحجارة التي تم تجميعها من منازل المواطنين المهدمة بفعل القصف".
يقول مهندس البلدة القديمة نصير عرفات، إن مشروع ترميم مبنى خان الوكالة من أهم المشاريع التي شهدتها المدينة، لما لهذا المبنى من تاريخ عريق، حيث كان يستخدم قديما في إيواء التجار العابرين والمارين من نابلس التي كانت بمثابة طريق تجارية تربط البحر الأبيض المتوسط وغور الأردن.
وبحسب عرفات فإن مرور القوافل استدعى وجود محطة استراحة للتجار، لذلك أنشئ مبنى خان الوكالة، والذي كان يعرف بإسم "الوكالة الفروخية"، نسبة إلى أمير الحج الشامي في العصر المملوكي فروخ بن علي باشا، كما كانت محط اهتمام الرحالة التركي "أوليا جلبي" الذي تحدث عنها قديما.
وحول تاريخ البناء، أشار إلى أنه لا يوجد تقديرات رسمية لتاريخ إنشاء خان الوكالة، كون الحجر الوحيد الذي يؤرخ تاريخها مفقودا ولا علم لأحد كيف وأين فقد، لذلك يبقى تاريخ إنشاء هذه الوكالة محط شك ومجرد أقاويل، هذا المبنى تملكته بلدية نابلس عام 1996، وبدأت بعملية ترميمه بمشاركة من اليونسكو وجامعة النجاح الوطنية.
"الزلزال الذي ضرب فلسطين عام 1927، دمر المبنى وأثر كثير على أساساته" يقول عرفات، ولكن رغم ذلك ظل خان الوكالة يعمل بإمكانياته المتوفرة، غير أن الدمار الحقيقي لحق به في اجتياح نيسان 2002 نتيجة عمليات القصف والتدمير.
ويضيف:" بعد قصف الطائرات الإسرائيلية لصبانتي كنعان والنابلسي، قامت بلدية نابلس بإحضار جرافات كبيرة وأحدثت فتحة كبيرة في أحد جدران خان الوكالة، حتى تتمكن من الدخول لإنقاذ حياة المواطنين، بعدما كانت هناك أحاديث تدور عن وجود أشخاص تحت الأنقاض، لتأتي بعدها الجرافات الإسرائيلية وتهدم ما تبقى منه".
وقال مهندس المشروع في بلدية نابلس أيمن الرباع، بدأ العمل بدراسة لمشروع ترميم خان الوكالة منذ 1998، وفي عام 2001، تم توقيع اتفاقية بين بلدية نابلس ومسؤول الاتحاد الأوروبي بتمويل المشروع الذي تبلغ تكلفته الإجمالية 2.5 مليون يورو، وتوقف العمل به خلال الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس.
وبين أن البلدية قامت بعمل البنية التحتية المؤدية للخان، وتم إعادة بنائه باستخدام التقنيات الحديثة، وسيكون له مردود اقتصادي على البلدة القديمة، كون الخان سيشمل 19 محلا تجاريا داخليا، و11 محلا خارجيا بالإضافة إلى 10 غرف فندقية مجهزة، ومطعم من طابقين، ومعرض دائم للمؤسسات والشركات الراغبة بعرض منتجاتها الوطنية.
وأضاف: "سيكون للمهن التقليدية القديمة نصيب وافر في هذا المبنى، حيث سيكون هناك محلات لبيع الصابون النابلسي كذلك النحاسيات، والأعمال اليدوية، إضافة إلى صالون حلاقة، ومركز دفع فواتير الكهرباء والهاتف، حتى يتم تنشيط الحركة داخله".
وبحسب المعطيات فإن هناك بعض الآثار في خان الوكالة، والتي يعود تاريخها إلى العهد الروماني وجزء من هذا الخان مقام على أرض صخرية".
ويشير الرباع إلى أن هذا المشروع سيساعد على تنشيط الحركة السياحية داخل البلدة القديمة خاصة وفي المدينة عامة، وقد أعدت البلدية دراسة حول كيفية تنشيط الحركة السياحية داخلة، والترويج له إعلاميا حتى يتعرف الناس على تاريخ وحضارة نابلس العريقة.