الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

أكثر من 100 مليون شيقل دخلت إسرائيل من مشتريات الفلسطينيين... مما يثبت فشل حملات المقاطعة بشكلها الحالي

هبة لاما
تتغنى حملات المقاطعة لمنتجات اسرائيل والمؤسسات الرسمية والاهلية والفصائل الوطنية التي ترعاها بنجاحاتها الدائمة من خلال تعلَّيق "البوسترات" على أبواب المحال التجارية وعلى الجدران، منادية بمقاطعة البضائع الإسرائيلية وعدم استهلاكها، لكن أول فرصة تسنح للمواطن الفلسطيني بدخول القدس والعبور إلى "إسرائيل" تكشف عن تدفقٍ هائل في الأموال الفلسطينية داخل المتاجر الإسرائيلية ليصل المبلغ الذي دخل إسرائيل من الفلسطينيين فقط خلال شهر رمضان إلى 100 مليون شيقل بحسب الإحصائيات الإسرائيلية الأولية مما دفع بالعديدين للتساؤل: أين حملات المقاطعة تلك من هذا المبلغ الهائل وما دورها؟
ورصد التقرير  اراء التجار والقائمين على هذه الحملات الذين أكدوا فشل هذه الحملات عند اول مفترق للطرق تمثل بسماح اسرائيل لعشرات الالاف من الفلسطينين بدخول اسرائيل خلال شهر رمضان المبارك وفترات الاعياد مما يستوجب اعادة دراسة اليات واشكال هذه الحملات التي أثبتت انها حملات دعائية وتسويقية للقائمين عليها اكثر مما هي حملات فعلية على الارض تستهدف تعزيز ثقافة الانسان الفلسطيني والوصول اليه بشكل فعلي.
غضب شديد في أوساط الكثير من الفلسطينين من تجار واقتصاديين وسياسيين بضرورة عدم التعاطي مع ما يعرف باسم التسهيلات الاسرائيلية للفلسطينيين إذ قال أحد التجار في مدينة بيت لحم: "ننتظر شهر رمضان والعيد بفارغ الصبر "لنسترزق" فنحن نبيع في المواسم فقط وفي الأعياد لكننا تفاجأنا بهذه التسهيلات التي قسمت ظهورنا وقطعت أرزاقنا، إذ اشترى المعظم حاجياتهم من إسرائيل ونحن جالسين في محالنا ننتظر الفرج وهذا ليس عدلاً".
ويؤكد التجار والمواطنون على حد سواء على اهمية الوصول الى مدينة القدس ودعم سكانها وتجارها لكن الاشكالية كانت في ان غالبية المتسوقين الفلسطينيين توجهوا للمراكز التجارية الاسرائيلية متسائلين عن جدوى الحملات الدعائية للمقاطعة والتي تم صرف عشرات ملايين الدولارات عليها في السنوات الاخيرة سواء كانت هذه الحملات حكومية او اهلية او فصائلية .
حملات المقاطعة
بدوره قال محمد لطفي منسق حملة "من بيت لبيت" و"من محل لمحل" التي نظمتها وزارة الاقتصاد قبل أعوام، ان الحملات التي قامت بها الوزارة أدت إلى نجاح كبير، لكن عدم المتابعة مع المواطن ادى الى عدم استمرارية هذا النجاح مما جعل "مول المالحة" تزيد مبيعاته للفلسطينيين عن 9 مليون شيقل في ليلة واحدة فقط، مشيراً إلى أن المول الإسرائيلي قد تحول إلى تجمع تجاري فلسطيني عن جدارة.
وأضاف لطفي: "ان التصاريح التي حصل عليها المواطنون ليست سلبية وانما سمحت للمواطن بزيارة الاقصى والصلاة فيه ودعمه، ولكن يجب ان يكون لدى المواطن وعي من الناحية الاقتصادية في عدم الشراء من الداخل وتقوية الاقتصاد الاسرائيلي، خاصة في تلك الظروف التي يتدهور فيها اقتصاد اسرائيل في ظل الحديث عن حرب اسرائيلية ايرانية محتملة".
