أسواق طولكرم مع اقتراب العيد
هدى حبايب
بعد الإفطار، يبدأ التسوق في طولكرم، تفتح المحال التجارية أبوابها لاستقبال المواطنين، ويسرع أصحابها بعرض بضائعهم على أبواب محلاتهم لجذب المارة، وقد أنعشهم الأمل بأن وقت المساء هو الأفضل للبيع والشراء واقتناص المتسوقين، بعد حركة تسوق ضعيفة نهارا.
المتسوقون يأتون من كل حدب وصوب، من قرى وبلدات وضواحي ومخيمات المحافظة، من المناطق المحتلة عام 1948، يقطعون المسافات من أجل شراء احتياجاتهم ومستلزمات أبنائهم، فعيد الفطر على الأبواب، والعام الدراسي الجديد قد اقترب، في ظل استمرار موسم الصيف الحار، مواسم ثلاثة بحاجة لمصاريف باهظة، ولكن شح الحال هو سيد الموقف.
فالمتجول في أسواق المدينة هذه الأيام في ساعات النهار، يرصد هدوء الباعة على غير العادة في مناسبات الأعياد بعد أن كانت أصواتهم المرتفعة طريقة لجذب أنظار المتسوقين.
ولم يخف التجار والمواطنين على حد سواء استياءهم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي تزداد سوءا عاما بعد عام، فالأسباب بنظرهم كثيرة، والصورة المستقبلية أمامهم قاتمة.
"الوضع الاقتصادي لم يتحسن بل زاد سوءا، ويزداد غموضا، ووضع السوق سيئ للغاية بل إنه ميت، هذه السنة أسوأ من السنوات المنصرمة، وحركة البيع خفيفة"، عبارات خرجت من أفواه التجار اختلفت في الكلمات ولكن المضمون واحد حمل في طياته استياء من الحاضر والقادم، فمنذ سنوات ماضية وتحديدا خلال العشر سنوات لم يتغير شيء، فالإجابة واحدة "الوضع الاقتصادي سيئ".
وأضافوا قائلين إن انفراج الحال أمل يراودنا كل عام، على الأقل في مناسبات الأعياد، حيث من المفترض أن تكون هذه الفترة ذهبية للجميع، فالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، عادة تشهد حركة اقتصادية نشطة، على خلاف الأيام المعتادة، ولكن هذا العام شهد العكس، فارتفاع معدلات البطالة التي سجلت طولكرم نسبة مرتفعة فيها، وتأخر رواتب الموظفين الحكوميين، وعدم استصدار تصاريح لعدد كبير من العمال للعمل داخل الخط الأخضر، إضافة إلى ممارسات الاحتلال المتراكمة الذي أقام جدار الفصل العنصري والحواجز والبوابات التي حدت أيضا من دخول متسوقي مناطق 1948 الذين كانوا يشكلون دعامة أساسية في الاقتصاد الفلسطيني بسبب اعتماد أسواق طولكرم عليهم، جميعها ساهمت في تراجع الحالة الاقتصادية في المحافظة.
رويدة خريشة صاحبة محل لبيع ملابس الأطفال، لم تبد تفاؤلا بالحالة الاقتصادية في طولكرم بقولها هذه ليست سوق عيد، من سنوات ونحن نعاني من سوء الأوضاع الاقتصادية التي تنعكس علينا سلبا في جميع مناحي الحياة.
ورأت أنه في كل عام نتأمل خيرا مع بداية الشهر الفضيل وقرب العيد، بأن تتحسن الحالة الاقتصادية، ونحن نرى الانتشار الواسع للمحلات التجارية في كل شارع في المدينة، ولكنها تكاد تكون شبه خالية من المتسوقين.
فيما اعتبر التاجر أبو رياض صاحب محل لبيع الملابس، أن الوضع الاقتصادي في الأعوام الماضية كان أفضل من هذا العام، حيث بالكاد يستطيع التاجر توفير سيولة لتغطية النفقات من أجرة المحلات والضريبة والماء والكهرباء ومستلزمات الأسرة.
فيما كان للتاجر محمد تكروري صاحب محل لبيع الأحذية نظرة أخرى لأسباب تردي الحالة التجارية وهي تراكم الديون والقروض على المواطنين خاصة الموظفين، وتزامنها مع فصل الصيف والعيد والمدارس، كلها أصبحت أعباء تثقل من كاهلهم، وأصبحوا غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم تجاه أنفسهم وأسرهم.
ولم يختلف رأي المواطنين حول الوضع الحالي، فالجميع يعيش تحت مظلة واحدة يتقاسمون هموم وأعباء الحياة، فالمواطنة أم أحمد التي يعمل زوجها مدرسا، اضطرت إلى الاستدانة من أجل كسب الوقت وشراء ملابس العيد والمدارس لأبنائها الخمسة، بعد تأخر صرف الراتب على اعتبار أن الوقت أصبح ضيقا وهناك التزامات كثيرة تنتظرهم.
