الاستيطان يخنق عائلة هاني عامر ويحاصرها من الجهات الأربع
شادي عبد الله
"أعيش في سجن أنا وعائلتي".. بهذه الكلمات البسيطة بدأ هاني عامر(53 عاما) من سكان قرية مسحة بمحافظة سلفيت حديثه.
وقال عامر الأب لستة أبناء، "بيتي يحيط به الجدار ومستوطنة "القناة" من الجهات الأربع، ولا أجد سوى بوابة واحدة للعبور من خلالها، وأحيانا تغلق البوابة لعدة أيام فأبقى سجينا أنا وعائلتي معزولين عن العالم الخارجي.
ويتابع حديثه، "هذه عيشة لا تطاق.. يوميا أسمع كلاما بذيئا وشتائم من المستوطنين، فهم يلقون الحجارة والنفايات على بيتي بشكل يومي، ويتعمدون تشغيل الموسيقى بصوت عال في ساعات الظهيرة وساعات متأخرة من الليل، كما كسروا نوافذ بيتي وسخانات المياه عدة مرات، لكني وضعت أخيرا شبكا على الزجاج لحمايته.
"أطفالي مهددون بالقتل" قالت زوجته أم نضال، "لا يعيشون كباقي أطفال العالم فهم محرومون من أبسط حقوق طفولتهم وهو اللعب بحرية في ساحة منزلهم، فقد تم تهديدنا عدة مرات وبشكل حازم وصارم من قبل جنود الاحتلال بقتل أبنائي إذا رأوهم يلعبون بالقرب من الجدار".
ويضيف أبو نضال على كلام زوجته بأن "الاحتلال يقصدني بالاعتداءات منذ بداية الانتفاضة الثانية ليجبرني على الرحيل، فحرقوا لي مطعما كنت أمتلكه، ثم جرفوا مشتلا كان مصدر رزق عائلتي الرئيسي واستولوا على عدة دونمات من أرضي لتوسعة مستوطنة "القناة" المقامة على أراضي مسحة، كذلك عانينا كثيرا من دخول المستوطنين إلى بيتنا بشكل مفاجئ... وكنت أقف عاجزا عن صدهم، ماذا أفعل أنا أمام قطعان من المستوطنين؟.
وعقبت أم نضال على كلام زوجها، "يتعمد الجيش الإسرائيلي تضييق الخناق علينا، فهم لا يسمحون لنا بالوصول إلى حقول الزيتون الخاصة بنا والواقعة خلف الجدار لجني ثمارها، وأحيانا قليلة يسمحون بالدخول لي وحدي أو لأبنائي الصغار فقط".
وبصوت يتحدى الواقع يقول عامر، "زرعت أشجار الزيتون حول بيتي بشكل ملاصق للجدار كي أتمكن من حماية بيتي وتثبيت ما تبقى لي من أرض".
وتابعت أم نضال القول، "حجج الاحتلال لا تنتهي لإغلاق البوابة الرئيسية علينا، حتى عندما تزوج ابني الأكبر احتفلنا بزواجه عند أقاربنا خوفا من مضايقات المستوطنين لنا".
أبو نضال رفع قضية ضد الاحتلال، ويحرص على حضور محاكمة الاحتلال والنظر في قضيته المتشعبة فهو يعمل على الدفاع عن نفسه أمام القضاة دون اللجوء إلى محامٍ ليدافع عنه، ويقول، "من السخف أن تحتاج إلى براهين وأدلة لإثبات حقك وحق أجدادك في أرضك، هذه مهزلة لم يتعرض لها شعب قبلنا".