طلبة بيت لحم يخترقون جدار الفصل بطائراتهم الورقية
وفا- عنان شحادة
ابتكر طلبة مدرستي الولجة وبتّير في محافظة بيت لحم، أسلوبا جديدا للتعبير عن معاناتهم وذويهم جراء الواقع الحياتي المرير الذي يعيشونه بفعل الاحتلال الإسرائيلي، بإطلاق طائرات ورقية بألوان زاهية حلقت في سماء فلسطين، واخترقت جدار الفصل العنصري.
وتجمع أكثر من 300 طالب وطالبة من المدرستين فوق تلة في قرية الولجة بمحاذاة جدار الضم والتوسع العنصري، قبالة منطقة المالحة والبلدة القديمة للقرية، وأطلقوا طائراتهم الورقية التي تزينت بعلم فلسطين، ورسومات أخرى عبرت عن واقعهم ومعاناتهم جراء الاحتلال.
ولم تمنع الإعاقة الحركية للطالب احمد وجيه الأطرش (14 عاما) من مشاركة زملائه من مدرسة الولجة المختلطة في هذا النشاط، فآثر على نفسه الصعاب وأصّر أن يطلق طائرته الورقية التي رسم عليها صورة طفل يحمل بإحدى يديه علما فلسطينيا، وبالأخرى يشير بعلامة النصر.
وقال الأطرش "رغم إعاقتي إلا أنني أردت من خلال مشاركتي أن أقول للمحتل وللمجتمع الدولي: أطفال فلسطين ورثوا الراية من آبائهم وأجدادهم وسيواصلون مشوار النضال لنيل الحرية والاستقلال، وسنخترق هذا الجدار البغيض بطائرتنا الورقية لتحلق في سماء فلسطين".
وشارك في الفعالية التي نظمها برنامجي التعليم والحماية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا"، بالتعاون مع جمعية أنصار في قرية الولجة، عشرات طلبة المدرستين، إضافة إلى ممثلين عن الـمجتمع المحلي .
وقال مدير منطقة الجنوب في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين امجد أبو لبن إن "هذه الفعالية تأتي للتأكيد على الشراكة ما بين الوكالة والمجتمع المحلي، ولمساعدة البيئة الأكثر تهميشا والمعرضة للتهجير القسّري المستمر، والتخفيف من معاناة الأهالي الناجمة عن الجدار".
وأضاف أن "البرنامج يساهم في خلق بيئة آمنه وشاملة ومحفزة بشــــكل يتجانــــس مع خطة النهوض التعليمي التي تنفذها الوكالة منذ نحو عامين".
من جانبها، قالت مديرة جمعية أنصار، شيرين الأعرج إن "هذه الفعالية أتاحت الفرصة أمام الطلبة المشاركين للتعبير عن أنفسهم"، وأضافت أن "هذه الأنشطة تساهم في صقل شخصية الطفل وتعزز القيمة الوطنية لديه، ما يخلق جيلا قادرا على مواصلة النضال ومجابهة المحتل".