مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

نابلس تشتاق لـ"السوق نازل"

بدوية السامري
تشتاق حجارة البلدة القديمة في نابلس كما يشتاق كبار السن فيها لترديد كلمات أغنية "تحت المنازل يا نازل... ونزلت على السوق نازل" التي اعتادوا عليها عشرات السنين وفي كل رمضان، وافتقدوها هذه الأيام.
في سنوات مضت كان رمضان حافلا بالإثارة من ناحية الأغنيات والألعاب والاحتفالات المختلفة التي كان يحييها أهالي نابلس في أزقة البلدة القديمة حتى ساعات الصباح، وتحديدا في باب الساحة بما يعرف "السوق نازل" كما يقول نافذ الكوني (65 عاما) من سكان البلدة القديمة.
"السوق نازل" عادة نابلسية قديمة كان أهل البلدة جميعهم من خلاله يذهبون إلى الأسواق، ينشدون الأغاني التراثية القديمة، وينظمون الاحتفالات والدبكات، مع إيقاد الفوانيس في جميع ليالي شهر رمضان.
وأضاف الكوني: كانت الأجواء الرمضانية مختلفة جدا، كنا نترقب قدوم رمضان بلهفة، فهو الشهر الوحيد الذي تعطى فيه الحرية والوعود السخية من قبل الأهل. في الأيام العادية كان يحظر علينا التأخير خارج المنزل إلى ما بعد غروب الشمس مهما كانت الأسباب، أما في رمضان فإن ساعات الليل كاملة أمامنا نلهو فيها ونلعب وننشد.
وتابع الكوني: كان بائعو الخروب، والسوس، والذرة، والفول يشكلون دائرة على ساحة جميعها من البلاط السلطاني، وكنا ننفق ما حصلنا عليه من آبائنا في شراء ما يحلو لنا بـ"السوق نازل".
وعن رمضان اليوم يقول: "كل عام وأنتم بخير، زمان الأول حوّل"، لم تعد مظاهر البهجة كما كانت بالسابق، توجد اهتمامات أخرى طغت على مظاهر بهجة الشهر الفضيل.
ويصف الكوني الأجواء قائلا: بعد ثبوت رؤية هلال رمضان كان يعلن عن حلول الشهر المبارك بإطلاق سبع طلقات مدفع تومض على سفحي جبلي عيبال وجرزيم بنور ساطع. نخرج جميعا أطفالا وشبابا بالفوانيس والمشاعل، ومن لا يملك الفانوس كان يقوم بحفر بطيخة ووضع شمعة داخلها وإيقادها، ونسير معا إلى منطقة باب الساحة لنزف هذا الشهر مهللين بالتحية لقدومه.. حينها كان لا يمكن لقدم أن تتحرك من كثرة الحضور من البلدة والحارات المجاورة وكأنه عرس بعينه.
ويستمر النزول إلى "السوق نازل" طيلة ليالي الشهر، ما عدا تلك التي تكون فيها الأمطار غزيرة والبرد شديدا لا يحتمل في سنوات يصادف فيها رمضان خلال فصل الشتاء.
ويؤرى فؤاد حلاوة (76 عاما) من مواليد باب الساحة وسكانها إلى الآن، أنه لا توجد أي مقارنة بين أجواء رمضان قبل عشرات السنين واليوم. كل شيء تغير، لم يكن هناك ما يشدنا عن الشهر الفضيل من التكنولوجيا وغيرها التي سلبت عقول جيل الشباب.
وقال: باب الساحة التي كانت تعج بجميع ليالي رمضان بالمرتادين، أصبحت الآن كالمنطقة المهجورة خلال هذا الشهر. كنا نتمنى أن يمتد رمضان ليصبح أربعين يوما، كانت أجواؤه أجمل من أيام الأعياد، كل شيء به مميز، الدبكة والأغاني، وقرع الطبول التي تحولت الآن إلى صدى بالمكان.
وتمنى أحمد حرز الله من أهالي البلدة القديمة ومجموعة أخرى كانوا يجلسون على أطراف باب الساحة أن تعود نابلس التاريخ، والثقافة، والتراث الفلسطيني النابلسي، وأن تتم إعادة تنظيم مثل هذا الأجواء خلال شهر رمضان داخل البلدة القديمة التي تعتبر قلب نابلس وتاريخها.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024