يوسف 38 عيدا والصفوري 20 عيدا وجرار 18 عيدا خلف القضبان.....بين الم الفراق وعذابات السجن عائلات المعتقلين تتمنى تحررهم في العيد القادم
يوسف والصفوري وجرار
جنين –تقرير علي سمودي- حتى كلمة معايدة ممنوعة في العيد،فمع استمرار الاحتلال في حرمان الاسير يوسف عبد الحميد ارشيد من زيارة زوجته وابنه الوحيد وعقابهم بالمنع الامني ينغص عليهم فرحة العيد التي لم يعرف الابن ارشيد طعمها طوال حياته ، ومنذ بلوغه سن السادسة عشرة اصبح مع والدته ممنوعين من الزيارات ليتضاعف حزنهم والمهم ويوسف يستقبل العيد ال38 خلف القضبان وسط اوضاع صحية صعبه واهمال علاجه .
في منزلها في بلدة الطيبة قضاء جنين،تغيب كل مظاهر الاستعداد لاستقبال عيد الفطر السعيد ، قتعيش الزوجة والوالدة الصابرة وسط الدموع ، وتقول " العيد ممنوع في حياتنا وكانه محرم علينا ان نعيش كباقي البشر ، كل الناس يجهزون الحلوى ويستعدون ولكن كيف لنا ان نفرح وزوجي مغيب خلف القضبان وحياته في خطر "، وتضيف " هذا العيد هو الاصعب في حياتنا بسبب النكسات التي يسببها الاحتلال لنا ولزوجي ، فما زال معتقلين بقرار المنع الامني الذي يحول حياتنا لسجن وهل يفرح الاسير بمناسبة وهو محروم من حريته ، ويضاف لذلك قلقنا وخوفنا الدائم على حياة يوسف الذي تدهورت حالته الصحية ولا يحظى باي علاج ".
حياة بلا اعياد
تبكي ام ارشيد حتى تخنق الدموع كلماتها عندما تتلقى أي تهنئة من احد الاقارب او الاصدقاء بالعيد ، وتقول " من يصدق انه منذ زواجنا في 27-5-1992 لم اعيش عيدا واحدا مع يوسف الذي كان مطلوبا لقوات الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة الاولى ، فقد كان مطلوبا للتصفية ونجا رغم اصابته من عدة محاولات اغتيال "، وتضيف " حتى عندما فرحت بثمرة حبنا الصادق لدى انجاب طفلنا الوحيد في 21-2-1993 حرم يوسف من رؤيته وكانت المرة الوحيدة التي شاهده فيها واحتضنه الاخيرة لانهم كانوا يلاحقونه واعتقلوه بعد دقائق فقط في 4-3-1993 ، ومضت السنوات واستقبلنا رمضان 19 مرة والاعياد 38 مرة محرومين من زوجي".
وتكمل " تفتحت عيني طفلنا على بوابات السجون ، ولم يحظى لمرة واحدة بعيدية والده الذي حوكم بالسجن المؤبد 5 مرات اضافة ل55 عاما بتهمة قيادة مجموعات الفهد الاسود ومقاومة الاحتلال ".
نريد اعيادنا
تعانق ام ارشيد وحيدها الذي اصبح في سن 19 عاما وتقول " أي شريعة او قانون تجيز تفريق شملنا طوال هذه السنوات ، نفتقد زوجي في كل يوم ونبكي في كل مناسبة حتى يرفض ابني شراء الملابس وممارسة العيد ككل الشباب في سنه " ، وتضيف " والمؤلم اننا حتى عاجزون عن الاطمئنان على صحة يوسف الذي تتالت الصدمات في حياته والاحتلال يشطب اسمه من كل الصفقات واضافة لاثار الرصاص الاسرائيلي الذي زرعه الاحتلال في جسمه اصبح يعاني من عدة امرا ض من السكري والجهاز الهضمي حتى فقدان القدرة على الوقوف ". وتكمل " العيد ياتي وزوجي يعيش اصعب واقسى الاوضاع في حياته رغم صبره وصموده وبطولاته لذلك نطالب في العيد الانتصار لزوجي وتحريره وانقاذ حياته ، ونطالب الرئيس محمود عباس التدخل شخصيا لاثارة قضية زوجي الذي اصبح في وضع صحي خطير واعادته الينا ، لا نريد اوسمة ونياشين او تكريم وانما نريد زوجي في منزلنا مع ابنه لنستعيد حياته واعيادنا قبل فوات الاوان ".
