الشهيدان رمزي وأنيس.. يوحدان فلسطين في يوم مشهود
تشييع رفات شهيدي عين عريك
يزن طه
أمام فلسطين وفي حضرتها تذوب الفوارق، وينصهر الكل الفلسطيني في بوتقة واحدة، فلا فرق بين كبير وصغير ولا مسلم ولا مسيحي، هذا الانصهار جسدته قرية عين عريك، غرب رام الله، واقعا من خلال شهيديها أنيس خليل ورمزي شاهين، اللذين شيعت جثمانيهما ظهر اليوم الاثنين، حيث التقى الهلال والصليب، في مشهد قل ما تشهده أماكن أخرى.
وكانت فحوصات الحمض النووي، أثبتت أن جثمانين سلما في شهر أيار الماضي، ضمن مجموعة من جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام، هي للشهيدين خليل وشاهين من قرية عين عريك، واللذين استشهدا عام 1991.
شهيدان لم تفرقهما إلا حفرة القبر جسدا، عاشا أخوين واستشهدا شقيقين، جمعهما حب فلسطين والموت دونها، والنضال من أجل حريتها، سالت دماؤهما سوية في عملية عسكرية نفذاها رفقة أربعة من رفاق السلاح الآخرين في النقب جنوب فلسطين في الحادي عشر من تشرين أول عام 1991، بعد اجتيازهما الحدود المصرية، دفنا اليوم، كل في مقبرته، يطل بعضهما على الآخر.
عين عريك كلها، ومعها مئات من أبناء القرى المجاورة وأبناء محافظة رام الله والبيرة، شيعوا الشهداء في موكب مهيب، تقدمته فرقة الأمن الوطني العسكرية والموسيقية، والشخصيات الوطنية وقيادات حركة فتح وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
العلم الفلسطيني زين القرية.. شوارعها وبيوتها وسياراتها، وكل من فيها سار في موكب التشييع يحمل علم فلسطين، العلم الذي استشهد لأجله الشهداء، فيما تجسدت الوحدة الدينية مرة أخرى من خلال موكب التشييع حيث المسيحي في مقبرة شقيقه المسلم والمسلم في مقبرة شقيقه المسيحي، وصوت القرآن يمتزج بصوت جرس الكنيسة.
على إحدى جدران البيوت كتبت عبارة "أجمل الأمهات هي التي انتظرت ابنها وعاد مستشهدا"، أمهات الشهداء اللواتي تنقلن في أزقة القرية، يشيعن أبناءهن ضمن موكب المشيعين، بعزيمة قوية وصبر لا حدود له، فواحد وعشرون عاما والأبناء محتجزون في مقبرة لا يمكن الوصول لها، ومن قبل ذلك كان لقاءهما صعبا نظرا لأنهما أمضيا وقتا طويلا قبل تنفيذ العملية مشردين ومطاردين من قبل قوات الاحتلال، لم يكونا يعودان للمنزل إلا نادرا.
وقالت شقيقتا الأسيرين، اللتان وقفتا سويا بعد تشييع جثامين شقيقهما، آخر مرة رأيتهما في 17/3/1991، كان ذلك بعد زواجي بأسبوع، كان عمر كل منهما 19 عاما، كانا يأتيان للحظات إلى المنزل، لكن كل بيوت القرية كانت مفتوحة لهما، سويا منذ عام 1989 ولم يكونا يتفرقا أبدا، كان أكلهم وشربهم ونومهم وكل تحركاتهم سويا، إلى جانب أنهما يعيشان في بيتين متجاورين.
بداية حاولنا استرداد جثمانيهما، عبر محامية إسرائيلية، ولكن سلطات الاحتلال رفضت كشف أسماء الشهداء الذين نفذوا العملية التي كنا نشك أن أنيس ورمزي نفذاها، هذا إلى جانب أننا كنا على أمل أنهما لا زالا على قيد الحياة، وأنهما محتجزين في سجون خارج البلاد أو تحت الأرض، ولكن التنظيم كشف عن تنفيذ العملية وكشف أسمي منفذيها، أدركنا أنهما استشهدا.
وأعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن عن الثقة بأن إرادة هذا الشعب ستنتصر وستحسم المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم قوته وجبروته ورغم إجراءاته الاستيطانية والعدوانية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.
ونقل المحيسن تحيات الرئيس محمود عباس، وقال إن الرئيس يتواجد في جدة لحضور القمة الإسلامية، ولنقل المعاناة الفلسطينية إلى الأشقاء في الدول الإسلامية، وحثهم على مد يد العون لفلسطين وشعبها.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف في كلمة القوى الوطنية، إننا "نودع بطلين من أبطال فلسطين ممن امتزجت دماؤهما في الطريق لتحرير فلسطين، وعندها لم يفرق الاحتلال بين هذا الشهيد وذاك، لذلك لا بد من أن ندرك أن تناقضنا الرئيس هو الاحتلال، ويجب تذويب كل تناقضاتنا الداخلية وتجاوزها".
