يواصل اضرابه المفتوح لليوم ال45 على التوالي...الخنساء الفلسطينية ام فريد: في كل لحظة اموت مليون مرة من شدة الخوف والقلق على مصير ابني
جنين –تقرير علي سمودي
تجلس الامهات وافراد عائلاتهن حول موائد الافطار لتناول ما لذ وطاب من الماكولات والحلويات الرمضانية الخاصة ، بينما يبدا وينتهي الافطار والخنساء الفلسطينية ام فريد تلازم سجادة الصلاة تصلي والدموع تنهمر بغزارة جراء خوفها وقلقها الشديد على حياة ابنها الاسير حسن الصفدي (33 عاما ) الذي يواصل اضرابه المفتوح الثاني عن الطعام لليوم ال45 على التوالي احتجاجا على تجديد اعتقاله الاداري بذريعة الملف السري الذي تضمن جملة واحدة " انه يشكل خطر على الامن الاسرائيلي لنشاطه في حركة حماس "، ورغم انكاره للتهمة وعجز المخابرات الاسرائيلية عن ادانته رفضت الافراج عنه وتنصلت من الاتفاق الذي ابرم خلال اضرابه الاول وقبل ايام من انهاء حكمه والموعد المحدد لاطلاق سراحه صدر قرار التجديد الذي تعتبره الوالدة الصابرة " حكم بالسجن المفتوح والعذاب المستمر والاعدام بحقي ابني الذي تاثرت حالته الصحية بشكل كبير خلال اضرابه الاول وقبل ان يستعيد صحته وعافيته اغتصبوا حقه بالحرية فاستانف اضرابه فاصبح وضعه اكثر سوءا ".
رمضان الاصعب
الوالدة التي تجرعت في رحلة اعتقاله كل صور الالم والمعاناة بين استشهاد الابن واعتقال باقي الابناء بما فيهم كريمتها ، تعتبر رمضان الحالي الاصعب في حياتها ، وتقول "رغم محطات العذاب الطويلة التي فرضها الاحتلال على حياتنا على مدار السنوات الماضية فان رمضان الحالي هو الاصعب لان الاحتلال يمارس الظلم والعقاب بحق ابني الذي يرفض الخنوع ويتمسك بحقه المشروع في الحرية "، وتضيف " منذ اعتقاله حتى اليوم لم يتمكنوا من ادانته باي تهمة ورغم ذلك يرفضون الافراج عنه ويواصلون احتجازه وسط ظروف غير انسانية غير ابهين برمضان وحرمته لذلك تتضاعف معاناتي واحزاني في هذه الايام التي كنا نتامل ان يقضيها حسن بيننا ونعيش ككل العائلات في شهر رمضان ولكن الاحتلال حرمنا تلك الفرحة و الشهر يمضي والخطر يتهدد حياة ابني فكيف نشعر بطعم ومعنى رمضان.؟
حزن وقلق
حياة الخنساء التي ترتبط بابنها حسن تقتصر طقوسها في رمضان على الصلاة والدعاء له ، فقد لزمت ام فريد منزلها في مدينة نابلس وترفض مغادرته وتلبية دعوات ابنائها والاهل للافطار ، وتقول " في كل لحظة اموت مليون مرة من شدة الخوف والقلق على مصير ابني الذي يحتجز في عيادة سجن الرملة دون رعاية او اهتمام ورغم خطورة وضعه يرفض العلاج في مستشفى اسرائيلي بسبب المعاملة المهينة التي تمارس بحقه ، فهم رغم تدهور وضعه يقيدونه ويتعمدون التضييق عليه حتى في شهر رمضان لم تراعي ادارة السجون حرمته وظروفه فما زال ابني مضرب "، واضافت " كيف يمكن ان اهنا بشراب او طعام وصور الالم لحسن في عزلته واضرابه لا تفارقني خاصة وان محامي نادي الاسير جواد بولس اكد لنا اثر اخر زيارته قبل ايام لحسن ان وضعه الصحي سيء جدا ويتم نقله من زنزانة لاخرى اسوا من الاولى للضغط عليه لفك اضرابه "، وهو ما اكده بولس لمراسلنا مضيفا " ان الاسير اصبح يعاني بسبب الاهمال المتعمد من الالام في المعدة والراس وجميع انحاء جسمه ونقص في وزنه وعدم انتظام في دقات القلب ".
