الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

مزيد من جنود الاحتلال يخرجون عن صمتهم ويعترفون بتنكيل فلسطينيين

نشرت صحيفة "ذي إنديبندينت" البريطانية اليوم الاحد تقريراً يكشف إنتهاكات لجنود الاحتلال الاسرائيلي خلال عمليات عسكرية في 2007. واورد التقرير إعترافات جديدة لمجموعة من الجنود الاسرائيليين خرجوا عن صمتهم ورووا شهادات تؤكد تنكيل زملاء لهم بشبان فلسطينيين بريئين.

وفيما يلي نص التقرير:
لقاء حافظ الرجبي مع افراد من كتيبة "كفير" التابعة للجيش الاسرائيلي والذي تمر الذكرى الخامسة له هذا الاسبوع ترك له علامات فارقة مدى الحياة. جالسا اسفل صورة والده الراحل، يشير الشاب ضئيل البنية وعمره 21 عاما مرتديا الجينز والحذاء الرياضي الى ندبة فوق عينه اليمنى حيث اصيب بعقب بندقية هجومية لأحد الجنود بعد مجيء الدورية الى في منزل جدته قبل السادسة صباحا في آب 2007.
يرفع قميصه القطني من ماركة "بوس" ليعرض ندبة اخرى تمتد ثلاثة انشات من كتفه اليسرى الى ظهره يقول انه تم دفعه بعنف- مرتين- فوق نقطة حادة من درابزين حديدي قرب السلالم المؤدية الى الباب الامامي. وكل ذلك قبل ان يتم جره 300 متر الى منزل آخر من جانب قائد الوحدة الذي هدد بقتله اذا لم يعترف بالقاء الحجارة على الجنود، وبدأ بضربه مرة اخرى، وعند نقطة معينة صوب سلاحا الى رأسه. يقول حافظ: "لقد كان غاضبا جدا، وكنت متأكدا انه سيقتلني".
انها بالطبع مجرد رواية لرجل شاب. غير انها- بشكل مذهل- أيدها احد الجنود الذين جاؤوا يبحثون عنه في ذلك الصباح. واحدة من بين 50 شهادة حول معاملة الجيش للأطفال- نشرتها اليوم منظمة كسر الصمت التي تضم قدامى المقاتلين- تصف نفس الحلقة، وان كانت بشكل صارخ اكثر من رواية حافظ. ويشهد الجندي، وهو برتبة رقيب اول: "كان لدينا قائد، بغض النظر عن اسمه، كان على حافة الجنون قليلا. لقد ضرب الصبي بصورة مبرحة، وقام فعلا بقذفه هنا وهناك. -انتظر فقط، الآن سنقتلك-. وقد أراه جميع انواع الحفر في الطريق وسأله –هل تريد ان تموت؟ هل تريد ان تموت هنا؟- وكان الصبي يقول (لا، لا) ثم اقتيد الى بناية قيد الانشاء. وأخذ القائد عصا وكسرها عليه، بوم بوم. لم تكن لدى القائد رحمة. وعلى اية حال لم يعد الصبي قادرا على الوقوف على قدميه وكان يبكي. لم يعد يستطيع التحمل واجهش بالبكاء. صرخ القائد (قف) وحاول ان يجبره على الوقوف، ولكن من كثرة الضرب فانه لم يتمكن من ذلك. واضاف القائد (لا تمثل) وقام بركله اكثر".
وقبل شهرين، اتهم تقرير لفريق من المحامين البريطانيين برئاسة سير ستيفن سيدلي ممول من الخارجية البريطانية اسرائيل بسلسلة من الانتهاكات للقانون الدولي في معاملة الجيش للاطفال المعتقلين. وركز التقرير على الاستجواب والاحتجاز الرسمي لاطفال مثلوا امام محاكم عسكرية- غالبا حول مزاعم بشأن القاء الحجارة.
وخلال السنوات الثماني الماضية، كانت منظمة كسر الصمت تجمع شهادات من جنود سابقين شاهدوا او شاركوا في انتهاكات لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة. والكثير من تلك الروايات تتطرق الى "العدالة الفجة" التي طبقت على القاصرين من جانب جنود على الارض، دون تفويض رسمي في كثير من الاحيان وبدون لجوء الى المحاكم العسكرية. ولكن من خلال قراءتها من الصعب عدم تذكر اشارة تقرير سيدلي المفزعة الى "الاعتقاد الذي قدمه لنا مدع عسكري، بأن كل طفل فلسطيني هو ارهابي محتمل".
ويصوغ الجندي ذلك بصورة مختلفة: "لقد كنا غير مبالين نوعا ما. لقد تحول ذلك الى نوع من العادة. الدوريات مع الضرب كانت تحدث يوميا. لقد كنا مأخوذين بذلك. يكفي بالنسبة لنا ان ترمقنا بنظرة لا تعجبنا، مباشرة الى العين، وستتعرض للضرب فورا. لقد وصلنا الى حالة اننا مللنا من وجودنا هناك".
ومنذ بعض الوقت، بعد ادلائه بشهادته لكسر الصمت، كنا قد قابلنا هذا الجندي. ولدى جلوسه بعصبية في صبيحة احد الايام في موقع اسرائيلي جميل هادىء، في مكان غريب اختاره ليضمن الا يعرف احد بأنه يتحدث، مر عبر ذكرياته حول الحادثة- وعدة احداث اخرى- مرة اخرى. هو لا يتوافق مع الفلسطيني في كل التفاصيل. (حافظ يتذكر سلاحا ضغط الى صدغه، على سبيل المثال، بينما يتذكر الجندي ان القائد "اقحم ماسورة السلاح في فم الصبي، حرفيا".
