وديع الصافي شكرا لانك غنيت لفلسطين بروحك وليس بصوتك- د. حسن عبدالله
ان تكرم فلسطين فنانا عربيا كبيرا بحجم وديع الصافي، يعني ان كل طفل وشاب، كل رجل وامراة وشيخ في بلادنا، قد شارك في التكريم، وقال لهذا المبدع الرائع:- شكرا لك، لانك غنيت لفلسطين بروحك وليس بصوتك، فغناء الروح هو صوت نبضها وتفاعلها وحنينها وتوثبها وانبجاسها، وهو قراءة الروح المعمقة لنشيد روحها.
ان تكرم فلسطين وديع الصافي، فذلك تكريم لقامة باسقة، وحس استثنائي، ورجل قومي من الطراز الاول العرب هم اهله بصرف النظر عن اسم القطر او لون بشرة ابنائه، واللغة العربية هي هويته الصوتية والثقافية والدلالية، وهي لغة قصيدته المكتوبة وقصيدته التي لم تكتب بعد "لغته التي تكثفه"، انطلاقا من تعريف الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش لنفسه حينما قال "انا لغتي".
وديع الصافي ابن لبنان وفلسطين وسوريا ومصر والعراق والاردن، ابن الخليج والمغرب العربي، ابن كل قرية ومدينة من المحيط الى الخليج. وديع الصافي ابن شرعي لتراث ثقافي وفكري عربي ضارب الجذور في عمق التاريخ. لذلك فان انحيازه للقضية الفلسطنية هو انحياز طبيعي وتلقائي، انحياز لنفسه وثقافته وتكوينه النفسي، انحياز لحجارة بيته، وحارات قدسه، واشجار قريته، انحياز ل "جرزيمه" و "عيباله" و "جنينه"، انحياز لفضائه وشمسه، ليومه وأمسه.
تكريم فلسطين لوديع الصافي، رسالة مكتوبة بحلم ودم وعرق الفلسطينيين، رساله تعبق حبا وامتنانا "نحن نحب روحك التي تغني، وغناءك المشبع بغنى الروح ، نحن نحبك لاننا في حصارنا نزور القدس على جناحي أغنيتك ، ونرتقي الى الاعلى لكي نسلم على اخوتنا القابعين خلف الجدار من خلال سلم موسيقاك، ونروي عطشنا، بعد ان سرقوا ماءنا، من نهر ابداعك الرقراق المتدفق في ضمائرنا وخيالاتنا واحلامنا و عشقنا.
ان التكريم مناسبة للتأكيد بأن الثقافي والابداعي في عالمنا العربي بشكل عام وعلى المستوى الفلسطيني خاصة ، ينبغي ان يضطلع بدور ريادي وان يخطو خطوات واثقة جريئة متقدمًا السياسي المتخبط المأزوم وفاقد الاتجاه ، حتى يتسنى للثقافي ان يعيد التوازن للسياسي بتثقيفه وتعبئته وتوسيع افاقه وتحصينه ، حتى لا يظل هشًا ، منكسرًا ، محكومًا بأملاءات الاجنبي الذي ينهب ثرواتنا ويحتل اسواقنا ببضاعته ، ويعيد بعضًا من فتات ثرواتنا الينا ، رابطًا ذلك باشتراطات وفرض مواقف .
وديع الصافي من جيل الفنانين العرب الكبار ، الذين كانوا ينهضوا بالامة عندما تتعرض لانكسارات ، كما فعلت اغنيات عبد الحليم حافظ على سبيل المثال بعد هزيمة 1967 ، حيث كانت ابلغ من كل البيانات والخطابات السياسية، لا سيما وان هذا الصوت العروبي الملتزم اسهم باعادة الثقة والتوازن الى الروح العربية التي شظتها الهزيمة.
وقد ادرك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مبكرًا أهمية الفن والابداع في حياة الشعوب. لذلك تدخل شخصيًا رغم انشغالاته عندما تأزمت العلاقة بين ام كلثوم وعبد الوهاب ، وجمعهما في جلسة خاصة. وقال لهما ان كفاءتين ابداعيتين مثلكما من المفروض ان تتكاملا لا ان تتخاصما وطالبهما بالعمل على ابداع عملٍ فني مشترك يرتقي بذوق الناس ، وهذا ما كان .
اننا نعيش مرحلة عنوانها التخبط السياسي ، مرحلة فقدان البوصلة ، وهنا تبرز حاجتنا لنغرف من الثراء الروحي الذي يمتاز به عدد كبير من المبدعين العرب وعلى رأسهم الفنان الكبير وديع الصافي ، نغرف من هذا الثراء ادبًا وموسيقى وغناءً وروايةً ومسرحًا وشعرًا وقصةً قصيرة ونقدًا ادبيًا وعملًا بحثيًا ونشاطًا اكاديميًا . نحن بحاجة الى ثرائهم الروحي لنعالج مرض السياسي في بلادنا ، الذي يترنح ضعيفًا مضطربًا .
نحن في فلسطين قلنا شكرًا لوديع الصافي ، ولو ان شكرنا جاء متأخرًا ، فأن تأتي متأخرًا أفضل من ان لا تأتي أبدًا .
