فياض يكرّم الطفلة حمدين الفائزة بجائزة هانز كريستيان الدولية للأطفال للقصة الخيالية
صالحة في قصتها: سننظف معا الأرض من الألغام وسنقيم مونديال 2014 في وادي أبو هندي
استقبل رئيس الوزراء سلام فياض، في رئاسة الوزراء في مدينة رام الله، اليوم الأربعاء، الطفلة صالحة حمدين '14 عاما'، التي تسكن في 'وادي أبو هندي' في التجمع البدوي في عرب الجهالين بالقرب من بلدة أبو ديس المحاذية لمدينة القدس المحتلة، بحضور عمها محمد حمدين مختار البلدة، وذلك تكريما لها على فوزها بجائزة هانز كريستيان الدولية للأطفال للقصة الخيالية.
وكانت الطفلة صالحة حمدين قد فازت بجائزة هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية من بين 1200 طفل من جميع أنحاء العالم، عن قصتها الخيالية 'حنتوش'، التي استلهمتها من واقع المجتمع الذي تعيشه، والمعاناة التي يمر بها أهلها في هذه البلدة، وما تفكر وتحلم به دوماً من حياة أفضل لها ولأطفال فلسطين والعالم.
وعبر رئيس الوزراء، خلال استقباله الطفلة صالحة، عن تقديره الشديد لإبداعها هذه القصة الخيالية المستوحاة من واقع المعاناة والصمود والأمل الذي يتطلع إليه أطفال فلسطين، وخاصة الذين يتعرضون لممارسات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه بصورة شبه يومية، وأثنى على الجهد الذي قامت به لنسج قصتها الخيالية، والتي تروي فيها المعاناة والواقع الصعب الذي يعيشه أهل البلدة بفعل الإجراءات والممارسات الإسرائيلية التعسفية.
وتنطلق صالحة في خيالها الخصب إلى سرد قصتها مع خروف اسود أطلقت عليه اسم 'حنتوش' وتخيلت له جناحين ويطير، وتستخدمه للهروب من الأجواء المأساوية التي تعيشها وأهل البلدة في تعبير عن رغبتها بالخلاص من هذا الواقع، وتجسيد أحلامها بطفولة أفضل، حيث تروي في قصتها، وتقول 'عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا، اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه حنتوش، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين اهمس في أذنيه'، وتتابع 'اغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي'. حيث تذهب صالحة على ظهر صديقها الخروف 'حنتوش' ليأخذها إلى أسبانيا، ويبعدها عن أجواء البلدة ومعاناة أهلها.
وتواصل صالحة شرح معاناتها وظروف حياتها في بلدتها الصغيرة، حيث تقطن هي وعائلتها في خيمة صغيرة، وتدرس في الصف الثامن في مدرسة من القصب، وتقول 'إن المدرسة صُنعت من القصب بسبب ما أعلنته سلطات الاحتلال بحجة أن المنطقة هي منطقة عسكرية مغلقة وتمنع البناء فيها'. وتتابع في قصتها 'يعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة'، كما تشرح صالحة صعوبة الوصول إلى قريتها بسبب الطريق الوعر فيها ومنع قوات الاحتلال من تعبيد هذه الطرق، وتقول 'لا يوجد لدي دراجة هوائية، لأن الطريق وعر، ولا سيارة عندي ولا طيارة'.
وتنطلق صالحة في خيالها الرحب مع خروفها الطائر 'حنتوش' إلى اسبانيا، لتتعرف على لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وتقول 'في وادي أبو هندي لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعة بالألغام'، وتتابع 'في برشلونة قابلنا ميسي صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، وخروفي حنتوش كان حارساً للمرمى، وأنا أهاجم ميسي وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف'.
وتتخيل الطفلة صالحة في قصتها أن اللاعب ميسي يعود معها على ظهر الخروف إلى قريتها في عرب الجهالين، حيث يقوم بمساعدة أطفال المنطقة البدوية على تجهيز ملعب لكرة القدم، كما يعرض على صالحة وظيفة هامة في نادي برشلونة، لكنها ترفض ذلك لأنها منشغلة في رعاية الأغنام حيث تسكن. إذ أن والدها الأسير غائب عن المنزل منذ ست سنوات، حيث أنه معتقل في السجون الإسرائيلية ويمضي حكماً بالسجن لمدة 25 عاماً، وتقول 'أبي في السجن منذ ست سنوات، وبقي له تسعة عشر عاماً، وسأقول لكم سراً: أخبرني ميسي أنه سيزور وادي أبو هندي بعد سنتين، وسنقيم مونديال 2014 في وادي أبو هندي، وسننظف معاً الأرض من الألغام، وسنبني أكبر ملعب في العالم ونسميه ملعب حنتوش، وسيكون الخروف شعار المونديال'. وتختتم صالحة قصتها بالقول 'أهلاً وسهلاً بكم في وادي أبو هندي. نحن هنا جميعاً بانتظاركم'.
وترفض صالحة في قصتها أي عرض لها للخروج من المكان الذي تسكن فيه وتقول 'لن أخرج من هنا حتى أحقق ما أتخيله، وأن يتم تثبيت المكان الذي نعيش فيه، ويجد الأطفال مكاناً يلعبون فيه'.
وهذه هي القصة الخيالية التي استحقت جائزة هانز كريستيان الدولية للأطفال للقصة الخيالية:
القصة الخيالية (حنتوش)
بقلم: الطفلة صالحة حمدين
إسمي صالحة، أنا من مدرسة عرب الجهالين، أعيش في خيمة صغيرة في وادي أبو هندي، عمري 14 سنة. في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب لأن الجنود أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة, حيث يتدربون على إطلاق النار في منطقة الزراعة.
يعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة.
الطريق هنا وعرة لأن الجنود يمنعونا من تعبيد الطريق، ويتدربون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجن منه، فأهرب، نعم أهرب.
لا يوجد لدي دراجه هوائية، لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب. إقتربوا، إقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خاروف يطير إسمه حنتوش، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما، ونخرجهما حين أهمس في أذنيه
يا حنتوش يا خاروف
أطلع جناحيك من تحت الصوف
أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة. سنقول لكم شيئاً، في وادي أبو هندي لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعة بالألغام.
وفي برشلونة قابلنا 'ميسي' صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي حنتوش كان واقف حارساً للمرمى، وأنا أهاجم ميسي وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف.
أراد ميسي أن يضمني أنا وحنتوش إلى فريق برشلونة لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى أبو هندي لأن الأغنام هناك تنتظرني فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات وبقي له تسعة عشر سنة. سأقول لكم سراً: أخبرني ميسي انه سيزور وادي أبو هندي بعد سنتين.
سنقيم مونديال 2014 في وادي أبو هندي، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنتبني أكبر ملعب في العالم، وسنسميه ملعب حنتوش، وسيكون الخاروف شعار المونديال.
وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في وادي أبو هندي، نحن جميعاً بانتظاركم.