عائلة فلسطينية لا تسترها الجدران
سلطان ناصر
للوهلة الأولي عند دخولك منزل عائلة المواطن محمود عطية النجار، من سكان حي" جزان النجار" في مدينة خانيونس جنوب القطاع، تشعر بغصة ألم كبيرة، تدفعك لأن (تحمد الله عز وجل) مليون مرة ومرة، يومياً كما يحمده أطفاله السبعة وزوجته.
وتعيش عائلة النجار منذ (25 عاماً )، في منزل صغير يفتقر لمقومات الحياة الإنسانية البسيطة مع تعاقب الأعوام عليه، ليُظهر معاناة تحاول الجدران المتآكلة أن تسترها، لتصبح أحلامه بسيطة كما توصفها زوجة النجار محاولة إخفاء دموعها (بدنا بيت يسترنا).
وتقول زوجة النجار" منذ أن تزوجت وأنا أعيش في هذا المنزل البسيط، تسترنا الجدران فقط، لكن قبل أربعة سنوات، بدأت جدران المنزل، تزاد تشقق، وبدأت تتساقط الحجارة من السقف، إلى أن سقط سقف الغرفة بالكامل علينا"، مبيناً أن الغرفة التي سقط سقفها تستخدمها العائلة كمطبخ، مخزن، وحمام في نفس الوقت.
ويتكون منزل النجار من غرفتين أحداهما يستعملها كحمام، ومطبخ في نفس الوقت، حيث وضع فوق الفوهة الكبيرة الموجودة بالسقف ألواح من "زينكو" كي تستره، وأفراد عائلته من حر الصيف، وأمطار الشتاء، في حين تؤكد زوجته أنهم كانوا بخير قبل أن تقصف الطائرات الإسرائيلية موقعا بجوار بيتهم وأدى ذلك إلى سقوط ما تبقي من سقف الغرفة.
في الصيف الحارق...
وتوضح أنهم ينامون جميعهم في الغرفة، حيث تنام هي بجوار إبنتها وتفصلها عن إخوانها، قائلة" بّنام كلنا في غرفة واحدة، ما بتعرف رجلين مين عند رأس مين، كلنا فوق بعض بّنام، وبالصيف الغرفة بتكون حريق وبالشتاء بتكون غريق"، مبينة أنها طوال فترة الشتاء تقوم بتجميع مياه الأمطار وتخرجها خارج الغرفة إلى الشارع.
وتشير إلى أنه في النهار تمضي وقتها وعائلتها في الجلوس أمام البيت في الشارع نتيجة ارتفاع دراجات الحرارة داخل البيت، لا سيما أن البيت يفتقر إلى الحد القليل من مقومات الحياة، مؤكدة أن كافة أبنائها تركوا مدارسهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها.
يسقط الباقي ....
ومن جانبه يتوقع النجار أن يسقط باقي سقف الغرفة في أي وقت وبشكل مفاجأ وهو ما يشكل بالنسبة لهم خطر كبير، لا سيما أن هذه الغرفة تستعمل بشكل يومي، متمني أن يساعده أهل الخير، في ترميم بيته.
ويوضح النجار أنه يعاني من وجود كيس دهني فوق الكبد، وإضافة إلى معاناته مع مرض السكري، الأمر الذي يتطلب إلى متابعة صحية دائمة، مبيناً أنه في أغلب الأوقات لا يتمكن من توفير مصاريف العلاج و عدم قدرته على توفير قوت عائلته اليومي لعدم وجود عمل له، منوهاً بأن أطفاله لا يعملون في مهنة محددة بسبب قلة فرص العمل الأمر الذي يزيد معاناته اليومية.
ويؤكد أنه يعيش على المساعدات التي يتلقاها من "أهل الخير" في تيسير أمور حياته وعائلته، إضافة إلى المساعدة الغذائية (كابونة)التي يتلقاها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين كل ثلاثة أشهر، موضحاً أنه لا يتلقى أي مساعدة من أي جهة، مبيناً أن هذه المساعدة التي يتلقاها تخفف نوعاً ما من حجم المعاناة التي يعيشها.
أحلام ..
ويحلم أحمد النجار إبن الصف التاسع الإعدادي بان يكون لديه غرفة في منزله كباقي الأطفال في العالم وأن يتمكن من الاستمرار في الدراسة ليصبح مهندس زراعي ليساعد عائلته وينتشلها من الفقر، ويبني منزلاً لها، في حين أن ذلك بالنسبة له مجرد حلم يتمني تحقيقه.