الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال القدس    تحقيق لـ"هآرتس": ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا    الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حاجز تياسير شرق طوباس    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال لمنزل في رفح جنوب قطاع غزة    الاحتلال يواصل اقتحام المغير شرق رام الله لليوم الثاني    جلسة لمجلس الأمن اليوم حول القضية الفلسطينية    شهيدان أحدهما طفل برصاص الاحتلال في بلدة يعبد    مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم  

"فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم

الآن

الكاتبة كاملة بدرانة وكتابها الجديد "سباحة بين الحروف"

في لقاء اجرته شبكة ايليا المقدسية مع الكاتبة الفلسطينية كاملة بدرانه، بمناسبة صدور كتابها الجديد "سباحة بين الحروف"، حيث جاءت نص المقابلة كالتالي:
حدثينا عنك، وعن أول محاولة لك في الكتابة؟
كاملة بدارنه من قرية عرّابة البطّوف في الجليل. أعمل مدرّسة للّغة العربيّة؛ كوني أعشق هذه اللّغة القرآنيّة المقدّسة التي تعزّز من هويّتي وانتمائي.
علاقتي باللّغة هي علاقة وطيدة جدّا بدأت منذ صغري، حيث كنت أقرأ أغلب ما يقع تحت يديّ من كتب أو جرائد ومجلّات وحتّى قصاصات ورقيّة ... وتعزّزت هذه العلاقة أثناء دراستي منذ المرحلة الإبتدائيّة وما بعدها في حصص الإنشاء، فكان للمدرسة والمعلّمين الدّور الأكبر في تنمية مهارة الكتابة الإبداعيّة والتّشجيع على القراءة والكتابة. وأذكر أنّه في المرحلة الثّانوية حصلت مرّة على القارئة الأولى، كوني قرأت خلال سنة اكثر من أربعين كتابا استعرتها من مكتبة المدرسة.
إنّ أوّل محاولة لي في الكتابة – غير حصص الإنشاء - كانت في الصّف العاشر. حيث كتبت قصّة قصيرة بعنوان (الهاربة). وهي قصّة فتاة قرويّة تحدّت كلّ الصّعاب للذّهاب إلى المدينة لإكمال تعليمها. ولكن هذه القصّة وغيرها ممّا كتبت لم تكن للنّشر، ولم أفكّر في نشرها. وللأسف كثيرة هي الخواطر والقصص التي كنت أكتبها وضاعت ...
ماذا يعني لك الكتاب؟ وما هو أول كتاب قرأتيه؟
الكتاب هو الأنا ( قل لي ماذا تقرأ، أقل لك من أنت). هو الشّريان الذي يغذّي الفكر والعاطفة... هو السّمير في ليالي القرّ والحرّ، والمؤنس الذي يبدّد وحشة الأيّام واللّيالي، والعزيز المساند حين يخذلني الآخرون... هو العالم الذي أسوح بين فيافيه، ومدن عشقي متى أشاء، ودونما حاجة للوقوف في ممّرات العبور... هو الماء الذي أكرعه إذا ما كادت غصّة الأيّام تخنقني.
لا أذكر بالضّبط ما هو أوّل كتاب قرأته، ربّما كان (الفضيلة) للمنفلوطي، أو رواية (ذهبَ مع الرّيح) لمرغريت ميتشل.
هل تتابعين القراءة عبر الانترنت أم عبر الكتاب؟ وأيهما تفضّلين؟
الإنترنت هو الوسيلة الحديثة للقراءة، ولا أستغني عن القراءة عبر هذه الوسيلة؛ لأنّها الأسهل في الحصول على الموّاد المطلوبة للقراءة، وقد تتوفّّر في مكتبات النّت كتب يصعب الحصول عليها أو تحتاج للكثير من البحث. وفي الوقت نفسه لا غنى عن الكتاب. فلاحتضانه ميزة خاصّة، ولا يمكن التّنازل عن العلاقة الحميميّة بيني وبين الأوراق، والطّقوس الخاصّة أحيانا بالقراءة، ومن هنا تكون الأفضليّة للكتاب الورقيّ وليست للمحوسب.
