عيناها لم تُكحل برؤيته منذ سنوات..والدة الأسير"الصوفي" تنتظر الإفراج عن أبنها بحرارة الجمر
طارق الزعنون
أمسكت الحاجة المسنه والدة الأسير نضال الصوفي من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة , بصورة ابنها التي تركها وراءه هو وصديقه حتى تنظر إلية كلما اشتاقت له بعد أن حرمها الاحتلال الإسرائيلي من زيارته, على مدار سنوات اعتقاله التي أمضاها داخل السجن ومازال يمضي منها الشهور الأخيرة من مدة محكوميته, ليخرج بعدها ليعانق من بكت عيونها وهي تروي قصته .
وبقلبها الذي يلهج بالدعاء تقول والدة الأسير الصوفي "لم أري ابني منذ أن اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 2007م , بعد أن اقتادته قوات الاحتلال من شمال قطاع غزة بلدة بيت حانون وأعصبت عيناه وقيدت يداه إلى الخلف في حينها لم يكن قد تجاوز عمره الستة عشر عاماً ".
وتضيف والدة الأسير نضال التي تجاوز عمرها 60 عاماً, " قوات الاحتلال منعتها من زيارة ابنها منذ لحظة اعتقاله , بعد أن وجهت له المحكمة الإسرائيلية تهمة بالتخطيط للمشاركة في عملية ضد قوات الاحتلال المتمركزة شمال القطاع , وتتساءل كيف لشاب صغير لم يتجاوز عمره (16) عاماً في حينها يقوم بالتخطيط لتنفيذ عملية" .
وتضيف أن الاحتلال الإسرائيلي وجه لابنها تهمه ليس لها أي صلة بالحقيقة, وحكمتهُ المحكمة الإسرائيلية عشرة أعوام ليقضى ريعان شبابه داخل السجن , وتكمل قولها " بعد أن حكم نضال لجئنا إلي محامي للمحاول لتخفيف الحكم عليه وقد تم ذلك بعد معاناة طويلة بتخفيض مدة الحكم إلي ستة سنوات " .
وعيونها تذرف دموع الفرح والسعادة تكمل والدة الأسير الصوفي حالها حال بقيت أمهات آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يحلمون باستقبال أبنائهم بعد سنوات الحرمان المتواصلة بمنعهم من رؤية فلذات أكبادهن فى الوقت التي عبرة عن تخوفها من أن تفارق الحياة قبل رأيته كحال والدة الأسير يحيى أحمد إسماعيل اصليح التي توفت في (26) أغسطس الجاري قبل أن تري ابنها بعد أن حرمها الاحتلال من رؤيته سنوات .
ويقضي نضال الصوفي سنته الأخيرة داخل سجن نفحه الصحراوي الذي يبعد 100 كم عن مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة , حيث يعد هذا السجن من أشد السجون الإسرائيلية وأقساها على الأسرى الفلسطينيين، ويحتوي سجن نفحة علي غرف العزل الانفرادي الذي يقضي داخلها الأسرى بما بات يعرف سياسة الموت التدريجي للأسري المعزولين .
وتنتظر في فارغ الصبر والدته بأن يخرج بعد أن تنتهي مدة محكومتيه التي لم يبقي منها سوي خمسة شهور فقط , لتعانقه بعد سنوات حرمت من رأيته, ولفتت في حديثها أنها تخشي من أن يلجأ الاحتلال لتأخير الإفراج عنه تحت حجج واهيه .
وكان قد سمح الاحتلال الإسرائيلي لعدد محدود من أهالي الأسرى الفلسطينيين بزيارة أبنائهم داخل السجون بعد سياسة الرفض التي مارسها الاحتلال منذ خمسة سنوات تقريباً علي أسري قطاع غزة .
و قد خرج أول أمس دفعة جديدة من أهالي أسرى قطاع غزة لزيارة معتقليهم في سجن "ايشل".حيث يبلغ عدد أهالي الأسري الذين تم السماح لهم بالزيارة وعددهم (62 )مواطناً لزيارة (39 )أسيراً فلسطينياً داخل السجون الإسرائيلية .
وأفادت مجموعه من أهالي الأسرى الذين تم السماح لهم بالزيارة أن الاحتلال يتعمد أهانتهم من خلال التفتيش المذل , وناشدوا الجهات الدولية وخاصة لجنة الصليب الأحمر بضرورة الضغط على الجانب الإسرائيلي للكف عن تلك الممارسات التي لا تمد للإنسانية في صله .