"خالدون من فلسطين" يرصد تجارب ثقافية وسياسية
النضال الفلسطيني لا يقتصر على البندقية وغصن الزيتون فقط من أجل استعادة الأرض، و"الخالدون من فلسطين" ليسوا من حملة البندقية فقط، بل هناك من ناضل بالكلمة أو الريشة، وهناك من كانت ساحة نضاله في المجال الثقافي وآخر في المجال الاجتماعي وثالث في الميدان الاقتصادي.
في محاولة لتوثيق سير شخصيات فلسطينية أسهمت في تعزيز النضال الفلسطيني، جاء كتاب "خالدون من فلسطين" للصحفي والكاتب نبيل خالد الآغا، الذي يتناول جوانب من أعمال 14 شخصية فلسطينية برزت في ميادين الشعر والأدب والنقد والفن والسياسة وغيرها.
الكتاب يجمع بين التوثيق والصورة المعرفية والثقافية لشخصيات أسهمت في تعزيز النضال الفلسطيني من أجل التحرر والانعتاق من خلال الجهد المعرفي والثقافي والسياسي والدور الاجتماعي الفعال.
غير أن الكاتب في محاولته هذه "لا يقوم بمهمة التأريخ، ولكنه يرسم صوراً تنبض بلمحات من واقع تلك الوجوه تولدت نتيجة دراسة أو قراءة أو رواية أو معاشرة" كما يقول الآغا.
ويضع المؤلف لكل شخصية وصفاً في ميدانها، فعادل زعيتر، هو "رائد المترجمين العرب"، والفنان اسماعيل شموط "يجسد ذاكرة الحياة الفلسطينية"، وجبرا إبراهيم جبرا هو عبارة عن "مشروع عظيم في رجل".
أما الشاعر توفيق زياد فهو "جواد لا يمل من الصهيل"، في حين أن المفكر أحمد صدقي الدجاني هو "حامل المسك"، والشاعرة فدوى طوقان ذلك الغياب الذي يستعصي على النسيان.
ويخصص الكاتب للمناضل فيصل الحسيني فصلاً بعنوان "سراج القدس المنير"، أما الفنان رسام الكاريكاتير ناجي العلي فهو "شاهد على هذا الزمان"، وأبو سلمى هو "الشاعر الثائر أبداً"، في حين منح صفة "حياة مكللة بالغار" لأنيس صائغ.
والناقد إحسان عباس برأي الكاتب هو ملك "بين الإبداع والإمتاع"، والدكتور قنديل شاكر شبير "أنموذج فريد لشخصية الداعية الإسلامي"، والمناضل منير الريس "ذلك القلب المتوهج بعشق فلسطين"، وناهض الريس، "مؤسسة فكر وجهاد وقانون".
يقول الآغا في مقدمته للكتاب: "يحتضن هذا الكتاب بين دفتيه تراجم لأربعة عشر خالداً من الوجوه الفلسطينية التي تنوعت عطاءاتها وتباينت إبداعاتها فكراً وأدباً وجهاداً وسياسة".
ويضيف قائلاً: "وإنه جهد المقل تخليداً لهؤلاء الأماجد الذين مهدوا الأرض وبذروها، لكنهم رحلوا قبل موسم الحصاد المتمثل في تحرير فلسطين، وعزاؤنا وعزاؤهم أنهم أدوا قسطاً وافراً من رسالاتهم".