افتتاح أعمال المخيم الشبابي اللبناني الفلسطيني السادس
افتتحت أعمال المخيم السنوي المشترك السادس للشباب اللبناني والفلسطيني في دير المخلص في جون - الشوف (45 كم جنوب العاصمة بيروت)، بعنوان: "كنيسة المهد على لائحة التراث العالمي .. من زهرة المدائن.. المهد تراث".
وتستمر أعمال المخيم الذي تنظمه مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان "حقوق"، وجمعية الشباب الفلسطيني– لاجئ، وحلقة التنمية والحوار واللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية، بمشاركة أكثر من مائة شاب وشابة من لبنان وفلسطين، حتى الأول من أيلول المقبل.
وقال السفير أشرف دبور: نلتقي اليوم أخوة أعزاء لبنانيين وفلسطينيين تجمعهم العروبة ولبنان المحتضن للقضية المركزية فلسطين، في حضرة دير المخلص ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة واللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية".
وأضاف: لأحبائنا اللبنانيين السباقين دائما في الدفاع عن شعبنا الفلسطيني وحقوقه، لكم منا العهد بأن نكون الداعمين للسلم الأهلي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية والوقوف صفا واحدا في وجه كافة محاولات الزج بالمخيمات الفلسطينية في أية تجاذبات داخلية، ولن نسمح لأي كان بالمساس بالعلاقات الأخوية اللبنانية– الفلسطينية. وشدد على التمسك بحق العودة ورفض التوطين والتهجير والالتزام بسيادة لبنان وحق شعبنا في العيش بكرامة.
وتطرق إلى الهجمة المسعورة التي تتعرض لها مدينة القدس وخاصة مسجدها الأقصى المبارك وكنائسها بهدف تفريغها واقتلاع أهلها وتأييد احتلالها وتهويدها، مشيدا بصمود شعبنا في مدينته وتمسكه بمقدساته الإسلامية والمسيحية.
واستنكر دبور الهجمة الإسرائيلية التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس لإصراره على الحق الفلسطيني بالحرية والاستقلال.
ورأت النائب بهية الحريري أن هذه المسيرة الشبابية اللبنانية الفلسطينية إطار للحوار والتعارف والتصدي لكل ما يعكر صفو هذه العلاقة الأخوية في أبعادها الإنسانية والتنموية.
وقالت: "لم يتوان أبناء فلسطين يوما عن التضحية بالغالي والرّخيص من أجل تراب فلسطين والعودة إلى بلادهم وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف، كما بذل أبناء لبنان أرواحهم لاستعادة أرضهم وسيادتهم واستقلالهم، وما من قوة في الدنيا تستطيع أن تنال من شعب أراد أن يكون حرا".
وكان حفل الافتتاح استهل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم بكلمة ترحيب من مدير مدرسة دير المخلص الأب عبدو رعد، وتحدث بعدها مدير المخيم نبيل بواب قائلا: نحن مستمرون في التواصل والحوار مع الشباب اللبناني والفلسطيني رغم كل المصاعب والتحديات نلتقي لنرفع سويا راية القضية الفلسطينية بحق العودة إلى فلسطين الحبيبة، وقد أخذنا شعار المخيم هذا العام كتحية إلى الديانات الإسلامية والمسيحية في قدسنا الشريف عاصمة فلسطين دائما وأبدا.
وقال رئيس جمعية الشباب الفلسطيني "لاجئ" عمر النداف: في الوقت الذي نتطلع فيه إلى دعم كافة الكتل النيابية والمؤسسات الأهلية وقوى لبنانية وفلسطينية للضغط تجاه تشريع الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان، نؤكد أن أحد أهداف هذا النشاط الشبابي هو الوصول إلى تحقيق هذه المطالب الإنسانية من خلال الحوار.
وشدد على أن شعبنا الفلسطيني في لبنان ملتزم بحقوقه وثوابته الوطنية وفي مقدمتها حق العودة الذي لم ولن نتنازل قيد أنملة عنه، وحيا النائب بهية الحريري على عملها الدؤوب والمستمر من أجل قضايا شعبنا الفلسطيني وحقوقه المدنية والاجتماعية والإنسانية وحرصها الدائم على تطوير العلاقة اللبنانية الفلسطينية.
وأشار مدير عام المنظمة الفلسطينية لحقوق الإنسان (حقوق) غسان عبد الله إلى أننا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والشرق الأوسط والمنطقة أحوج ما نكون لمتابعة جهود الأعوام المنصرمة في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان وخاصة مع الفئات المهمشة عبر احتضان ودعم وتشجيع المبادرات التي من شأنها أن ترفع الصوت عاليا ضد التهميش وضد المس بالكرامة الإنسانية والأمان الإنساني.
وأوضح رئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندر أن الحاجة لا تزال ماسة لمتابعته وتطويره تلبية لحاجات الشباب أنفسهم في سبيل التلاقي والتعارف والحوار والتدرب على آليات جديدة تؤهلهم لمسؤوليات قيادية في المجتمع.
وقال: "لا قيمة لإنسان من دون وطن، ولا أهمية لوطن من دون هواء الحرية ولا وجود للحرية من دون أحرار"، وأعرب عن أمله بأن يحقق هذا المخيم النتائج الإيجابية في خدمة الشباب والقضايا العربية ومستقبل الأجيال المقبلــــة".
وقدم الفنانان أحمد قعبور وعمار حسن أغنيات وطنية من تراث لبنان وفلسطين، ومن بعدهما لوحات تراثية وفولكلورية راقصة قدمتها فرقة القدس للفنون الشعبية، انتقل الجميع إلى دارة الحريري في مجدليون، حيث أولمت النائب بهية الحريري تكريما للمشاركين في المخيم بحضور محافظ لبنان الجنوبي نقولا بوضاهر، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطيني في لبنان فتحي أبو العردات، وممثل المطران الياس نصار المونسنيور الياس الأسمر وممثل المطران ايلي حداد الأب سليمان وهبي، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد حسن صالح، ومدير المركز الثقافي الفرنسي في صيدا اوليفييه لونج، وعدد من أعضاء اللقاء التشاوري الصيداوي واللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية وحشد من المدعوين.