شكرناه لانه مبدعٌ وشكرناه لانه من جيل العمالقة ، وشكرناه لانه تسابق معنا في حب فلسطين والقدس ، شكرناه لانه يتنفس ابداعًا ويحاورنا غناءً ويرسم بصوته على جدار الشمس حرية .
ان تكرم فلسطين وديع الصافي، فذلك تكريم لقامة باسقة، وحس استثنائي، ورجل قومي من الطراز الاول العرب هم اهله بصرف النظر عن اسم القطر او لون بشرة ابنائه، واللغة العربية هي هويته الصوتية والثقافية والدلالية، وهي لغة قصيدته المكتوبة وقصيدته التي لم تكتب بعد "لغته التي تكثفه"، انطلاقا من تعريف الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش لنفسه حينما قال "انا لغتي".
وديع الصافي ابن لبنان وفلسطين وسوريا ومصر والعراق والاردن، ابن الخليج والمغرب العربي، ابن كل قرية ومدينة من المحيط الى الخليج. وديع الصافي ابن شرعي لتراث ثقافي وفكري عربي ضارب الجذور في عمق التاريخ. لذلك فان انحيازه للقضية الفلسطنية هو انحياز طبيعي وتلقائي، انحياز لنفسه وثقافته وتكوينه النفسي، انحياز لحجارة بيته، وحارات قدسه، واشجار قريته، انحياز ل "جرزيمه" و "عيباله" و "جنينه"، انحياز لفضائه وشمسه، ليومه وأمسه.
تكريم فلسطين لوديع الصافي، رسالة مكتوبة بحلم ودم وعرق الفلسطينيين، رساله تعبق حبا وامتنانا "نحن نحب روحك التي تغني، وغناءك المشبع بغنى الروح ، نحن نحبك لاننا في حصارنا نزور القدس على جناحي أغنيتك ، ونرتقي الى الاعلى لكي نسلم على اخوتنا القابعين خلف الجدار من خلال سلم موسيقاك، ونروي عطشنا، بعد ان سرقوا ماءنا، من نهر ابداعك الرقراق المتدفق في ضمائرنا وخيالاتنا واحلامنا و عشقنا.
ان التكريم مناسبة للتأكيد بأن الثقافي والابداعي في عالمنا العربي بشكل عام وعلى المستوى الفلسطيني خاصة ، ينبغي ان يضطلع بدور ريادي وان يخطو خطوات واثقة جريئة متقدمًا السياسي المتخبط المأزوم وفاقد الاتجاه ، حتى يتسنى للثقافي ان يعيد التوازن للسياسي بتثقيفه وتعبئته وتوسيع افاقه وتحصينه ، حتى لا يظل هشًا ، منكسرًا ، محكومًا بأملاءات الاجنبي الذي ينهب ثرواتنا ويحتل اسواقنا ببضاعته ، ويعيد بعضًا من فتات ثرواتنا الينا ، رابطًا ذلك باشتراطات وفرض مواقف .
وديع الصافي من جيل الفنانين العرب الكبار ، الذين كانوا ينهضوا بالامة عندما تتعرض لانكسارات ، كما فعلت اغنيات عبد الحليم حافظ على سبيل المثال بعد هزيمة 1967 ، حيث كانت ابلغ من كل البيانات والخطابات السياسية، لا سيما وان هذا الصوت العروبي الملتزم اسهم باعادة الثقة والتوازن الى الروح العربية التي شظتها الهزيمة.
وقد ادرك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مبكرًا أهمية الفن والابداع في حياة الشعوب. لذلك تدخل شخصيًا رغم انشغالاته عندما تأزمت العلاقة بين ام كلثوم وعبد الوهاب ، وجمعهما في جلسة خاصة. وقال لهما ان كفاءتين ابداعيتين مثلكما من المفروض ان تتكاملا لا ان تتخاصما وطالبهما بالعمل على ابداع عملٍ فني مشترك يرتقي بذوق الناس ، وهذا ما كان .
اننا نعيش مرحلة عنوانها التخبط السياسي ، مرحلة فقدان البوصلة ، وهنا تبرز حاجتنا لنغرف من الثراء الروحي الذي يمتاز به عدد كبير من المبدعين العرب وعلى رأسهم الفنان الكبير وديع الصافي ، نغرف من هذا الثراء ادبًا وموسيقى وغناءً وروايةً ومسرحًا وشعرًا وقصةً قصيرة ونقدًا ادبيًا وعملًا بحثيًا ونشاطًا اكاديميًا . نحن بحاجة الى ثرائهم الروحي لنعالج مرض السياسي في بلادنا ، الذي يترنح ضعيفًا مضطربًا .
نحن في فلسطين قلنا شكرًا لوديع الصافي ، ولو ان شكرنا جاء متأخرًا ، فأن تأتي متأخرًا أفضل من ان لا تأتي أبدًا .
شكرناه لانه مبدعٌ وشكرناه لانه من جيل العمالقة ، وشكرناه لانه تسابق معنا في حب فلسطين والقدس ، شكرناه لانه يتنفس ابداعًا ويحاورنا غناءً ويرسم بصوته على جدار الشمس حرية .