الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

"الطبيب المهرج" وسيلة جديدة في الضفة الغربية لتسريع علاج الأطفال المرضى

ميساء بشارات
نابلس 4 أغسطس 2012 (شينخوا) لم تتوقع والدة الطفلة آية دراغمة (9 أعوام) بينما كانت ابنتها ترقد على سرير المرض في مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس بالضفة الغربية أن تتحول كآبتها إلى فرح ومرح عندما دخل قسم الأطفال بشكل مفاجئ رجل يرتدي لباس مهرج.
وبدأ الشاب مهند الشريف (25 عاما) من بلدة سلفيت في الضفة الغربية بالتنقل من سرير إلى سرير بين الأطفال المرضى ويحمل معه الهدايا والبالونات ويداعب هذا وذاك ليحاول أن ينسيهم آلامهم.
ويطلق سكان الضفة الغربية على الشريف لقب (الطبيب المهرج) نظرا لأنه يجوب أقسام الأطفال في المستشفيات لإدخال البهجة إلى نفوسهم وذويهم من خلال الرقص والغناء والضحك وتوزيع الهدايا البسيطة والبالونات.
وتقول والدة الطفلة دراغمة وهي تمسك بيد طفلتها لمساعدتها على النهوض من السرير "لقد أبهج الطبيب المهرج قلوبنا جميعا وغير الأجواء الكئيبة، وأدخل السرور إلى قسم الأطفال فأصبحوا أكثر حيوية ونشاطا".
وتضيف "إنه طبيب رائع ومفيد للأطفال المرضى"، متمنية قدومه إلى قسم الأطفال بشكل متكرر.
وتثني الطفلة دراغمة على كلام والدتها وعيونها تلمع فرحا قائلة "كنت أشعر بألم شديد وملل من النوم على السرير طوال الأيام الماضية، ولكن بعد حضور الطبيب المهرج نسيت ما حل بي".
وتضيف دراغمة وهي تمسك مجموعة من البالونات أهداها إياها الطبيب المهرج "أشعر براحة وانتعاش كبيرين".
وتجمهرت أمهات الأطفال المرضى حول الطبيب المهرج مبديات دهشتهن وإعجابهن لما قام وكيف رسم البسمة على وجوه أطفالهن الكئيبة المصفرة.
ويعمل الشريف الحاصل على شهادة الصحافة والإعلام طبيبا مهرجا ضمن حملة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر بواقع زيارة أسبوعية واحدة لأحد المستشفيات الحكومية في الضفة الغربية، بدعم من شركتين فلسطينيتين خاصتين.
وبلباسه الذي يحتوي على العديد من الألوان والرسومات على وجهه وبحركاته البهلوانية وببعض الأعمال الخفيفة استطاع الشريف سرقة قلوب الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم.
يقول الشريف وهو يحاول مساعدة الممرضة لحقن طفل يبلغ خمسة أعوام من العمر حقنة جلوكوز، "بهذا الأنف الأحمر وهذه الرسومات الملونة على وجهي وببعض الأعمال البسيطة استطيع إدخال السرور إلى قلوب الأطفال المرضى ورسم البسمة على وجوههم رغم آلامهم".
ويشير الشريف الحاصل على شهادة في تخصص الصحافة والإعلام، إلى إنه تلقى العديد من الدورات الخاصة بالمهرجين وطريقة تعاملهم مع الأطفال خارج الأراضي الفلسطينية ليصبح الآن طبيبا مهرجا يفيد الأطفال الذين يعانون معاناة مضاعفة جراء الاحتلال الإسرائيلي والظروف الاقتصادية الصعبة.
ويضيف "ليس شرطا أن يكون الطبيب المهرج طبيبا حقيقيا، فالطبيب المهرج يقوم بإرسال رسائل طبية تربوية بطريقة المرح، كما يقوم بعملية دعم نفسي ومعنوي للطفل وذويه من خلال التهريج الذي يحتوي على رسائل إرشادية.
ويقول الشريف إن العلاج لا يقتصر على الأطفال بل أنه يشمل أيضا ذويهم حيث يقدم لهم النصح والإرشاد لكيفية التعامل والتواصل مع أطفالهم وتخفيف آلامهم والحد من عصبيتهم وخوفهم من المستشفى والأطباء.
ويعتبر أن وجوده داخل أقسام الأطفال في المستشفيات "يسرع في عملية شفائهم من خلال عدة تمارين يعطيها للأطفال بطريقة مرحة.
ويقول إن لديه تمرينين رئيسين يمارسهما الأطفال وهما تمرين القوة والإرادة الذي يدفع الطفل للأمام ويعطيه القوة والإصرار والعزيمة على الشفاء، وتمرين الصور والألوان التي يحتاجها الطفل لتغير ألوان المستشفى التي يراها أمامه لأيام.
ويضيف الشريف إنه إضافة إلى تلك التمارين فإنه يعتمد العلاج بالضحك والألعاب التي يعتمد بعضها على خفة اليد".
ويصف مهنته بأنها صعبة وتحتاج إلى الإلمام بالعديد من المواضيع وأهمها علم النفس، الذي يحتاجه المهرج بشكل كبير لمعرفة كيفية التعامل مع الأطفال، معتبرا أنها تشكل تحد للطفل وذويه بالقدرة على إخراجه من حالته ورسم البسمة على شفاهه.
ويذكر شريف وهو ينفخ عددا من البالونات على شكل هرة ملونة، أنه يتعامل مع الأطفال ويعالجهم بغض النظر عن أنواع أمراضهم، مشيرا إلى أن أولويته هي رسم البسمة على وجوههم.
وتبدي رئيسة قسم التمريض في مستشفى رفيديا إعجابها بما يقوم به الشريف، مشيرة إلى أن زيارته أدخلت الفرح والمرح على المستشفى بكامله وليس على الأطفال وذويهم فحسب.
بدوره، يؤكد المرشد النفسي ومدير مركز التدريب المجتمعي في الإغاثة الطبية سامي دغلس لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن علاج الأطفال باللعب والتهريج يضيف لهم أجواء ايجابية وصحية تدفعهم إلى الشفاء بشكل أسرع لأن العامل النفسي يلعب دورا هاما في الشفاء من المرض.
ويشير دغلس إلى أن هذا الأسلوب (الطبيب المهرج) يساعد الطفل المريض على نسيان مرضه لبعض من الوقت ويشعره بأهمية وجوده، ويطرد المخاوف التي تتلبد في أذهان الأطفال حول الأطباء والمستشفيات.
ويقول إن الحالة النفسية الجيدة تحسن المناعة عند الطفل المريض، والعكس صحيح.
ويطالب دغلس بتطبيق هذه الفكرة في المستشفيات كافة وبشكل كبير لما تلعبه من دور ايجابي وتسريع في علاج الأطفال وتقبل تناول الأدوية.

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025