"تكية" نابلس الخيرية ملاذ الفقراء من الفلسطينيين في شهر رمضان
متطوعون يعملون على اعداد وجبات افطار رمضانية داخل تكية نابلس
ميساء بشارات
نابلس أول أغسطس 2012 (شينخوا)
تجلس الأربعينية مريم عبد الله أمام بيت قديم في بلدة نابلس القديمة بالضفة الغربية، بانتظار الحصول على وجبة ساخنة من "تكية نابلس الخيرية" تسد بها رمق عائلتها المكونة من سبعة أفراد دون معيل.
تقول مريم عبدالله التي بدا الفقر ظاهرا عليها من ملابسها البالية: "جئت هنا لآخذ وجبة لي ولبناتي وزوجي المقعد فنحن دون معيل".وكان محافظ نابلس جبريل البكري قد أطلق بداية شهر رمضان ولأول مرة في مدينة نابلس "تكية نابلس الخيرية" حيث يوزع فيها الطعام مجانا على الأسر الفقيرة في المدينة وضواحيها.
وتضيف مريم التي دفعها الفقر المدقع إلى اللجوء للتكية "عندما سمعت بها جئت لأحصل على وجبات ساخنة لعائلتي (...) فمنذ أشهر لم نتذوق اللحم أو الدجاج".
وتشير إلى أنها منذ بداية شهر رمضان وهي تحصل على وجبة مجانية من تكية نابلس الخيرية.
وتتابع مريم بعد أن شاحت وجهها لإخفاء دموعها "هذه التكية تمثل بالنسبة لنا اليد البيضاء التي امتدت في شهر الخير رمضان لتعيننا على قضائه".
وتكمل "كنت أعمل في مزارع الخضار واتقاضى أجرة يومية بسيطة، لكنني توقفت خلال هذا الشهر، وهذه التكية توفر لنا وجبات الفطور".
وتؤكد مريم أن الحاجة هي ما دفعتها لقطع هذه المسافة من بلدتها "النصارية" إلى مدينة نابلس للحصول على وجبة طعام رغم أن التكية خاصة بمدينة نابلس وأحيائها.
وترجع نشأة التكايا إلى العصر العثماني، سواء في الأناضول أو في الولايات التابعة للدولة العثمانية، ومفردها "تكية".
وتم إنشاء التكايا التي تعتبر من المنشآت الدينية لإقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة ومساعدة عابري السبيل.
وداخل تكية نابلس ثمة نساء يعملن كخلية نحل نشيطة منظمة، يقمن بطهي الطعام وإعداد الوجبات لتوزيعها على الفقراء.
وتقول المشرفة على الطاهيات ام محمد عنتر (47 عاما) من مدينة نابلس بدأنا العمل في التكية منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك بإعداد الوجبات للأسر الفقيرة في المدينة وتوزيعها قبل موعد الإفطار.
وتشير ام محمد وهي تمسك بيديها مغرفة كبيرة تحرك بها اللبن الرائب في آنية كبيرة وضعت على موقد متوهج، إن الطاهيات يحضرن كل يوم صباحا لينجزن العمل وقت العصر، ومن ثم يقوم شبان متطوعون بتغليفه وتوزيعه على الأسر المعوزة.
وتضيف والعرق يتصبب من جبينها "كنا في بداية عملنا نحضر ما يقارب ال 500 وجبة إلا أن الكمية أصبحت تزيد يوما بعد يوم (...) اليوم سنجهز ما يقارب ال 750 وجبة إفطار".
وعن نوع الطعام الذي يقمن بتحضيره تقول ام محمد "نقوم كل يوم بإعداد نوع مختلف من الطعام والشوربة، إضافة إلى اللحم والدجاج بشكل يومي".
وتغمر السعادة مجموعة من الشباب والشابات اتخذوا لنفسهم مكانا علويا من البيت القديم يقومون فيه بتغليف الوجبات ووضعها في أكياس.
يقول الشاب أيمن سلامة الذي تطوع منذ اليوم الأول من شهر رمضان للعمل في التكية "اشعر بسعادة غامرة تنتابني بعملي هذا (...) فأنا اكسب الثواب والأجر في هذا الشهر المبارك عندما أساعد المحتاجين وأقدم لهم جهدي في سبيل رؤية ابتسامة على وجوههم اليائسة".
ويضيف وهو يغلف إحدى الوجبات " صحيح أن العمل صعب وخاصة في الطقس الحار إلا أن هذه فرصتي لأقدم خدمة ومساعدة لمجتمعي".