متى صدر لك أوّل كتاب؟ وما موضوعه؟
أوّل كتاب صدر لي عام ألفين (2000) عن مؤسسّة الأسوار العكيّة وهو كتاب (طار الطّير).
الكتاب دراستان عن الحكايات الشّعبيّة الفلسطينيّة. الأولى: صور المرأة ، والثّانية التّناص في الحكايات الشّعبيّة.
نبع الاهتمام بالحكايات الشّعبيّة وجمعها؛ كونها تشكّل جزءا من التّراث الشّعبي المحكي الذي يحتاج إلى التّدوين، بعد التّخلّي عن الحكواتي والحكايات في زمن الحاسوب والتّكنولوجيا المتطوّرة. هذه الحكايات التي عكست الأنماط الحياتيّة، والأفكار الشّعبيّة المتداولة بين النّاس، وتمثّل ( اللاوعي الجمعي) الذي تناقلته الأجيال، وكانت ذا أثر كبير على الأفراد والمجتمع .
حدثينا عن مجموعتك الجديدة (سباحة بين الحروف)، مضمونه، وسبب التّسمية.
سباحة بين الحروف مجموعة من النّثريّات ( خواطر وجذوات ).
القسم الأوّل يضمّ اثنتين وعشرين نثريّة، والقسم الثّاني مجموعة من الجذوات العاطفيّة والفكريّة.
تباينت مواضيع النّثريّات، فكانت خواطر عن الأمل، الفَقد وتأثيره، السّعادة والتّعاسة، الرّضا والقناعة، العلاقة بالأرض، الإخلاص والغدر، الصّبر وغير ذلك ممّا جاء مباشرا أو رمزا.
العنوان (سباحة بين الحروف) هو عنوان أوّل خاطرة كتبتها، وكانت سباحة بين حروف كلمة الرّحمة، ولاقت استحسانا شديدا من قبل كتّاب وأدباء رابطة الواحة (منتدى ثقافيّ)، وأذكر يومها راهن رئيس المنتدى الدّكتور سمير العمري على حرفي في كتابة الخواطر؛ إضافة لكتابة القصص القصيرة. وهذا ما شجّعني على الاستمرار في السّباحة، والغوص عميقا بمتعة ومحبّة.
ماذا تعني لك كلمة الأمل؟
الأمل كلمة كتبت عنها وكانت النّثريّة التي تصدّرت الكتاب وتحمل هذا العنوان، وسأقتبس منها بعض ما جاء عن الأمل :
هُوَ الدَّواءُ الذي نَبْتَلِعُهُ عِنْدَما تَسْبِقُ لامُ الكَلِمَةِ ميمَها؛ كَي نُهَدِّئَ مِن رَوْعِ وَوَجَعِ ما نَشْكو ؛ وَنَتَجاوَزَ المِحْنَةَ التي قَد تُقْعِدُنا عَنِ الكَثيرِ مِمّا يَهُمُّنا...
هُوَ التَّمَرُّدُ الذي يَشْهَرُ السِّلاحَ في وَجْهِ البَطْشِ وَالظُلْمِ الذي يَرْزَحُ تَحْتَهُ المَظْلومونَ .
إِنَّهُ الفَتيلُ الذي يُشْعِلُ الشَّرارَةَ الأولى، وَتوقَدُ مِن حُروفِهِ شُعْلَةُ الاستِمرارِ حَتّى تَحْقيقِ الانتِصارِ...
هُوَ خُيوطُ النّورِ المُضيئَةُ لِكَهْفِ النَّفْسِ التي خَبا نورُها... يَهديها بَعْدَ أَنْ ضَلَّتِ الطَّريقَ؛ لِكَثْرَةِ ما تَعَثَّرَتْ بِهِ مِنْ حَصى التّيهِ وَالغِوايَة، وَرَكَنَتْ في زَوايا الإِحْباطِ وَالرَّتابَة؛ تَنْدبُ حَظَّها بِالمَواويلِ وَالعَتابا...
