" َخيرُ " الجمعيات.. والفقراء في غزة
مطبخ احدى العائلات في غزة
رغم وجود مئات الجمعيات الخيرية التي تتلقى دعماً كبيراً كي تأخذ بأيدي الفقراء، الا ان مئات العائلات الغزية لا تزال بعيدة عن خَيرِ هذه الجمعيات وانظارها.
وتعيش مئات العوائل في قطاع غزة تحت منسوب خط الفقر، وتعاني ظروفاً بالغة القسوة، في وقت تنتشر فيه الجمعيات الخيرية، دون ان تصل هؤلاء وتلبي لهم بعضا من ابسط الاحتياجات الانسانية.
ويجد الفقراء في شهر رمضان "ملاذاً" لتحقيق بعض رغبات أطفالهم، الذين لا تجد أمهاتهم غير إطعامهم بقليلٍ من الاطعمة او الارز القديم، أو العدس الذي يُعد وجبة غذاء رئيسية في منازل تسترها جدران لا تسمع من خلفها آنات صغارها.
مراسل "القدس دوت كوم" بغزة، زار منازل عدد من تلك العوائل التي أنهكتها ظروف الحياة، وعاش معهم لحظاتٍ أقل ما يمكن أن توصف بـِ "العصيبة" على كافة المستويات، ومع موعد الإفطار كانت الزيارة الأولى في حي الشجاعية، حيث يقطن المواطن "محسن القصاص" (70 عاماً) في منزلٍ بالإيجار مكون من غرفة واحدة وصالون لا يتعدى 4 أمتار ومطبخ لا يرقى لوصفه بذلك، و "تواليت" تستره لوحة "زينغو"، ولديه ثلاثة أبناء جمعيهم يعانون من عدم "توازن" في العقل، بالإضافة لمرض السكري الذي أنهك الوالدين.
اجتمعت العائلة المكونة من 5 أفراد على مائدة إفطار من كمية "رز أصفر قديم بلا لحم"، تبرعت به في أول أيام رمضان جمعية خيرية، وأودعت والدتهم ما تبقي منه حينها ليومٍ قد لا يجدون فيه ما يؤكل على الإفطار، وبجانب والدهم كمية أخرى من "الرز الأبيض"، قد وضعها جانباً وكله أملٌ في أن لا تؤكل ويتم تخزينها ليومٍ آخر.
ويقول الحاج "محسن" وهو يحاول مسح دموعه التي تذرف على وجنتيه:" هذه حياتي ما فيني أعمل أكثر من هيك، عشت ظروف صعبة منذ صغري، حرمان وقسوة وضيق حال، حاولت تكوين نفسي من عملي في سوق "البالة" وتزوجت وها أنا صفر اليدين لا أجد قوت اليوم لأبنائي".
ويضيف لـلقدس ، في رمضان أو غيره ِبنْمَشي حالنا بالموجود، ربنا بيرزقنا كابونات أو مساعدات من أهل الخير، ولكن ليست دائمة، وفي أكثر أيام الأشهر الأخرى ما بيكون الغداء إلا زعتر أو دقة، هذه مقدرتي اللي بأقدر أوفرها لنفسي ولأبنائي".
ولم يُخفِ القصاص، أنه مَوضعَ مطالبةَ دائمة من قبل أبنائه لتوفير وبجبات تحتوي اللحوم، وشراء الملابس الجديدة لهم، مشيراً إلى أنه منذ أكثر من 5 سنوات لا يستطيع شراء أي ثياب جديدة لأفراد عائلته.
ويتابع، كما ترى منزلي لا يصلح للعيش به، ما فيه تهوية، وما فيه امكانية لدي لاشتري مراوح (هوايات)، ملابسنا نضعها في "خزانة" بدون أبواب، ابنتي اقتربت من عامها العشرين، لو سألتها عن عمرها حتجاوب أنها تبلغ عامين".
وفي منطقةٍ أخرى، تعيش الحاجة "أم محمد الدنف" في محيط الجامعة الأميركية الواقعة غرب بلدة بيت لاهيا، وهي منطقة نائية معظم قاطنيها من الفقراء، ومعظمها أرضٍ حكومية كتلك التي تعيش عليها "أم محمد" مع أبنائها ولديها اللذان يعانيان من "إعاقات" مختلفة على مستوى الجسد والعقل بالإضافة لمرض فقر الدم "الأنيميا".
