أطفال مخيم عين الحلوة.. أطفال يحلمون بالحياة
إنتصار الدنان
تدخل المخيم، ترى أجفان الأطفال مطبقة على أحلامٍ كبيرة تشق النور وتلعب في الفضاء، ولكنك عندما تحادثهم وتسألهم عن بعض الأمور تتفاجأ بأنك تتكلم مع أطفالٍ يبلغون من العمر سنوات طوال، لا تدركها أنت.
عندما دخلنا المخيم شاهدناهم يلعبون بمرح وسرور، ولكن أين يلعبون؟
يلعبون في أماكن ضيقة، لأن الأماكن المتوفرة لهم لممارسة لعبهم أيضاً غير صحية، يلعبون أمام أماكن الصرف الصحي التي يشتكون منهان ويعملون على تنظيف المكان دائماً، وقد تطال طابتهم أحد البيوت، فيستولي أصحاب البيت على الطابة، أو يبيعونها في البالة، أو يمزقونها، وإن ذهبوا إلى الملعب الموجود في المخيم، يلاحقهم حارس الملعب، يضربهم ويمنعهم من اللعب، ولكن الأجمل من ذلك كله الأمل الذي تراه في عيونهم، الحرية والعنفوان.
وفي مشهد آخر ترى أطفالاً يركبون دراجاتهم في أزقة المخيم وبين الأماكن الضيقة، لا تمنعهم قساطل المياه المتشابكة مع بعضها البعض من ممارسة لعبهم، ويقولون: إنها لا تزعجهم، ربما ألفوا منظرها، وتأقلموا معها واعتبروها واحدة من الشخصيات التي تعودوا رؤيتها، وإذا سألتهم عن الأسباب التي تجعلهم يلعبون في هذا المكان الضيق، يجيبون:" وين بدك يانا نلعب؟".
إجابة بريئة، وصريحة، لا أماكن للعب تستطيع أن تجدها في المخيم، يحلمون بأن يكون عندهم مساحات واسعة للعب، ربما كي يطالوا السماء، والأفق والنجوم، أو أن تكون مدينة الملاهي في المخيم فيشعلون أضواءها بصراخهم البريء.
أطفال يحلمون بالحياة، وينتظرون القيميين على المخيم كي يوفروا لأولئك الأطفال بعضاً من أحلامهم، ولا يسلبوهم طفولتهم كما سلبوا منهم أرضهم.