الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

"عمر" وللحديث بقية - محمود ابو الهيجاء

ما الذي فعله بنا مسلسل "عمر" الذي يعرض على شاشة الام بي سي لن اجادل هنا في مادته التاريخية ولا في حبكته الدرامية والفنية ولا في نصه الذي ابدع فيه الكاتب وليد سيف من جهة البلاغة التي ذكرتنا بجمال اللغة العربية وقوتها وقدرتها على التعبير المؤثر، في زمن تتعرض فيه هذه اللغة لعمليات تشويه وتدمير يصعب حصرها، لن اجادل في كل ذلك، واظن ان العمل برمته واحد من اجمل اعمال وليد سيف والمخرج حاتم علي، لولا هذا "التشخيص" للخليفة عمر، التشخيص الذي اطاح بالمخيلة، وانتهك حرمات صورها التي يستحيل على التجسيد الواقعي مهما كان ابداعيا ان يصل اليها، لا بل وان يقترب منها مجرد اقتراب.... !!!
للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه صور لا تحصى في المخيال العربي الاسلامي، اعني ان كل فرد في هذه الامة له صورته الخاصة عن الفاروق، فصورتي انا مثلا ارى فيها وجها لا اعرف له شبيها أو مثيلا في هذه الحياة، ما من سنحة محددة ولا علامات فارقة، لكنها الجهامة والقوة والعز والكبرياء والنبل والتقوى وصرامة القوي العادل، ولعمري يصعب وضع كل ذلك في اطار محدد يعلق على جدار.
وبكلمات اخرى لم يعد الفاروق كما تخيلناه ولا ابو بكر الصديق ايضا الذي ظهر كشيخ مسكين.. !!
ولا ادري لماذا لم يظهر عثمان بن عفان حتى الآن وان كان عليا قد ظهر وهو فتى صغير، رضي الله عنهم جميعا.
لقد انزل المسلسل الذي يقال ان كلفة انتاجه وصلت الى مائة مليون دولار، واحدا من اهم الشخصيات في التاريخ الاسلامي واعظمها شأنا وتأثيرا، من الصورة المتخيلة، الصورة البهية الجميلة المشرقة المبهرة، الى الصورة الواقعية التي لها من الشبه اربعون وربما اكثر، ولا اعتقد ان المسلسل وقد فعل ذلك يقدم قراءة جديدة للرواية التاريخية وهو مازال حتى اللحظة يدور حول فيلم الرسالة للراحل مصطفى العقاد.. !!
لا اقصد بكل هذا الكلام انني مع تقديس وايقنة صحابة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وبخاصة الخلفاء الراشدين، لكن المخيلة بصورها عن هؤلاء والعصية على التشخيص، هي بعض تقنيات الايمان والمحبة والتصديق ان صح التعبير وقد جاء المسلسل ليحرمنا من هذه التقنية ويسلبنا حقنا في التخيل وفي تكوين الصورة التي نشتهي لابطال تاريخنا العربي الاسلامي.
وللحديث بقية.
 
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024