الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

"تل الرميدة": "درب الآلام" في الطريق إلى بيت العزة !

الخليل- ألف – غسان الهادي : حتى أمس الأحد ، لم تتلق عائلة المواطن هاني العزة المقيمة على مسافة 4 أمتار من مساكن المستوطنين في تل الرميدة وسط الخليل، أية ردود على الاعتراض القانوني الذي تقدمت به لمنع تمديد إقامة موقع عسكري إسرائيلي على سطح منزلها ، وهي برغم مرور الوقت منذ تسلمت إخطارا بذلك في 26 حزيران الماضي ، لا تتعشم نزول الجنود عن المنزل هذه المرة ، كما في مرات سابقة خلال السنوات ال14 الماضية .
بعد سنة واحدة فقط من إقامة عائلة المواطن العزة في المنزل ( عام 1995 ) تحولت إلى "هدف" للحجارة والزجاجات الفارغة التي يرجمها المستوطنون، ثم أقام جنود الاحتلال المتمركزون في موقع عسكري بالحي سلما حديديا للصعود على سطح المنزل بين حين وآخر ؛ بذريعة حماية تنقلات المستوطنين وزوار الحي من عناصر اليمين الإسرائيلي المتطرف خلال الأعياد اليهودية ! ثم – كما قالت العائلة – " اكتشفنا أن إقامة السلم لم تكن سوى مقدمة لتحويل السطح إلى موقع عسكري دائم .
حينما أقام الشاب هاني يونس العزة وعروسه منال زلوم في المنزل المحاذي لمساكن " رمات يشاي " في تل الرميدة ، لم يتخيلا أن الأحلام الجميلة بالعيش معا ستغدو " أرتالا من الكوابيس " ! لإعتقادهما أن إقامة 7 عائلات يهودية فقط ، لا تحتاج " حراستها " إلى كل تلك التدابير العسكرية ؛ من أضواء كاشفة وحواجز عسكرية للتفتيش ومنع العائلات الفلسطينية المقيمة في الجوار من دخول منازلها عبر البوابات المؤدية إليها ، وأيضا منع الأخيرة المقيمة في الحي قبل أن تنشأ المستوطنة من استقبال الزائرين أو استدعاء سيارات الإسعاف لنقل مرضاها إلى المستشفيات !
حالة التنكيل المديدة التي تعيشها عائلة المواطن العزة ، ليست إستثنائية في تل الرميدة الذي تحوله قوات الاحتلال إلى ثكنة عسكرية ، ذلك أن 6 عائلات أخرى تقيم بمنازل محاذية لمساكن المستوطنين المدججة بالجنود والأسيجة ، تعيش الجحيم ذاته ، بغارق أنها لم " تحظ " كما هاني ومنال وأطفالهم الثلاثة بجنود يقيمون على سطح المنزل 24 ساعة في اليوم .
مواطنو تل الرميدة ، وبينهم هاني العزة ومنال زلوم ، يخضعون للتفتيش الإلكتروني مرتين في اليوم الواحد إذا ما فكر أحدهم في مغادرة المنزل إلى مركز المدينة التجاري الذي يبعد أكثر قليلا من مئة متر ، لأن الجنود المكلفين بتعليمات أمنية " صارمة " يواظبون باستمرار على تفتيش كل شيء ، وعلى إخضاع الخارجين من الحي والعائدين إليه لفحص إلكتروني لا يستثني شيئا.. حتى مشابك الشعر المعدنية على رؤوس تلميذات المدارس !
" هنا " ، في تل الرميدة حيث تقيم عائلة المواطن العزة وعائلات أخرى منكوبة ب " رامات يشاي " منذ العام 1984 ، لا طرق توصل إلى فناءات المنازل ، حيث البوابات التي تفضي إليها ، هي الأخرى كأنما صنعت لتبقى موصدة …
قالت عائلة المواطن العزة أنها ، مثل عائلة المواطن جميل أبو هيكل وعائلتي هاشم وهشام العزة المصابات ب " الجوار باهظ الثمن " مع نزلاء "رمات يشاي " ، ابتدعت طريقا إلى المنزل عبر الجدران الاستنادية واستخدام سلم بارتفاع 4 أمتار .. وفي أحيان كثيرة تصبح تلك " الطريق " محفوفة بالمخاطر ، لا سيما حينما يتحول رجم الفلسطينيين بالحجارة والزجاجات الفارغة أو الممتلئة بالمياه القذرة إلى نوع من طقوس العبادة !
على الطريق إلى المنزل ، يتسلق المواطن العزة " درب الآلام " كل يوم ، ولأنه مسؤول عن إطعام خمسة أفواه مقيمة بالمنزل / الثكنة فهو مضطر لتسلق الجدران والسلم الحديدي حاملا على كتفيه اسطوانة الغاز والخضار وكل اللوازم التي تبقي عائلة على " قيد الصمود " .
قبل شهرين ، قال العزة أن عددا من المستوطنين دفع زوجته من على الجدار الأستنادي الذي يرتفع نحو 5 أمتار ، وقبل أربعين يوما أقدم ثلاثة جنود من التمركزين على سطح منزله على التنكيل به ، لا لشيء ، إلا لأنه حاول فتح البوابة الموصدة لكي يتمكن من إصلاح خط المياه .
" يومها أصبت برضوض وكدمات في أنحاء من جسمي و .. بقي خط المياه معطلا " ! قال هاني العزة بصوت مشروخ قبل أن يضيف في سياق سرديته الموجعة واحدة من القصص التي لن ينساها .. إذ ، قبل عام من وفاة والده يونس العزة الذي اقتلعته حرب 1948 من بيت جبرين وهو بعمر 14 عاما ، أضطر هاني وشقيقيه إلى تسلق الجدران والسلم وهم يحملونه على محفة إلى سيارة الإسعاف التي منعت من الوصول إلى بوابة المنزل . قال : أن ذلك المشهد سيظل عالقا في ذاكرته إلى أن يموت .
عائلة العزة الباقية في مواجهة المستوطنة لا تسهر في فناء المنزل ليلا ، ممنوعة من الفرح بصخب وممنوعة من إطلاق الأغنيات على هواها إذا ما رغبت في الاحتفال بعيد ميلاد توائمها الثلاث وممنوعة من استقبال الزائرين في الأعياد و … ممنوعة أيضا من الدفاع عن نفسها إذا ما هاجمها يهودي متطرف جاء إلى المستوطنة ليطلق نوبة من " السعار " ضد العرب .
" لا يمر أسبوع دون أن يهاجمنا المستوطنون بالحجارة و الزجاجات، ولو لمرة واحدة" قال المواطن العزة الذي أخطر قبل ثلاثة أسابيع بأن الموقع العسكري الذي تقيمه قوات الاحتلال سوف يتم تزويده بأضواء كاشفة إضافية ، وكل ذلك ، كما جاء في الإخطار ، " لأسباب تتعلق بمقاومة الإرهاب " !!


 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025