ولكن في كل ناحية بارزة، فان الروايتين تتطابقان. وكلاهما تتفقان على ان حافظ، الذي كان فارا بعد سماعه بأنه كان مطلوبا، تسلل الى منزل جدته قبل الفجر. وعرض علينا حافظ الغرفة في منزل جدته، الاخيرة الى اليسار في الممر الموصل الى غرفتها، حيث كان يختبىء عندما وصل الجنود. ويقول الجندي بثقة تامة: "لقد دخلنا وبدأنا بتحطيم المكان. وعثرنا على الصبي خلف الباب الاخير الى اليسار. لقد كان مذعورا تماما".
ويتذكر كل من حافظ- الذي لم يقرأ او يسمع مطلقا رواية الجندي- والجندي ان القائد اجبره عند نقطة معينة خلال محنته على القاء حجر صوبهم، وأن الصبي فعل ذلك بأضعف شكل ممكن. ثم بحسب رواية الجندي فان القائد قال (بالتاكيد كنت تلقي حجارة على جندي) بوم ثم ضربه اكثر".
وربما من حسن حظ حافظ ان المنزل الثاني، قيد الانشاء، كان في مرمى بصر عمته، فتحية الرجبي (57 عاما) والتي اخبرتنا بأنها ذهبت الى هناك بعد ان رأت الجنود يجرون شابا خلف الجدار، ولم تكن تدرك انه ابن اخيها. "كنت اصرخ: ان الله يحرم ضربه"، وقد تعرف على صوتي وصرخ "عمتي عمتي". حاولت الدخول ولكن جنديين اشهرا سلاحهما وصرخا "روح من هون". بدأت اصفع وجهي وانادي المارة ليأتوا للمساعدة. وبعد عشر دقائق غادر الجنود. وتوجهت والدتي وشقيقي والجيران الى الغرفة. وكان ينزف من انفه ورأسه وظهره".
ويتذكر الجندي، الذي ظن خطأ كزملائه بأن السيدة الرجبي هي والدة الصبي: "قال لها القائد (لا تقتربي) وعندما اقتربت جهز سلاحه. شعرت بالخوف. (وصرخ) اذا اقترب احد فانني سأقتله. لا تزعجوني. انا سأقتله، ليس عندي رحمة. لقد كان فعلا على الحافة. من الواضح ان الصبي قد تعرض لضرب مبرح. وقال لهم: "انصرفوا من هنا" ثم انفتح باب الجحيم. كان انفه ينزف. لقد تعرض للضرب الشديد".
واخيرا، يتذكر موسى (23 عاما)، شقيق حافظ الذي يعمل في كسارة للحجارة والذي انضم الى عمته في المنزل الثاني، ان سيارة جيب عسكرية ثانية وصلت الى المكان وفحصت نبض حافظ، واعطت موسى زجاجة ماء قام بسكبها فوق وجه حافظ وتحدث الى الضابط بالعبرية.
يقول موسى: "انا افهم انه كان يشارك في مظاهرة". كان هذا من شبه المؤكد هو المسعف "الحساس" الذي يقول الجندي انه امسك القائد وقال له (لا تلمسه بعد. كفى). وقال له القائد ( ما بالك، هل اصبحت يساريا؟) فأجابه ( لا اريد ان ارى هذه الامور تحصل. كل ما تفعله لهذه العائلة هل ان تدفعها لانتاج انتحاري آخر. لو كنت والدا وشاهدتك تفعل ذلك لابني، فانني سأسعى للانتقام في نفس اللحظة).
وفي الحقيقة فان حافظ لم يتحول الى "انتحاري". ولم يدخل ابدا الى السجن. وبدلا من ذلك فان النتيجة كانت اكثر احراجا. لم تعد لديه كوابيس بخصوص تجربته مثلما عانى في الشهرين الاولين. ولكن كميكانيكي سابق فانه عاطل عن العمل جزئيا بسبب نقص فرص العمل خارج مواقع البناء ومحاجر الخليل، حيث يقول ان جراحه لا تزال تمنعه من رفع الاحمال الثقيلة، وجزئيا لأنه يشعر في كثير من الاحيان "انني لا اريد ان اعمل بعد الآن". وهو لم يتلق حتى الآن اي تعويض، بما في ذلك ما يزيد عن 1100 جنيه استرليني انفقها موسى على علاجه خلال عامين تلتها الحادثة.
وينص تقرير فريق سير ستيفن سيدلي الى انه "مثلما تعلمت المملكة المتحدة ذاتها من التجربة الاخيرة في العراق، فان خطر الانتهاكات متأصل في اي نظام عدالة يعتمد على قوة الجيش". واضافة الى ذلك، فان بريطانيا، على خلاف اسرائيل، ليس لديها منظمة مثل كسر الصمت يمكنها ان توثق من الداخل الانتهاكات تجاه ضحايا مثل حافظ الرجبي الذي لم يصل حتى الى المحكمة.
ولكن مثلما يضيف تقرير سيدلي، فانه بعد جذب الانتباه الى الادعاء بأن كل فلسطيني هو "ارهابي محتمل"، يبدو بالنسبة الينا مثل هذا الموقف بمثابة نقطة بداية لدوامة من الظلم، يمكن لاسرائيل فقط، بصفتها قوة الاحتلال في الضفة الغربية، ان تعكسه".