ويشير النابلسي زاهر عشا المجاور منزله للتكية إلى رائحتها الطيبة التي تفوح كل يوم في أرجاء البلدة أثناء إعداد الطعام.
ويقول عشا، إن فكرة التكية من أروع الأفكار التي أنجزت في هذا الشهر الفضيل، لمساعدة المحتاجين والتخفيف عنهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء الأسعار.
وتكية نابلس ليست فكرة جديدة في الأراضي الفلسطينية فقد سبقتها "تكية سيدنا إبراهيم" في مدينة الخليل، و"تكية خاصكي سلطان" في مدينة القدس وهما تابعتان لوزارة الأوقاف والشئون الدينية في السلطة الفلسطينية.
ويقول مسئول الإشراف ومندوب رجال الأعمال في "تكية نابلس الخيرية" خالد الصادق لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنها تستهدف الأسر الأشد فقرا في المدينة وضواحيها.
ويضيف الصادق إن التكية التي تمولها جهات رسمية وخاصة تغطي في كل يوم فقراء منطقة معينة من نابلس، مشيرا إلى أن هناك عددا من الأسر يتم توزيع الوجبات والحصص عليها كونها من العائلات تحت خط الفقر يتم الحصول على أسماء أربابها من قبل وزارة الشئون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية.
ويشير الصادق إلى أن هناك نية لدى محافظة نابلس لجعل التكية تعمل على مدار العام وأن لا يكون عملها مقصورا فقط على شهر رمضان.
بدورها، بينت نائبة محافظ نابلس عنان الاتيرة أن الوجبات التي يجري توزيعها تحتوي على القيم الغذائية التي تفيد الجسم، إضافة إلى أنها تعزز التكافل المجتمعي الذي يثبت صمود المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها.
وتقول الاتيرة ل((شينخوا)) "إنهم استفادوا زيارة تكايا ام علي في الأردن، وسيدنا ابراهيم في الخليل، وكذلك مطبخين آخرين في مخيمي بلاطة وعسكر بنابلس يقدمان الخدمات نفسها التي تقدمها التكية في البلدة القديمة".
وتفتخر الاتيرة "بالإنجاز" الذي حققته لجنة التكافل المجتمعي التي يرأسها البكري وتشرف على تكية نابلس الخيرية، مشيرة إلى أن عدد الوجبات والحصص يزداد يوما بعد يوم، وأن هذه الفكرة لقيت دعم واحترام المجتمع المحلي.
نابلس أول أغسطس 2012 (شينخوا)
تجلس الأربعينية مريم عبد الله أمام بيت قديم في بلدة نابلس القديمة بالضفة الغربية، بانتظار الحصول على وجبة ساخنة من "تكية نابلس الخيرية" تسد بها رمق عائلتها المكونة من سبعة أفراد دون معيل.
تقول مريم عبدالله التي بدا الفقر ظاهرا عليها من ملابسها البالية: "جئت هنا لآخذ وجبة لي ولبناتي وزوجي المقعد فنحن دون معيل".وكان محافظ نابلس جبريل البكري قد أطلق بداية شهر رمضان ولأول مرة في مدينة نابلس "تكية نابلس الخيرية" حيث يوزع فيها الطعام مجانا على الأسر الفقيرة في المدينة وضواحيها.
وتضيف مريم التي دفعها الفقر المدقع إلى اللجوء للتكية "عندما سمعت بها جئت لأحصل على وجبات ساخنة لعائلتي (...) فمنذ أشهر لم نتذوق اللحم أو الدجاج".
وتشير إلى أنها منذ بداية شهر رمضان وهي تحصل على وجبة مجانية من تكية نابلس الخيرية.
وتتابع مريم بعد أن شاحت وجهها لإخفاء دموعها "هذه التكية تمثل بالنسبة لنا اليد البيضاء التي امتدت في شهر الخير رمضان لتعيننا على قضائه".
وتكمل "كنت أعمل في مزارع الخضار واتقاضى أجرة يومية بسيطة، لكنني توقفت خلال هذا الشهر، وهذه التكية توفر لنا وجبات الفطور".
وتؤكد مريم أن الحاجة هي ما دفعتها لقطع هذه المسافة من بلدتها "النصارية" إلى مدينة نابلس للحصول على وجبة طعام رغم أن التكية خاصة بمدينة نابلس وأحيائها.
وترجع نشأة التكايا إلى العصر العثماني، سواء في الأناضول أو في الولايات التابعة للدولة العثمانية، ومفردها "تكية".
وتم إنشاء التكايا التي تعتبر من المنشآت الدينية لإقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة ومساعدة عابري السبيل.