وتقول أم محمد، التي تعيش في منزل صغير لا تزيد مساحته عن نحو 80 متراً، وبدون أدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء، بأنها تعتاش من المساعدات الخفيفة التي تقدمها بعض المؤسسات الخيرية التي توفر لها بعضا من احتياجات المنزل كالطعام والأغطية والملابس وحتى الماء.
وتضيف، "زوجي هجر المنزل منذ سنوات، ولم يعد أحد يُعيل الأطفال، توجهت لمؤسسات كثيرة منها من قدم ويقدم مساعدات بشكل متقطع، ومنها من رفض المساعدة، الوجبة الرئيسية في البيت معظم أيام الشهر بتكون عدس، وأحياناً نضطر لأكله بالملعقة لعدم توفر الخبز في البيت. أيام بِتمُر، الأطفال عندي بيكون نفسهم، في تناول وجبة العشاء ما بيكون عندي شيء أطعمهم اياه إلا خبز لوحده بدون أي طعام معه".
وتتابع، "ما في عنا كهرباء ولا ماء، ما بنعرف شيء اسمه التلفزيون، كل شيء أمامك الوصف بالعين أكبر من كل الكلام".
مراسل "القدس دوت كوم" زار عوائل أخرى تخفي جدرانها حكايا وقصص مؤلمة، لا يتحملها قلب عاقل، لكن تلك العوائل رفضت أن تكون مادةً للإعلام، فلجأ المراسل إلى بعض الجمعيات الخيرية ليسألهم رفقاً بتلك العوائل، ونجح في التحدث مع رئيس جمعية بيت فلسطين الخيرية "تحسين الوادية"، الذي أبدى رغبةً كبيرة في تقديم مساعدات مادية وعينية لتلك العوائل.
وكشف الوادية عن وجود مشاريع صغيرة تقدمها الجمعية لدعم العوائل المحتاجة التي يمكن أن توفر لهم الجزء اليسير من مصاريفهم.
وأوضح الوادية، أنهم على استعداد لتقديم القدر الممكن من الاحتياجات والمتطلبات لتلك العوائل، وقال أن الجمعية "ستحاول أيضاً توفير الأدوية والعلاج المناسب لمن هم مرضى من أفراد العوائل المذكورة".
وأشار إلى أن الجمعية ترعى مشاريع صحية، وقدمت لعوائل كثيرة خلال السنوات الماضية أدوية، وتحويلات للعلاج بالخارج وكذلك مساعدات مادية لمرضى يغادرون القطاع لتلقى العلاج في دول عربية وإسلامية مختلفة.
وتعيش مئات العوائل في قطاع غزة تحت منسوب خط الفقر، وتعاني ظروفاً بالغة القسوة، في وقت تنتشر فيه الجمعيات الخيرية، دون ان تصل هؤلاء وتلبي لهم بعضا من ابسط الاحتياجات الانسانية.
ويجد الفقراء في شهر رمضان "ملاذاً" لتحقيق بعض رغبات أطفالهم، الذين لا تجد أمهاتهم غير إطعامهم بقليلٍ من الاطعمة او الارز القديم، أو العدس الذي يُعد وجبة غذاء رئيسية في منازل تسترها جدران لا تسمع من خلفها آنات صغارها.
مراسل "القدس دوت كوم" بغزة، زار منازل عدد من تلك العوائل التي أنهكتها ظروف الحياة، وعاش معهم لحظاتٍ أقل ما يمكن أن توصف بـِ "العصيبة" على كافة المستويات، ومع موعد الإفطار كانت الزيارة الأولى في حي الشجاعية، حيث يقطن المواطن "محسن القصاص" (70 عاماً) في منزلٍ بالإيجار مكون من غرفة واحدة وصالون لا يتعدى 4 أمتار ومطبخ لا يرقى لوصفه بذلك، و "تواليت" تستره لوحة "زينغو"، ولديه ثلاثة أبناء جمعيهم يعانون من عدم "توازن" في العقل، بالإضافة لمرض السكري الذي أنهك الوالدين.
اجتمعت العائلة المكونة من 5 أفراد على مائدة إفطار من كمية "رز أصفر قديم بلا لحم"، تبرعت به في أول أيام رمضان جمعية خيرية، وأودعت والدتهم ما تبقي منه حينها ليومٍ قد لا يجدون فيه ما يؤكل على الإفطار، وبجانب والدهم كمية أخرى من "الرز الأبيض"، قد وضعها جانباً وكله أملٌ في أن لا تؤكل ويتم تخزينها ليومٍ آخر.