كسر الصمت: شهادات الجنود
رقيب أول، كتيبة كفير
سلفيت 2009
"سيطرنا على مدرسة وكان علينا اعتقال الجميع في القرية ما بين 17 و50 عاما. وعندما كان المحتجزون يطلبون الذهاب الى الحمام، كان الجنود يأخذونهم ويضربونهم ضربا مبرحا ويشتمونهم بدون سبب، ولم يكن هناك اي شيء يشرع ضربهم. تم اصطحاب عربي الى الحمام ليتبول، وصفعه جندي واسقطه ارضا بينما كان مقيدا ومعصوب الاعين. لم يكن الشاب وقحا ولم يفعل شيئا يثير اية كراهية او اعصاب. فقط لأنه عربي. كان في الخامسة عشرة من عمره تقريبا، ولم يقترف اي شيء".
"بشكل عام كان الناس في المدرسة يجلسون لساعات في الشمس. كان بوسعهم الحصول على الماء مرة كل فترة، ولكن لنقل انه اذا طلب شخص الماء خمس مرات، فان جنديا سيأتي اليه ويصفعه هكذا. وشاهدت الكثير من الجنود يستخدمون ركبهم لضربهم، فقط لانهم يشعرون بالملل. لأنك تقف هناك لنحو 10 ساعات دون ان تفعل شيئا فانك تشعر بالملل، ولذلك تقوم بضربهم. وانا اعرف انه في الحمام، كانت هناك رقصة الشياطين كما كانت تسمى. اي شخص يحضر فلسطينيا الى هناك- كان ذلك كارثيا. ليس ضربا داميا- كانوا يظلون جافين- ولكنه يبقى ضربا".