الاسير علي الصفوري
ولا تختلف الصورة في منزل القائد في سرايا القدس الحاج علي الصفوري (48 عاما ) من مخيم جنين ، فالاعياد مؤجلة والافراج معدومة والحزن رفيق حياة الزوجة والابناء خاصة في ظل المرض المجهول الذي اصاب الصفوري ولا زالت ادارة السجون تزعم عجزها عن معرفته وتحديده وعلاجه .
ويقول باكورة ابناءه محمد "نعيش حاليا اقسى لحظات العمر لاننا نودع رمضان للعام العاشر على التوالي وابي خلف القضبان يحرمنا الاحتلال من حبه وحنانه ، فانا ووالدتي وشقيقاتي الاربعة نعيش المرارة والحسرة لغيابه المتواصل عن منزلنا في مخيم جنين والذي اعدنا بناءه بعدما هدمته قوات الاحتلال عقب اعتقال ابي كجزء من سياسة العقاب والانتقام والتي في اطارها ياتي قرار حرمان ابي من العلاج" ،واضاف" فرغم تدخل نادي الاسير وحصولنا على موافقة على ادخال طبيب متخصص لفحصه ، ولكن ادارة السجن طردت الطبيب ومنعته من مقابلة ابي ، لذلك نشعر بالخطر والخوف الشديد على حياة ابي جراء استهداف الاحتلال المستمر له ".
20 عيدا في الاسر
وغمرت الدموع عيني محمد وهو يصف واقع الحالة الصحية والمرضية لوالده المحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات اضافة ل20 عاما ، ويقول : " من المؤلم اننا نستقبل العيد الجديد في غياب ابي الذي حرمنا الاحتلال منه على مدار 20 عيدا ولكن الماساة الكبرى شعورنا بالقهر لعجزنا عن تقديم أي مساعدة لابي"، ويضيف " فقد انتشرت في وجهه وصدره ومنطقة الراس بقع جلدية سببت له مضاعفات اخرى صداع مستمر ودائم و تشنج في اليدين والقدمين واحيانا يصاب بحالة وصفها " بالصدمة الكهربائية"، ويكمل " وتتاثر حالة والدي بسبب ظروف الاعتقال المزرية في غرف السجن التي تفتقر للمرواح ، فدرجة الحرارة الشديدة في الصيف تؤدي لتزايد البقع الجلدية وانتشارها اكثر ".
العيد والابناء
وبحسرة ومرارة يقول محمد ،"لا اذكر يوما سعيدا في حياتي واسرتي ، فقد تفتحت عينياي وانا باكورة ابناءه على مداهمات الاحتلال وتهديداته بتصفيته منذ اندلاع انتفاضة الاقصى ، ثم اعتقاله في اليوم الاخير من معركة مخيم جنين في 12-4-2002 ، ومعاناتنا جراء نقله من سجن لاخر ثم حكمه القاسي "،واضاف "تركنا ابي اطفالا واليوم كبر الصغار ولكن لا زلنا نتجرع مرارة العذاب في غيابه ، خاصة في شهر رمضان عندما نجتمع على مائدة الطعام ، فتتذكر والدتي اصناف الطعام التي كان يحبها ، فنحزن لانه محروم منها ولاننا نحرم من وجوده بيننا ".
ويكمل محمد "نفتقده في كل المناسبات حتى السعيدة فشقيقتي تسنيم تخرجت من جامعة القدس بتخصص تربية ابتدائية ، وشقيقتي ميساء حصلت في الثانوية العامة على معدل 94 في الفرع العلمي والتحقت بالجامعة التي تخرجت منها العام الماضي ، ولكن كل الناس احتفلوا بنجاح وتخرج ابناءهم الا نحن ، فقد كان البكاء ملازما لشقيقاتي واسرتي لان والدي لم يشاركنا ككل الاباء تلك اللحظات التي يحتاج فيها الانسان لوالده يشاركه الفرح" . يعانق محمد صورة والده ويقبلها ، ويقول " عن أي فرح في العيد يمكن ان نبحث ونحن لا نملك سوى عناق صوره فلا معنى للنجاح او طعم لرمضان او عيد ما دام يقبع خلف القضبان خاصة في ظل معاناته من المرض ".