ورغم الاكتظاظ الذي تشهده شوارع طولكرم والمحال التجارية بالمواطنين في ساعات الليل، والذي يستمر حتى وقت السحور، إلا أن حالة التسوق ليست بالجيدة، فالمتسوق يرتاد أكثر من محل للسؤال عن الأسعار وقد يستمر ذلك عدة أيام، قبل أن يعود ويستسلم للشراء، ليجد نفسه محاطا بسلسلة من الالتزامات والاحتياجات التي لا نهاية لها.
رئيس الغرفة التجارية إبراهيم أبو حسيب أكد أن الأسواق هذه السنة أضعف من السنة التي سبقتها، بسبب الأزمة العالمية التي أثرت على الاقتصاد الفلسطيني والشرق الأوسط بشكل عام، إضافة إلى مؤسسات دولية أوقفت مساعداتها للشعب الفلسطيني، ما أثر على الحالة الاقتصادية.
واعتبر أن الوضع الاقتصادي صعب في جميع المحافظات، إلا أن هناك تفاوتا بين محافظة وأخرى.
ولفت إلى اهتمام الغرفة التجارية بالاقتصاد من خلال تركيزها على المشاريع الصناعية التي تشغل الأيدي العاملة وتخفف من حدة البطالة، مشيرا إلى أن طولكرم تكتظ بالمجمعات التجارية الكثيرة ذات مستويات ممتازة تجذب السياح للمنطقة.
وأشار إلى أن الغرفة التجارية دأبت ومنذ عام تقريبا على دعوة المتسوقين من داخل المناطق المحتلة عام 48 للتسوق في طولكرم ضمن حملة التسوق التي تبنتها، بهدف تشجيع التسوق والعملية الاقتصادية بشكل عام، إلا أنها توقفت خلال شهر رمضان على أن تستأنف بعده.
وأكد مسير شؤون أعمال محافظة طولكرم جمال سعيد، أن الوضع التجاري في طولكرم "غير نشيط في هذا الوقت الذي من المفترض أن تشهد فيه الأسواق نشاطا تجاريا وحركة بشرية مع حلول عيد الفطر السعيد والمدارس.. نتأمل خيرا بالرواتب على أمل تحسن ولو جزء يسير من الحالة الاقتصادية في طولكرم".
بعد الإفطار، يبدأ التسوق في طولكرم، تفتح المحال التجارية أبوابها لاستقبال المواطنين، ويسرع أصحابها بعرض بضائعهم على أبواب محلاتهم لجذب المارة، وقد أنعشهم الأمل بأن وقت المساء هو الأفضل للبيع والشراء واقتناص المتسوقين، بعد حركة تسوق ضعيفة نهارا.
المتسوقون يأتون من كل حدب وصوب، من قرى وبلدات وضواحي ومخيمات المحافظة، من المناطق المحتلة عام 1948، يقطعون المسافات من أجل شراء احتياجاتهم ومستلزمات أبنائهم، فعيد الفطر على الأبواب، والعام الدراسي الجديد قد اقترب، في ظل استمرار موسم الصيف الحار، مواسم ثلاثة بحاجة لمصاريف باهظة، ولكن شح الحال هو سيد الموقف.
فالمتجول في أسواق المدينة هذه الأيام في ساعات النهار، يرصد هدوء الباعة على غير العادة في مناسبات الأعياد بعد أن كانت أصواتهم المرتفعة طريقة لجذب أنظار المتسوقين.
ولم يخف التجار والمواطنين على حد سواء استياءهم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي تزداد سوءا عاما بعد عام، فالأسباب بنظرهم كثيرة، والصورة المستقبلية أمامهم قاتمة.
"الوضع الاقتصادي لم يتحسن بل زاد سوءا، ويزداد غموضا، ووضع السوق سيئ للغاية بل إنه ميت، هذه السنة أسوأ من السنوات المنصرمة، وحركة البيع خفيفة"، عبارات خرجت من أفواه التجار اختلفت في الكلمات ولكن المضمون واحد حمل في طياته استياء من الحاضر والقادم، فمنذ سنوات ماضية وتحديدا خلال العشر سنوات لم يتغير شيء، فالإجابة واحدة "الوضع الاقتصادي سيئ".