اعتداء بالضرب
ولا تختلف الصورة بالنسبة لشقيقه فؤاد الصفدي الذي يعتبر شهر رمضان مناسبة للحزن والالم في غياب شقيقه الذي يتعرض لهجمة شرسة من ادارة السجون بلغت ذروتها يوم الاثنين الماضي بالاعتداء على حسن وزميله المضرب سامر البرق ، ويقول " لم تكتفي ادارة السجون بالمعاناة والخطر الذي يتهدد حياتهما بل ارتكبت بحقهما الجريمة التي تعتبر تصريح رسمي بالقتل ومن شدة خوفنا على والدتي اخفينا عنها ما حدث لانها لن تحتمل الصدمة فحالتها سيئة منذ مطلع شهر رمضان فهي مريضة وترفض الطعام وتصوم ليلا نهار كانها تعيش نفس الاضراب والسجن مع اخي "، وروى مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولس" أن وحدات تابعة لمصلحة السجون اعتدت يوم الاثنين الماضي على الأسيرين المضربين الصفدي وسامر البرق المضرب منذ 70 يوما في عيادة سجن الرملة. واضاف الاسير الصفدي " انه في حوالي الساعة الثانية ظهرا وبينما يعيش الالم في زنزانته حيث فقد القدرة الحركة بسبب ضعف جسده وأنقض عليه السجانون وألزموه على الوقوف وبدؤوا بتمزيق وسادته وفراشه وعندما اعترض الأسير قاموا بضربه بلكمة على وجهه".
ورغم ذلك ، يقول بولس "اشتبك الأسير الصفدي الصفدي معهم جسديا حتى تدخل أحد الضباط لإبعاد السجان والذي استمر بمحاولاته بالاقتراب من حسن والاعتداء عليه ممما أدى إلى وقوعه على الارض وكانت حالته خطيرة .
وأكد المحامي بولس بأن السجانين في "عيادة سجن الرملة" يتفنون وبشكل يومي بالتنكيل بالأسيرين المضربين ويمارسون ضدهما أعمالا تهدف إلى الضغط عليهما وإقناعهم بالتوقف عن إضرابهما ، ووفقا لما نقله عن الأسيرين يتبن بأنه ومنذ بداية شهر رمضان بدأ بعض السجانين بوضع مواد غذائية على باب زنزانة الأسيرين وذلك في محاولة لإضعاف موقفهما وإغرائهما على تناول الطعام ،وعلى الرغم من مطالبة الأسيرين بالتوقف عن هذه الأفعال إلا أن السجانين وبشكل مستمر يواصلون استفزازهما وممارسة لغة الترهيب بحقهما وتوجيه ألفاظ نابية لهما.وقال المحامي بولس بأن الأسير الصفدي أبلغه بأن إلادارة ومنذ عشرة أيام عمدت على نقله بشكل يومي من زنزانة إلى أخرى وذلك بهدف إرهاقه ومنعه من الاستقرار ، إضافة إلى محاولات الاقتحام المتكررة لزنزانته على الرغم من خلوها إلا من ملابسه والفراش .
استمرار الاضراب
واعلن الاسيران الصفدي والبرق عزمهما المضي في إضرابهما، واكدا انهما يتناولون الماء فقط عند الإفطار فهما صائمين ايضا .