الاسير عبد الجبار جرار
وبصبر وامل ودعاء لم يتوقف في يوميات رمضان تستقبل عيد الفطر السعيد عائلة الاسير الشيخ عبد الجبار محمد احمد جرار (44 عاما ) من بلدة الجديدة والمقيمة في جنين ، فتتجدد الامنيات ان تكتمل الفرحة المغيبة منذ سنوات بعيدة مع توالي اعتقالاته بين الانتفاضتين . وتقول الزوجة الصابرة ام حذيفة " الذكريات والبطولات وحدها من يصبرنا في محنة الغياب لزوجي الذي لم يتوقف الاحتلال عن استهدافه على مدار السنوات الماضية حتى كنا نتمنى احيانا ان تجمعنا مائدة افطار او عيد "، وتضيف " وياتي العيد الجديد وعبد الجبار يقبع رهن الاعتقال الاداري التعسفي الظالم بذريعة الملف الامني وكنا نتمنى مع انتهاء الحكم ان يعود الينا في رمضان ونستقبل العيد ونفرح ولكن الاحتلال جدد اعتقاله ورفض الاستئناف ، فالمنا كبير رغم اعتزازنا بمواقفه وتضحياته التي يجسد من خلاله حبه لوطنه وقضيته ، فهو قوي الشكيمة يأبى الخضوع إلا لله ، فتعود على تقدم الصفوف رغم ما لاقاه من ألم اعتقال وملاحقه الاحتلال ".
خلف القضبان
الزوجة ام حذيفة التي تحتفظ بتفاصيل محطات العذاب واعتقال زوجها القيادي في حركة حماس تعجز عن احصاء عدد المناسبات التي استقبلتها واسرتها في غيابه وخاصة في رمضان والعيد جراء استهداف الاحتلال له ، وتقول " منذ عام 1990 بدات معاناتنا على بوابات السجون ومحطات الصمود والتحدي والبطولة التي خاض فيها زوجي التحقيق وسطر ملاحم عز نفخر فيها ورغم عجزهم عن ادانته استمروا باستهدافه وفي 1993/5/6 وبعد تعرضه لتحقيق العسكري لمدة 90 يوما حوكم بالسجن لمدة عام ونصف كحكم فعلي "، وتضيف "لكن الفرحة لم تكتمل لأكثر من سبعة اشهر فقط ليتم اعتقاله بتاريخ 1995/6/6 وبقي في الاعتقال الإداري لمدة سنتين ونصف تم نقله خلالها لعدة سجون كأسلوب عقابي له ليتم الإفراج عنه في تاريخ 1997/12/4 وكان قد رزق بولده الثالث أسماه أمجد وهو بداخل السجن تيمناً بصديقه الشهيد أمجد عبد المجيد من قرية دير سودان قضاء مدينة رام الله والذي استشهد في ذكرى معركة بدر في العام 1989 ".
لم تنتهي محطات الاعتقال في حياة عبد الجبار فعقب انطلاق انتفاضة الأقصى انتزعه الاحتلال من بين اسرته ، وتقول زوجته " في عام 2002 اعتقل وحوكم لمدة عشرين شهرا ، وفي2005/11/13 اعتقلته الوحدات الخاصة بعملية في جنين مع الناطق باسم حركة حماس عبد الباسط الحاج ، وحول للاعتقال الإداري قبل أن يتم الإفراج عنه من محكمة الاستئناف بتاريخ2006/1/16 ، ليتم اعتقاله بتاريخ 2006/6/29 ضمن حملة استهدفت قيادات وأنصار حركة حماس ونوابها في المجلس التشريعي وتم الإفراج عنه بتاريخ 2006/7/23 ".
فراق يتلوه فراق ...
وتروي الزوجة ان الاعتقال الاخير شمل نجلها ثم زوجها ، وتقول "عندما كان بكورة ابنائي حذيفة متوجها لجامعته اعتقل عن حاجز زعترة في 2011/8/24 ، وبعد 25 يوما اقتحموا منزلنا واعتقلوه والده الذي يستمر تجديد اعتقاله الاداري رغم عدم ادانته باي تهمة ومعاناته من الامراض فهو يعاني من الضغط والسكري وتميع الدم "، وتضيف " طوال رمضان لم نتوقف عن الصلاة والدعاء لزوجي وكل الاسرى لان ايماننا بالله راسخ ويزرع في قلوبنا الثبات والارادة لنتجاوز الالم لاننا سنقضي عيدا جديدا في غياب زوجي الذي ندعوا له بالصحة والسلامة والنصر على السجان ".