وأشار لطفي الى دور وسائل الاعلام من صحف وشبكات إنترنت لاسيما شبكة PNN في ان تنشر مواد اعلامية تذكر الجهات المعنية وتكشف للمواطنين الأخطاء الذين وقعوا فيها خلال الايام الماضية، وتذكر بأهمية المقاطعه للمنتجات الاسرائيلية.
من جانبه قال مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية، ان أحد الاسباب التي جعلت اسرائيل منح التصاريح بكثرة اثناء رمضان والعيد، هي تأثرها بنتائج حملات المقاطعه التي حققت نجاحا كبيرا، إذ قال: "شهدنا انخفاض لبيع التبوزينا بنسبة تصل الى 70% خلال اشهر ماضية، وفي الحملات الاخيرة شهدنا مقاطعه واضحة لمنتجات تنوفا وشتراوس، مشيراً إلى أن الحملة ما زالت مستمرة ونسعى الى تخفيض استهلاك المنتجات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة بنسبة كبيرة جداً".
وأضاف البرغوثي ان أحد أهداف منح التصاريح هو جذب الفلسطينيين للتسوق من المنتجات الاسرائيلية، فيما يشكل ضررا للفلسطينيين لأن ارباح هذه الاموال تذهب لدعم الاستيطان، مشيراً الى حاجة المجتمع الى حملة توعية كبيرة جداً لعدم السماح بدعم الاقتصاد الإسرائيلي.
وقال انه خلال فترة العيد لا تتوفر لدى الحملة احصائيات ومؤشرات وأرقام حول التسوق الفلسطيني في الأسواق الإسرائيلية.
سيف ذو حدين
بدوره أشار المحلل الاقتصادي نصر عبد الكريم إلى أن المتتبع للأمور لا يمكنه الحكم على المقاطعة من هذا السلوك الذي ظهر خلال شهر رمضان وأثناء عيد الفطر السعيد إذ إن هذا السلوك يمكن تضمينه تحت مظلة رغبة المواطنين الجامحة للدخول للقدس ورؤية كل شيء فيها ودخول كل متاجرها وهذا نابع من حرمان طويل وحصار تفرضه إسرائيل في علاقة الفلسطينيين بالقدس وبفلسطينيي ال48.
ويعتبر عبد الكريم أن هذا السلوك طبيعي جداً، فحين يتدفق الآلاف بشكل مفاجىء للقدس وفلسطين ال48 سيقوموا بالابتياع لا محالة إلا أن السلوك غير المقبول هو وصول قيمة المشتريات من مول المالحة فقط في ليلة القدر حوالي 10 مليون شيقل إذ إن ذلك غير مبرر.
أما من جانب آخر فإن كل زيارة للقدس العربية والأقصى -بحسب عبد الكريم- كانت تضخ ما متوسطه 100 شيكل لكل مواطن وهذا بدوره ينعش الاقتصاد الفلسطيني إلا أن ضخ الأموال في الأسواق والمحال التجارية الإسرائيلية هو غير مبرر مشيراً إلى أن هذا السلوك ليس القاعدة وليس بالضرورة أن ينم عن فشل حملات المقاطعة.
وأكد عبد الكريم أن هذا السلوك غير متعمد وإنما ينبع من قلة تفكير من قبل المواطنين وعدم وعيهم بأنهم يشترون من محال إسرائيلية من المتوجب مقاطعتها داعياً حملات المقاطعة إلى تكثيف جهودها من أجل تعزيز هذا الوعي في أذهان المواطنين حتى لا يتكرر هذا السلوك في المرات القادمة
وأشار عبد الكريم إلى أن الإحصاءات الإسرائيلية الأولية أشارت إلى أن 100 مليون شيقل قد دخل إسرائيل في شهر رمضان المبارك من الفلسطينيين فقط

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025