وداخل تكية نابلس ثمة نساء يعملن كخلية نحل نشيطة منظمة، يقمن بطهي الطعام وإعداد الوجبات لتوزيعها على الفقراء.
وتقول المشرفة على الطاهيات ام محمد عنتر (47 عاما) من مدينة نابلس بدأنا العمل في التكية منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك بإعداد الوجبات للأسر الفقيرة في المدينة وتوزيعها قبل موعد الإفطار.
وتشير ام محمد وهي تمسك بيديها مغرفة كبيرة تحرك بها اللبن الرائب في آنية كبيرة وضعت على موقد متوهج، إن الطاهيات يحضرن كل يوم صباحا لينجزن العمل وقت العصر، ومن ثم يقوم شبان متطوعون بتغليفه وتوزيعه على الأسر المعوزة.
وتضيف والعرق يتصبب من جبينها "كنا في بداية عملنا نحضر ما يقارب ال 500 وجبة إلا أن الكمية أصبحت تزيد يوما بعد يوم (...) اليوم سنجهز ما يقارب ال 750 وجبة إفطار".
وعن نوع الطعام الذي يقمن بتحضيره تقول ام محمد "نقوم كل يوم بإعداد نوع مختلف من الطعام والشوربة، إضافة إلى اللحم والدجاج بشكل يومي".
وتغمر السعادة مجموعة من الشباب والشابات اتخذوا لنفسهم مكانا علويا من البيت القديم يقومون فيه بتغليف الوجبات ووضعها في أكياس.
يقول الشاب أيمن سلامة الذي تطوع منذ اليوم الأول من شهر رمضان للعمل في التكية "اشعر بسعادة غامرة تنتابني بعملي هذا (...) فأنا اكسب الثواب والأجر في هذا الشهر المبارك عندما أساعد المحتاجين وأقدم لهم جهدي في سبيل رؤية ابتسامة على وجوههم اليائسة".
ويضيف وهو يغلف إحدى الوجبات " صحيح أن العمل صعب وخاصة في الطقس الحار إلا أن هذه فرصتي لأقدم خدمة ومساعدة لمجتمعي".
ويشير النابلسي زاهر عشا المجاور منزله للتكية إلى رائحتها الطيبة التي تفوح كل يوم في أرجاء البلدة أثناء إعداد الطعام.
ويقول عشا، إن فكرة التكية من أروع الأفكار التي أنجزت في هذا الشهر الفضيل، لمساعدة المحتاجين والتخفيف عنهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وغلاء الأسعار.
وتكية نابلس ليست فكرة جديدة في الأراضي الفلسطينية فقد سبقتها "تكية سيدنا إبراهيم" في مدينة الخليل، و"تكية خاصكي سلطان" في مدينة القدس وهما تابعتان لوزارة الأوقاف والشئون الدينية في السلطة الفلسطينية.
ويقول مسئول الإشراف ومندوب رجال الأعمال في "تكية نابلس الخيرية" خالد الصادق لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنها تستهدف الأسر الأشد فقرا في المدينة وضواحيها.
ويضيف الصادق إن التكية التي تمولها جهات رسمية وخاصة تغطي في كل يوم فقراء منطقة معينة من نابلس، مشيرا إلى أن هناك عددا من الأسر يتم توزيع الوجبات والحصص عليها كونها من العائلات تحت خط الفقر يتم الحصول على أسماء أربابها من قبل وزارة الشئون الاجتماعية في السلطة الفلسطينية.
ويشير الصادق إلى أن هناك نية لدى محافظة نابلس لجعل التكية تعمل على مدار العام وأن لا يكون عملها مقصورا فقط على شهر رمضان.
بدورها، بينت نائبة محافظ نابلس عنان الاتيرة أن الوجبات التي يجري توزيعها تحتوي على القيم الغذائية التي تفيد الجسم، إضافة إلى أنها تعزز التكافل المجتمعي الذي يثبت صمود المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها.
وتقول الاتيرة ل((شينخوا)) "إنهم استفادوا زيارة تكايا ام علي في الأردن، وسيدنا ابراهيم في الخليل، وكذلك مطبخين آخرين في مخيمي بلاطة وعسكر بنابلس يقدمان الخدمات نفسها التي تقدمها التكية في البلدة القديمة".
وتفتخر الاتيرة "بالإنجاز" الذي حققته لجنة التكافل المجتمعي التي يرأسها البكري وتشرف على تكية نابلس الخيرية، مشيرة إلى أن عدد الوجبات والحصص يزداد يوما بعد يوم، وأن هذه الفكرة لقيت دعم واحترام المجتمع المحلي.