وفي لحظة اجتماع الابناء حولها ، لا تتوقف عن رفع معنوياتهم وهي تقول " هذه المحنة والسجون لن تدوم ما دام الله معنا ويبشرنا بالفوز المبين لعباده الصابرين ، فمهما استمر الظلم سنصبر ونعوض العيد بعيدين في العيد القادم رغما عن السجان والسجون
في منزلها في بلدة الطيبة قضاء جنين،تغيب كل مظاهر الاستعداد لاستقبال عيد الفطر السعيد ، قتعيش الزوجة والوالدة الصابرة وسط الدموع ، وتقول " العيد ممنوع في حياتنا وكانه محرم علينا ان نعيش كباقي البشر ، كل الناس يجهزون الحلوى ويستعدون ولكن كيف لنا ان نفرح وزوجي مغيب خلف القضبان وحياته في خطر "، وتضيف " هذا العيد هو الاصعب في حياتنا بسبب النكسات التي يسببها الاحتلال لنا ولزوجي ، فما زال معتقلين بقرار المنع الامني الذي يحول حياتنا لسجن وهل يفرح الاسير بمناسبة وهو محروم من حريته ، ويضاف لذلك قلقنا وخوفنا الدائم على حياة يوسف الذي تدهورت حالته الصحية ولا يحظى باي علاج ".
حياة بلا اعياد
تبكي ام ارشيد حتى تخنق الدموع كلماتها عندما تتلقى أي تهنئة من احد الاقارب او الاصدقاء بالعيد ، وتقول " من يصدق انه منذ زواجنا في 27-5-1992 لم اعيش عيدا واحدا مع يوسف الذي كان مطلوبا لقوات الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة الاولى ، فقد كان مطلوبا للتصفية ونجا رغم اصابته من عدة محاولات اغتيال "، وتضيف " حتى عندما فرحت بثمرة حبنا الصادق لدى انجاب طفلنا الوحيد في 21-2-1993 حرم يوسف من رؤيته وكانت المرة الوحيدة التي شاهده فيها واحتضنه الاخيرة لانهم كانوا يلاحقونه واعتقلوه بعد دقائق فقط في 4-3-1993 ، ومضت السنوات واستقبلنا رمضان 19 مرة والاعياد 38 مرة محرومين من زوجي".
وتكمل " تفتحت عيني طفلنا على بوابات السجون ، ولم يحظى لمرة واحدة بعيدية والده الذي حوكم بالسجن المؤبد 5 مرات اضافة ل55 عاما بتهمة قيادة مجموعات الفهد الاسود ومقاومة الاحتلال ".
نريد اعيادنا
تعانق ام ارشيد وحيدها الذي اصبح في سن 19 عاما وتقول " أي شريعة او قانون تجيز تفريق شملنا طوال هذه السنوات ، نفتقد زوجي في كل يوم ونبكي في كل مناسبة حتى يرفض ابني شراء الملابس وممارسة العيد ككل الشباب في سنه " ، وتضيف " والمؤلم اننا حتى عاجزون عن الاطمئنان على صحة يوسف الذي تتالت الصدمات في حياته والاحتلال يشطب اسمه من كل الصفقات واضافة لاثار الرصاص الاسرائيلي الذي زرعه الاحتلال في جسمه اصبح يعاني من عدة امرا ض من السكري والجهاز الهضمي حتى فقدان القدرة على الوقوف ". وتكمل " العيد ياتي وزوجي يعيش اصعب واقسى الاوضاع في حياته رغم صبره وصموده وبطولاته لذلك نطالب في العيد الانتصار لزوجي وتحريره وانقاذ حياته ، ونطالب الرئيس محمود عباس التدخل شخصيا لاثارة قضية زوجي الذي اصبح في وضع صحي خطير واعادته الينا ، لا نريد اوسمة ونياشين او تكريم وانما نريد زوجي في منزلنا مع ابنه لنستعيد حياته واعيادنا قبل فوات الاوان ".
الاسير علي الصفوري
ولا تختلف الصورة في منزل القائد في سرايا القدس الحاج علي الصفوري (48 عاما ) من مخيم جنين ، فالاعياد مؤجلة والافراج معدومة والحزن رفيق حياة الزوجة والابناء خاصة في ظل المرض المجهول الذي اصاب الصفوري ولا زالت ادارة السجون تزعم عجزها عن معرفته وتحديده وعلاجه .