وأضافوا قائلين إن انفراج الحال أمل يراودنا كل عام، على الأقل في مناسبات الأعياد، حيث من المفترض أن تكون هذه الفترة ذهبية للجميع، فالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، عادة تشهد حركة اقتصادية نشطة، على خلاف الأيام المعتادة، ولكن هذا العام شهد العكس، فارتفاع معدلات البطالة التي سجلت طولكرم نسبة مرتفعة فيها، وتأخر رواتب الموظفين الحكوميين، وعدم استصدار تصاريح لعدد كبير من العمال للعمل داخل الخط الأخضر، إضافة إلى ممارسات الاحتلال المتراكمة الذي أقام جدار الفصل العنصري والحواجز والبوابات التي حدت أيضا من دخول متسوقي مناطق 1948 الذين كانوا يشكلون دعامة أساسية في الاقتصاد الفلسطيني بسبب اعتماد أسواق طولكرم عليهم، جميعها ساهمت في تراجع الحالة الاقتصادية في المحافظة.
رويدة خريشة صاحبة محل لبيع ملابس الأطفال، لم تبد تفاؤلا بالحالة الاقتصادية في طولكرم بقولها هذه ليست سوق عيد، من سنوات ونحن نعاني من سوء الأوضاع الاقتصادية التي تنعكس علينا سلبا في جميع مناحي الحياة.
ورأت أنه في كل عام نتأمل خيرا مع بداية الشهر الفضيل وقرب العيد، بأن تتحسن الحالة الاقتصادية، ونحن نرى الانتشار الواسع للمحلات التجارية في كل شارع في المدينة، ولكنها تكاد تكون شبه خالية من المتسوقين.
فيما اعتبر التاجر أبو رياض صاحب محل لبيع الملابس، أن الوضع الاقتصادي في الأعوام الماضية كان أفضل من هذا العام، حيث بالكاد يستطيع التاجر توفير سيولة لتغطية النفقات من أجرة المحلات والضريبة والماء والكهرباء ومستلزمات الأسرة.
فيما كان للتاجر محمد تكروري صاحب محل لبيع الأحذية نظرة أخرى لأسباب تردي الحالة التجارية وهي تراكم الديون والقروض على المواطنين خاصة الموظفين، وتزامنها مع فصل الصيف والعيد والمدارس، كلها أصبحت أعباء تثقل من كاهلهم، وأصبحوا غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم تجاه أنفسهم وأسرهم.
ولم يختلف رأي المواطنين حول الوضع الحالي، فالجميع يعيش تحت مظلة واحدة يتقاسمون هموم وأعباء الحياة، فالمواطنة أم أحمد التي يعمل زوجها مدرسا، اضطرت إلى الاستدانة من أجل كسب الوقت وشراء ملابس العيد والمدارس لأبنائها الخمسة، بعد تأخر صرف الراتب على اعتبار أن الوقت أصبح ضيقا وهناك التزامات كثيرة تنتظرهم.
ورغم الاكتظاظ الذي تشهده شوارع طولكرم والمحال التجارية بالمواطنين في ساعات الليل، والذي يستمر حتى وقت السحور، إلا أن حالة التسوق ليست بالجيدة، فالمتسوق يرتاد أكثر من محل للسؤال عن الأسعار وقد يستمر ذلك عدة أيام، قبل أن يعود ويستسلم للشراء، ليجد نفسه محاطا بسلسلة من الالتزامات والاحتياجات التي لا نهاية لها.
رئيس الغرفة التجارية إبراهيم أبو حسيب أكد أن الأسواق هذه السنة أضعف من السنة التي سبقتها، بسبب الأزمة العالمية التي أثرت على الاقتصاد الفلسطيني والشرق الأوسط بشكل عام، إضافة إلى مؤسسات دولية أوقفت مساعداتها للشعب الفلسطيني، ما أثر على الحالة الاقتصادية.
واعتبر أن الوضع الاقتصادي صعب في جميع المحافظات، إلا أن هناك تفاوتا بين محافظة وأخرى.
ولفت إلى اهتمام الغرفة التجارية بالاقتصاد من خلال تركيزها على المشاريع الصناعية التي تشغل الأيدي العاملة وتخفف من حدة البطالة، مشيرا إلى أن طولكرم تكتظ بالمجمعات التجارية الكثيرة ذات مستويات ممتازة تجذب السياح للمنطقة.
وأشار إلى أن الغرفة التجارية دأبت ومنذ عام تقريبا على دعوة المتسوقين من داخل المناطق المحتلة عام 48 للتسوق في طولكرم ضمن حملة التسوق التي تبنتها، بهدف تشجيع التسوق والعملية الاقتصادية بشكل عام، إلا أنها توقفت خلال شهر رمضان على أن تستأنف بعده.
وأكد مسير شؤون أعمال محافظة طولكرم جمال سعيد، أن الوضع التجاري في طولكرم "غير نشيط في هذا الوقت الذي من المفترض أن تشهد فيه الأسواق نشاطا تجاريا وحركة بشرية مع حلول عيد الفطر السعيد والمدارس.. نتأمل خيرا بالرواتب على أمل تحسن ولو جزء يسير من الحالة الاقتصادية في طولكرم".