وخاطب أبو يوسف القمة العربية بضرورة اتخاذ خطوات استراتيجية عملية لحماية شعبنا والقدس ومقدساتها ووضع آليات لوقف عمليات التهويد، والاعتداءات المتواصلة على المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة، وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أمام فلسطين وفي حضرتها تذوب الفوارق، وينصهر الكل الفلسطيني في بوتقة واحدة، فلا فرق بين كبير وصغير ولا مسلم ولا مسيحي، هذا الانصهار جسدته قرية عين عريك، غرب رام الله، واقعا من خلال شهيديها أنيس خليل ورمزي شاهين، اللذين شيعت جثمانيهما ظهر اليوم الاثنين، حيث التقى الهلال والصليب، في مشهد قل ما تشهده أماكن أخرى.
وكانت فحوصات الحمض النووي، أثبتت أن جثمانين سلما في شهر أيار الماضي، ضمن مجموعة من جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام، هي للشهيدين خليل وشاهين من قرية عين عريك، واللذين استشهدا عام 1991.
شهيدان لم تفرقهما إلا حفرة القبر جسدا، عاشا أخوين واستشهدا شقيقين، جمعهما حب فلسطين والموت دونها، والنضال من أجل حريتها، سالت دماؤهما سوية في عملية عسكرية نفذاها رفقة أربعة من رفاق السلاح الآخرين في النقب جنوب فلسطين في الحادي عشر من تشرين أول عام 1991، بعد اجتيازهما الحدود المصرية، دفنا اليوم، كل في مقبرته، يطل بعضهما على الآخر.
عين عريك كلها، ومعها مئات من أبناء القرى المجاورة وأبناء محافظة رام الله والبيرة، شيعوا الشهداء في موكب مهيب، تقدمته فرقة الأمن الوطني العسكرية والموسيقية، والشخصيات الوطنية وقيادات حركة فتح وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
العلم الفلسطيني زين القرية.. شوارعها وبيوتها وسياراتها، وكل من فيها سار في موكب التشييع يحمل علم فلسطين، العلم الذي استشهد لأجله الشهداء، فيما تجسدت الوحدة الدينية مرة أخرى من خلال موكب التشييع حيث المسيحي في مقبرة شقيقه المسلم والمسلم في مقبرة شقيقه المسيحي، وصوت القرآن يمتزج بصوت جرس الكنيسة.
على إحدى جدران البيوت كتبت عبارة "أجمل الأمهات هي التي انتظرت ابنها وعاد مستشهدا"، أمهات الشهداء اللواتي تنقلن في أزقة القرية، يشيعن أبناءهن ضمن موكب المشيعين، بعزيمة قوية وصبر لا حدود له، فواحد وعشرون عاما والأبناء محتجزون في مقبرة لا يمكن الوصول لها، ومن قبل ذلك كان لقاءهما صعبا نظرا لأنهما أمضيا وقتا طويلا قبل تنفيذ العملية مشردين ومطاردين من قبل قوات الاحتلال، لم يكونا يعودان للمنزل إلا نادرا.
وقالت شقيقتا الأسيرين، اللتان وقفتا سويا بعد تشييع جثامين شقيقهما، آخر مرة رأيتهما في 17/3/1991، كان ذلك بعد زواجي بأسبوع، كان عمر كل منهما 19 عاما، كانا يأتيان للحظات إلى المنزل، لكن كل بيوت القرية كانت مفتوحة لهما، سويا منذ عام 1989 ولم يكونا يتفرقا أبدا، كان أكلهم وشربهم ونومهم وكل تحركاتهم سويا، إلى جانب أنهما يعيشان في بيتين متجاورين.
بداية حاولنا استرداد جثمانيهما، عبر محامية إسرائيلية، ولكن سلطات الاحتلال رفضت كشف أسماء الشهداء الذين نفذوا العملية التي كنا نشك أن أنيس ورمزي نفذاها، هذا إلى جانب أننا كنا على أمل أنهما لا زالا على قيد الحياة، وأنهما محتجزين في سجون خارج البلاد أو تحت الأرض، ولكن التنظيم كشف عن تنفيذ العملية وكشف أسمي منفذيها، أدركنا أنهما استشهدا.
وأعرب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن عن الثقة بأن إرادة هذا الشعب ستنتصر وستحسم المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم قوته وجبروته ورغم إجراءاته الاستيطانية والعدوانية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.
ونقل المحيسن تحيات الرئيس محمود عباس، وقال إن الرئيس يتواجد في جدة لحضور القمة الإسلامية، ولنقل المعاناة الفلسطينية إلى الأشقاء في الدول الإسلامية، وحثهم على مد يد العون لفلسطين وشعبها.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف في كلمة القوى الوطنية، إننا "نودع بطلين من أبطال فلسطين ممن امتزجت دماؤهما في الطريق لتحرير فلسطين، وعندها لم يفرق الاحتلال بين هذا الشهيد وذاك، لذلك لا بد من أن ندرك أن تناقضنا الرئيس هو الاحتلال، ويجب تذويب كل تناقضاتنا الداخلية وتجاوزها".
وخاطب أبو يوسف القمة العربية بضرورة اتخاذ خطوات استراتيجية عملية لحماية شعبنا والقدس ومقدساتها ووضع آليات لوقف عمليات التهويد، والاعتداءات المتواصلة على المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة المقدسة، وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.