ويقول باكورة ابناءه محمد "نعيش حاليا اقسى لحظات العمر لاننا نودع رمضان للعام العاشر على التوالي وابي خلف القضبان يحرمنا الاحتلال من حبه وحنانه ، فانا ووالدتي وشقيقاتي الاربعة نعيش المرارة والحسرة لغيابه المتواصل عن منزلنا في مخيم جنين والذي اعدنا بناءه بعدما هدمته قوات الاحتلال عقب اعتقال ابي كجزء من سياسة العقاب والانتقام والتي في اطارها ياتي قرار حرمان ابي من العلاج" ،واضاف" فرغم تدخل نادي الاسير وحصولنا على موافقة على ادخال طبيب متخصص لفحصه ، ولكن ادارة السجن طردت الطبيب ومنعته من مقابلة ابي ، لذلك نشعر بالخطر والخوف الشديد على حياة ابي جراء استهداف الاحتلال المستمر له ".
20 عيدا في الاسر
وغمرت الدموع عيني محمد وهو يصف واقع الحالة الصحية والمرضية لوالده المحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات اضافة ل20 عاما ، ويقول : " من المؤلم اننا نستقبل العيد الجديد في غياب ابي الذي حرمنا الاحتلال منه على مدار 20 عيدا ولكن الماساة الكبرى شعورنا بالقهر لعجزنا عن تقديم أي مساعدة لابي"، ويضيف " فقد انتشرت في وجهه وصدره ومنطقة الراس بقع جلدية سببت له مضاعفات اخرى صداع مستمر ودائم و تشنج في اليدين والقدمين واحيانا يصاب بحالة وصفها " بالصدمة الكهربائية"، ويكمل " وتتاثر حالة والدي بسبب ظروف الاعتقال المزرية في غرف السجن التي تفتقر للمرواح ، فدرجة الحرارة الشديدة في الصيف تؤدي لتزايد البقع الجلدية وانتشارها اكثر ".
العيد والابناء
وبحسرة ومرارة يقول محمد ،"لا اذكر يوما سعيدا في حياتي واسرتي ، فقد تفتحت عينياي وانا باكورة ابناءه على مداهمات الاحتلال وتهديداته بتصفيته منذ اندلاع انتفاضة الاقصى ، ثم اعتقاله في اليوم الاخير من معركة مخيم جنين في 12-4-2002 ، ومعاناتنا جراء نقله من سجن لاخر ثم حكمه القاسي "،واضاف "تركنا ابي اطفالا واليوم كبر الصغار ولكن لا زلنا نتجرع مرارة العذاب في غيابه ، خاصة في شهر رمضان عندما نجتمع على مائدة الطعام ، فتتذكر والدتي اصناف الطعام التي كان يحبها ، فنحزن لانه محروم منها ولاننا نحرم من وجوده بيننا ".
ويكمل محمد "نفتقده في كل المناسبات حتى السعيدة فشقيقتي تسنيم تخرجت من جامعة القدس بتخصص تربية ابتدائية ، وشقيقتي ميساء حصلت في الثانوية العامة على معدل 94 في الفرع العلمي والتحقت بالجامعة التي تخرجت منها العام الماضي ، ولكن كل الناس احتفلوا بنجاح وتخرج ابناءهم الا نحن ، فقد كان البكاء ملازما لشقيقاتي واسرتي لان والدي لم يشاركنا ككل الاباء تلك اللحظات التي يحتاج فيها الانسان لوالده يشاركه الفرح" . يعانق محمد صورة والده ويقبلها ، ويقول " عن أي فرح في العيد يمكن ان نبحث ونحن لا نملك سوى عناق صوره فلا معنى للنجاح او طعم لرمضان او عيد ما دام يقبع خلف القضبان خاصة في ظل معاناته من المرض ".