رقيب اول، وحدة الهندسة القتالية
رام الله، 7- 2006
"كانت هناك حادثة خلال عملية في اعقاب احداث شغب في قلنديا يوم جمعة، في منزل مهجور قرب الساحة. خرج جنود بالهراوات وضربوا الناس ضربا مبرحا. واخيرا تم اعتقال الاطفال الذين ظلوا في المكان. كانت الاوامر بالركض وجعل الناس يسقطون على الارض. الفريق كان مكونا من 10-12 رجلان اربعة منهم ينيرون المنطقة. كان يتم جعل الناس يسقطون ارضا وكان الجنود بالهراوات يدوسون فوقهم ويضربونهم. الذي يركض بطيئا كان يتعرض للضرب- هذه كانت القاعدة".
"قيل لنا الا نستخدمها على رؤوس الناس. لا اذكر اين قيل لنا ان نضرب، ولكن عندما يسقط شخص على الارض، فانه يضرب بمثل تلك الهراوة، من الصعب تحديد ذلك".

رقيب اول، كتيبة كفير
الخليل، 7-2006
"كنا في كثير من الاحيان نثير اعمال الشغب هناك. كنا نكون في دورية، نسير في قرية ونشعر بالملل، ولذلك كنا نحطم المتاجر ونجد صاعقا ونضرب شخصا ضربا مبرحا، انت تعرف كيف هو الامر. ابحث واحدث الفوضى. لنقل اننا كنا نريد اعمال شغب؟ كنا نذهب الى نافذة مسجد ونحطم بعض الاجزاء ونلقي قنابل صوتية ونحدث صوت انفجار كبير، وعندها تحصل على شغب".

" في كل مرة كنا نمسك فيها بفتية عرب، ندفع السلاح الى جسمه. لا يمكنه ان يتحرك- انه متحجر تماما. كان يقول فقط ( لا لا ايها الجيش). كنت تستطيع ان ترى انه متسمر. انه يرى انك مجنون، وأنك لا تهتم به وانت تضربه بشدة طوال الوقت. وكل هذه الحجارة تتطاير حول المكان. انك تمسكه هكذا، أترى؟ لقد كنا لئاما حقا. فقط لاحقا بدأت افكر بهذه الامور، لقد فقدنا كنا شعور بالرحمة".
الرتبة والوحدة غير محددة في التقرير

الخليل 8-2007
"في احدى الليالي، كانت اشياء تتحرك في قرية اذنا (قرية صغيرة من 20000 نسمة على بعد 13 كيلومترا غربي الخليل)، ولذلك جرى ابلاغنا بأن هناك اعمال شغب جامحة، ووصلنا الى هناك اولا. فجأة امطرنا بالحجارة ولم نعرف ما الذي كان يحدث. الجميع توقفوا فجأة، الرقيب يشاهد قائد الفرقة يخرج من المركبة وينضم اليه. قفزنا الى الخارج دون ان نعرف ما الذي يدور هناك- كنت الاخير. فجأة رأيت صبيا مقيدا ومعصوب العينين. توقف القاء الحجارة سرعان ما خرج قائد الفرقة من السيارة. قام باطلاق ذخيرة مطاطية تجاه قاذفي الحجارة واصاب هذا الصبي.
"عند نقطة ما تحدثوا عن ضرب وجهه وركبتيه. عند تلك النقطة تجادلت معهم وقلت (اقسم لكم بانه اذا سقطت نقطة من دمه او شعرة من رأسه، فانكم لن تناموا لثلاث ليال، وسوف اجعلكم تعساء".
"لقد ضحكوا مني لكوني يساريا. (اذا لم تبين لهم ما هو الحال، فانهم سيعودون لفعل ذلك). جادلتهم بأن الصبي كان مقيدا ولا يستطيع فعل اي شيء. وانه يجري نقله الى "شاباك" (جهاز امني) واننا انهينا مهمتنا".

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025