"الشباب الغزي" حياة تملئها التحديات... وعراقيل أجيزت بقوة الإرادة
بلال اليازجي- ظروف صعبة تلك التي يواجهها الشباب في قطاع غزة، خاصة في ظل الحصار المفروض على القطاع ما أدى إلى زيادة نسبة البطالة، وارتفاع نسبة الفقر، وتزايد عدد الخريجين ذو التخصصات التي لا تخدم سوق العمل بسبب تدني التحصيل الدراسي في المواد الدراسية.
بالإضافة إلى تفاقم المشكلات سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي يرجع أسبابها للمحصلات سابقة الذكر.
كلها معطيات شعر بها مجموعة شبابية هم أحمد محمود الشوبكي، سامي سليم قاسم، محي الدين حسني عطا الله هؤلاء الشباب الثلاثة أطلقوا في عنان لبرهة من الوقت ليخرجوا بمبادرة تحمل اسم مبادرة "فاز من حياته إنجاز" عن ماذا تهدف وأصلها وما فصلها، كان لابد من البحث عن أحد هؤلاء الشباب ويحدثنا بتمعن عن تلك المبادرة علماً أن هذه المبادرة تأتي في سياق عشرات المبادرات التي تنفذ في قطاع غزة ضمن مشروع فليكن منكم التغيير تحت شعار سجل أنا فلسطيني الذي ينفذه جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان".
أحمد الشوبكي أحد مؤسسي المبادرة ليحدثنا بشكل مفصل قائلاً "هي إحدى المبادرات التي قام بها بعض الشباب في قطاع غزة، والتي كانت تهدف إلى التقليل من نسبة البطالة من خلال اكتشاف مواهب الشباب الذين تخرجوا من الجامعات، ووضع خطط لحياتهم بإيجاد سبيل لاستغلال طاقاتهم وكفاءاتهم لمساعدتهم على النجاح.
ويضيف الشوبكي "بنظرة عامة حول الأحوال السائدة في قطاع غزة في السنوات الأخيرة يلاحظ تزايد سريع بتدني المستوى الدراسي لدى الطلاب في الثانوية العامة، وقلة المهتمين بهم، أدى إلى عدم اختيار التخصصات التي تخدم سوق العمل، وذلك نتج عنه تزايد في نسب البطالة لدى الشباب الذين تخرجوا من الجامعات، لذلك وجدنا وقتئذ طلابنا بحاجة لإدراك واكتشاف أهدافهم ووضع خطط لحياتهم، ليتمتعوا بعزيمة في العمل والدارسة وتنظيم لأوقاتهم وإبراز مواهبهم، والسير وفق أساسيات النجاح التي ستمنح لأنفسهم قيمة أكبر مما كانوا يعتقدون، لتمساهم في رفع كفاءة المستوى العلمي والمهني في المجتمع والتأثير والتغيير فيه، بعد هذا المشوار استطيع القول لا يمكن لشخص أن يقوم باختيار التخصص الخاطئ أو الغير ملائم لسوق العمل ومتطلباته".
ويستكمل الشوبكي سنستخدم عدة طرق لإيصال فكرتنا وذلك عبر "توزيع الاسطوانات علي النحو التالي: سيتم تنفيذ المبادرة من خلال وهو 700 طالب وطالبة في المدارس التالية في غزة" مدرسة الكرمل الثانوية للبنين، ومدرسة زهرة المدائن، ومدرسة خليل الوزير، بالإضافة إلي رسم جداريات، تعليق البراويز، توزيع الملصقات للصقها على حائط غرف النوم ومكاتب الدراسة للطالب، وتوزيع "مدونة الإنجاز"، وبكل تأكيد لن ننسي شبكات التواصل الاجتماعي ومدي تأثيرها علي الشباب مثل "facebook-.youtube".
ويشير الشوبكي "أن مضمون الاسطوانات سيكون عبارة عن عرض فيديو ورسوم متحركة ومونتاج وعرض مادة تربية مشروحة ومبسطة بوربوينت عن(حدد هدفك- أساسيات النجاح-إدارة الوقت –الثقة بالنفس)،و عمل براويز وبوسترات تعمل على ترسيخ المفاهيم السابقة في ذهن الطالب وتوسع من مداركه وتجعله أكثر اهتماماً لتطبيق فكرتنا".
ويوضح الشوبكي أن الهدف اختيار هذه المبادرة إكساب الطلبة خبرات جديدة في كل نواحي الحياة الأكاديمية والمجتمعية حتى يكون الفرد نواة خصبة لإعداد قائد يقوم بعملية التغيير والرقي بنفسه وبالمجتمع، بالإضافة إلى المساهمة في تقليل نسب البطالة في القطاع. وإيجاد للفرد بدائل مبتكرة تخدم سوق العمل، وتفعيل طاقات الشباب لخدمة المجتمع والقدرة على إدارة تحديد الأهداف في هذه المرحلة.
في ختام المقابلة عبر لنا الشوبكي عن أمنيته هو وزملائه قائلاً "نحن أرادنا الوصول وحتماً سنصل وسنواجه كل عراقيل وصعوبات التي يمكن أن تعترض طريقنا، لا نعي للواقع الآلام وويلات الحصار أي استسلام فالعزم لا تحده الظروف".
إن مبادرة "فاز من حياته إنجاز" لا ولن تكن الأولي وبكل تأكيد لن تكون الأخيرة في مشوار شباب غزة لتحدي ويلات وقهر الحصار أكثر من خمسة سنوات وشباب غزة وابتساماتهم تغيب في السماء الزرقاء ولكن بقوة التحدي حققوا أهدافهم وطموحاتهم ونقشوا صمودهم علي أحجار التاريخ.