الاسير عبد الجبار جرار
وبصبر وامل ودعاء لم يتوقف في يوميات رمضان تستقبل عيد الفطر السعيد عائلة الاسير الشيخ عبد الجبار محمد احمد جرار (44 عاما ) من بلدة الجديدة والمقيمة في جنين ، فتتجدد الامنيات ان تكتمل الفرحة المغيبة منذ سنوات بعيدة مع توالي اعتقالاته بين الانتفاضتين . وتقول الزوجة الصابرة ام حذيفة " الذكريات والبطولات وحدها من يصبرنا في محنة الغياب لزوجي الذي لم يتوقف الاحتلال عن استهدافه على مدار السنوات الماضية حتى كنا نتمنى احيانا ان تجمعنا مائدة افطار او عيد "، وتضيف " وياتي العيد الجديد وعبد الجبار يقبع رهن الاعتقال الاداري التعسفي الظالم بذريعة الملف الامني وكنا نتمنى مع انتهاء الحكم ان يعود الينا في رمضان ونستقبل العيد ونفرح ولكن الاحتلال جدد اعتقاله ورفض الاستئناف ، فالمنا كبير رغم اعتزازنا بمواقفه وتضحياته التي يجسد من خلاله حبه لوطنه وقضيته ، فهو قوي الشكيمة يأبى الخضوع إلا لله ، فتعود على تقدم الصفوف رغم ما لاقاه من ألم اعتقال وملاحقه الاحتلال ".
خلف القضبان
الزوجة ام حذيفة التي تحتفظ بتفاصيل محطات العذاب واعتقال زوجها القيادي في حركة حماس تعجز عن احصاء عدد المناسبات التي استقبلتها واسرتها في غيابه وخاصة في رمضان والعيد جراء استهداف الاحتلال له ، وتقول " منذ عام 1990 بدات معاناتنا على بوابات السجون ومحطات الصمود والتحدي والبطولة التي خاض فيها زوجي التحقيق وسطر ملاحم عز نفخر فيها ورغم عجزهم عن ادانته استمروا باستهدافه وفي 1993/5/6 وبعد تعرضه لتحقيق العسكري لمدة 90 يوما حوكم بالسجن لمدة عام ونصف كحكم فعلي "، وتضيف "لكن الفرحة لم تكتمل لأكثر من سبعة اشهر فقط ليتم اعتقاله بتاريخ 1995/6/6 وبقي في الاعتقال الإداري لمدة سنتين ونصف تم نقله خلالها لعدة سجون كأسلوب عقابي له ليتم الإفراج عنه في تاريخ 1997/12/4 وكان قد رزق بولده الثالث أسماه أمجد وهو بداخل السجن تيمناً بصديقه الشهيد أمجد عبد المجيد من قرية دير سودان قضاء مدينة رام الله والذي استشهد في ذكرى معركة بدر في العام 1989 ".
لم تنتهي محطات الاعتقال في حياة عبد الجبار فعقب انطلاق انتفاضة الأقصى انتزعه الاحتلال من بين اسرته ، وتقول زوجته " في عام 2002 اعتقل وحوكم لمدة عشرين شهرا ، وفي2005/11/13 اعتقلته الوحدات الخاصة بعملية في جنين مع الناطق باسم حركة حماس عبد الباسط الحاج ، وحول للاعتقال الإداري قبل أن يتم الإفراج عنه من محكمة الاستئناف بتاريخ2006/1/16 ، ليتم اعتقاله بتاريخ 2006/6/29 ضمن حملة استهدفت قيادات وأنصار حركة حماس ونوابها في المجلس التشريعي وتم الإفراج عنه بتاريخ 2006/7/23 ".
فراق يتلوه فراق ...
وتروي الزوجة ان الاعتقال الاخير شمل نجلها ثم زوجها ، وتقول "عندما كان بكورة ابنائي حذيفة متوجها لجامعته اعتقل عن حاجز زعترة في 2011/8/24 ، وبعد 25 يوما اقتحموا منزلنا واعتقلوه والده الذي يستمر تجديد اعتقاله الاداري رغم عدم ادانته باي تهمة ومعاناته من الامراض فهو يعاني من الضغط والسكري وتميع الدم "، وتضيف " طوال رمضان لم نتوقف عن الصلاة والدعاء لزوجي وكل الاسرى لان ايماننا بالله راسخ ويزرع في قلوبنا الثبات والارادة لنتجاوز الالم لاننا سنقضي عيدا جديدا في غياب زوجي الذي ندعوا له بالصحة والسلامة والنصر على السجان ".
وفي لحظة اجتماع الابناء حولها ، لا تتوقف عن رفع معنوياتهم وهي تقول " هذه المحنة والسجون لن تدوم ما دام الله معنا ويبشرنا بالفوز المبين لعباده الصابرين ، فمهما استمر الظلم سنصبر ونعوض العيد بعيدين في العيد القادم رغما عن السجان والسجون