ويقول فؤاد " في هذه الصورة المؤلمة يقضي شقيقي ايام شهر رمضان اضراب وعقوبات وعزل على مراى ومسمع من كل مؤسسات حقوق الانسان فاين العدالة والديمقراطية واين المتباكين على الانسانية لماذا لا نسمع لهم صوت وحياة اخي مهددة بالخطر وهل ينتظر الجميع نبا استشهاده ليتحركوا "، ويضيف " صحيح ان نادي الاسير قدم شكوى ضد السجانين ويحاول حماية اخي ورفيقه سامر ولكن يؤلمنا غياب التحرك والمساندة للمعركة البطولية التي يخوضها حسن وسامر حتى خيم الاعتصام ازيلت لذلك لا نملك في رمضان سوى الصبر والدعاء لله ان يثبتهما ويكرمهما بالنصر ".
بين القبور والسجون
تتنقل الخنساء بين صور شهيدها فريد واسيرها حسن لتبكي وتتالم دون ان تتوقف عن الدعاء من هول الصور التي ترد اليها من السجن حول وضع نجلها ، الذي أمضى ما مجموعه 10 سنوات في السجون كان اخرها في 29/6/2011، وتقول " على مدار السنوات الماضية لم يجتمع شملنا كعائلة في رمضان او مناسبة ، وعدة مرات استقبلت الشهر المبارك وحسن وباقي ابنائي بما فيهم ابنتي نيللي خلف القضبان ، وقضيت سنوات طويلة على بوابات السجون ولكن اعتقاله الاخير كان اصعب محطات عمري، حتى فقدت القدرة على الاستراحة او النوم وتحولت حياتي لكوابيس"،وتضيف " قرعنا كل ابواب المؤسسات واطلقنا صرخات الاستغاثة لكن لا يوجد اهتمام من احد بقضية ابنائنا ، العالم يقيم الدنيا ولا يقعدها من اجل حقوق الحيوان بينما اسرانا يموتون بشكل تدريجي ويلزم الجميع الصمت، فاي ظلم اكبر من هذا ؟وأي شريعة تجيز اعتقال حسن وحرمانه من حياته وحريته دون سبب ورغم ان حياته في خطر؟.
رمضان العاشر
وتكمل الخنساء الصابرة وهي تمسح دموعها،وتقول " لا اتذكر يوم فرح عشته طوال السنوات الماضبة حتى في رمضان ولكن حتى عندما استشهد ابني فريد في هبة نفق الاقصى عام 1996 ، لم ابكي واحزن كهذه اللحظات التي يتهدد فيها الخطر حياة ابني، قضيت حياتي بين القبور وعلى بوابات سجون الاحتلال الذي اعتقل كل ابنائي، ولكن كل يوم يمضي في اعتقال حسن يوازي دهر ".
وفي اشد اللحظات واقساها ، تجلس ام فريد طوال الوقت قرب الهاتف تنتظر مكالمة هاتفية تحمل لها البشرى التي تحقق امنيتها وعندما تشتد بها الاوجاع تنهمك بقراءة رسائل حسن التي وصلتها عبر محاميه تارة تقبلها واخرى تجهش بالبكاء وتقول " يا لحظي المؤلم والتعيس رغم اعتزازي ببطولات ومواقف وصمود حسن لكن قلبي حزين لانه رمضان العاشر الذي استقبله محرومة من ابني ، فعلى مدار السنوات الماضية عاش حياته بين السجن والسجن اعتقال تلو الاخر "، وتضيف " في كل مرة نفس التهمة النشاط في حركة حماس فتتكرر العقوبات التي يدفع ثمنها ابني من حياته لذلك ليس لي سوى الصبر والدعاء له ولكافة الاسرى ونحن واثقين واملين بان الله اكبر من الجميع وسيتم الافراج عنه باذن الله .
الجدير ذكره، بأن السلطات الاسرائيلية قررت عقد جلسة محكمة للصفدي في 682012 ، للنظر في طلب محاميه بولس الذي طالب بالاستماع للشهود في الاتفاق الذي ابرم خلال اضرابه الاول الذي استمر 73 يوما والذي نص على الافراج عنه مع انتهاء اعتقاله الاداري ولكن سلطات الاحتلال تنصلت منه وخلال جلسة الالتماس الاولى التي عقدت في سجن عوفر انكرت النيابة الاتفاق ووافقت القاضيىة على احضار الشهود .