ويقول الحاج "محسن" وهو يحاول مسح دموعه التي تذرف على وجنتيه:" هذه حياتي ما فيني أعمل أكثر من هيك، عشت ظروف صعبة منذ صغري، حرمان وقسوة وضيق حال، حاولت تكوين نفسي من عملي في سوق "البالة" وتزوجت وها أنا صفر اليدين لا أجد قوت اليوم لأبنائي".
ويضيف لـلقدس ، في رمضان أو غيره ِبنْمَشي حالنا بالموجود، ربنا بيرزقنا كابونات أو مساعدات من أهل الخير، ولكن ليست دائمة، وفي أكثر أيام الأشهر الأخرى ما بيكون الغداء إلا زعتر أو دقة، هذه مقدرتي اللي بأقدر أوفرها لنفسي ولأبنائي".
ولم يُخفِ القصاص، أنه مَوضعَ مطالبةَ دائمة من قبل أبنائه لتوفير وبجبات تحتوي اللحوم، وشراء الملابس الجديدة لهم، مشيراً إلى أنه منذ أكثر من 5 سنوات لا يستطيع شراء أي ثياب جديدة لأفراد عائلته.
ويتابع، كما ترى منزلي لا يصلح للعيش به، ما فيه تهوية، وما فيه امكانية لدي لاشتري مراوح (هوايات)، ملابسنا نضعها في "خزانة" بدون أبواب، ابنتي اقتربت من عامها العشرين، لو سألتها عن عمرها حتجاوب أنها تبلغ عامين".
وفي منطقةٍ أخرى، تعيش الحاجة "أم محمد الدنف" في محيط الجامعة الأميركية الواقعة غرب بلدة بيت لاهيا، وهي منطقة نائية معظم قاطنيها من الفقراء، ومعظمها أرضٍ حكومية كتلك التي تعيش عليها "أم محمد" مع أبنائها ولديها اللذان يعانيان من "إعاقات" مختلفة على مستوى الجسد والعقل بالإضافة لمرض فقر الدم "الأنيميا".
وتقول أم محمد، التي تعيش في منزل صغير لا تزيد مساحته عن نحو 80 متراً، وبدون أدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء، بأنها تعتاش من المساعدات الخفيفة التي تقدمها بعض المؤسسات الخيرية التي توفر لها بعضا من احتياجات المنزل كالطعام والأغطية والملابس وحتى الماء.
وتضيف، "زوجي هجر المنزل منذ سنوات، ولم يعد أحد يُعيل الأطفال، توجهت لمؤسسات كثيرة منها من قدم ويقدم مساعدات بشكل متقطع، ومنها من رفض المساعدة، الوجبة الرئيسية في البيت معظم أيام الشهر بتكون عدس، وأحياناً نضطر لأكله بالملعقة لعدم توفر الخبز في البيت. أيام بِتمُر، الأطفال عندي بيكون نفسهم، في تناول وجبة العشاء ما بيكون عندي شيء أطعمهم اياه إلا خبز لوحده بدون أي طعام معه".
وتتابع، "ما في عنا كهرباء ولا ماء، ما بنعرف شيء اسمه التلفزيون، كل شيء أمامك الوصف بالعين أكبر من كل الكلام".
مراسل "القدس دوت كوم" زار عوائل أخرى تخفي جدرانها حكايا وقصص مؤلمة، لا يتحملها قلب عاقل، لكن تلك العوائل رفضت أن تكون مادةً للإعلام، فلجأ المراسل إلى بعض الجمعيات الخيرية ليسألهم رفقاً بتلك العوائل، ونجح في التحدث مع رئيس جمعية بيت فلسطين الخيرية "تحسين الوادية"، الذي أبدى رغبةً كبيرة في تقديم مساعدات مادية وعينية لتلك العوائل.
وكشف الوادية عن وجود مشاريع صغيرة تقدمها الجمعية لدعم العوائل المحتاجة التي يمكن أن توفر لهم الجزء اليسير من مصاريفهم.
وأوضح الوادية، أنهم على استعداد لتقديم القدر الممكن من الاحتياجات والمتطلبات لتلك العوائل، وقال أن الجمعية "ستحاول أيضاً توفير الأدوية والعلاج المناسب لمن هم مرضى من أفراد العوائل المذكورة".
وأشار إلى أن الجمعية ترعى مشاريع صحية، وقدمت لعوائل كثيرة خلال السنوات الماضية أدوية، وتحويلات للعلاج بالخارج وكذلك مساعدات مادية لمرضى يغادرون القطاع لتلقى العلاج في دول عربية وإسلامية مختلفة.