هُوَ الماءُ الذي يَرْوي تَصَحُّرَ العاطِفَةِ بَعْدَ طولِ جَفافٍ، فَيُعيدُ لَها طُموحَها؛ لِتَنْتَعِشَ وَتورِقَ وَتُثْمِرَ وَتَتَغَنّى بِخُضْرَةِ الواحَةِ، التي تَتَرَبَّعُ تَحْتَ وارِفِ ظِلِّها، وَتَقْطِفَ مِنْ ثِمارِ نَخْلِها رُطَبَ الوِصالِ، وَتَصْنَعَ مِنْ جَريدِها تاجَ تَحقيقِ المُنى وَتَغييرِ الأَحْوالِ...
حدثينا عن المجموعة القصصيّة (ذات خريف) وكم قصة تضم ؟
مجموعة (ذات خريف) هي المجموعة الثّانية القصص القصيرة، والقصص القصيرة جدّا صدرت عن دار الجندي للنّشر في شهر أيّار من هذا العام (2012).
وقد حوت الأوراق خمس عشرة قصّة قصيرة، وأربعا وعشرين قصّة قصيرة جدّا.
هل هناك وحدة موضوعيّة أم تعدديّة في موضوعات القصص التي تكتبينها؟
طالما أنّ القصص كثيرة العدد، وليست رواية، فلا شكّ أنّ التّعدديّة في الموضوعات هي الصفّة المميّزة.
تناولت القصص قضايا حياتيّة تتعلّق بالأرض والإنسان ... السّمسرة وبيع الأراضي، علاقة الآباء بالأبناء سلبا وإيجابا، النّضال الوطني والسّجن، الحظ ، الظّلم، الصّداقة، الحبّ الفاشل والانتقام، التّطهير وخطاب الذّات، مشاكل نفسيّة وغير ذلك...
كم عدد الكتب التي أصدرتيها حتّى الآن؟ وما هي تخطيطاتك المستقبليّة؟
بلغ عدد الكتب أربعة هي :
طار الطّير ( دراستان في الحكايات الشّعبيّة) ، زخاّت المطر (قصص) ، ذات خريف( قصص) وسباحة بين الحروف ( خواطر وجذوات) .
التّخطيط المستقبلي – إن شاء الله – كتابان تراثيّان :
دراسة في الأغاني الشّعبية وهو جاهز للطّباعة
ودراسة في الأزياء الشّعبية في منطقة الجليل .
لماذا اخترت دار الجندي للنشر رغم وجود العديد من دور النشر بالأرض المحتلة ؟
اخترت دار الجندي للنّشر بإيعاز من الأخ الشّاعر رفعت زيتون ابن القدس، حيث طبع ونشر ديوانه الأوّل في دار الجندي، وعرض عليّ أن أطبع مجموعة (ذات خريف) هناك . وتمّ هذا بفضل جهوده مشكورا، وجهود الإخوة في دار الجندي. وكانت جودة الطّباعة والإكرام بالحضور إلى بلدتي، وإقامة معرض وحفل توقيع، وأمسية شعريّة لممّا يشجّع على العودة، والنّشر ثانية.
كلمة أخيرة ترغبين بقولها لدار الجندي للنشر ؟
بارك الله في جهودكم التي تتجاوز الهدف والمصلحة الذّاتيّة إلى المصلحة الوطنيّة، وخدمة الأدب والثّقافة الفلسطينيّة، والجمع بين أدباء الدّاخل الفلسطيني والضّفة، وإفساح المجال أمام الأقلام الشّابة للكتابة والنّشر من خلال المعارض الدّوليّة التي تشاركون بها، وتعرفون النّاس بالكتّاب ونتاجاتهم الأدبيّة والعلميّة.
وهذه خطوة هامّة في إعادة الاهتمام بالكتاب والقراءة التي قلّلت من الاهتمام بها شاشات التلفزيون والحاسوب، فالتّفكير والعمل على إعادة أهميّة الكتاب والمكتبة هما أمران يخدمان المصلحة الفرديّة الخاصّة والعامّة، ويشجّعان أمّة (اقرأ) على العودة للجذور والانطلاق للبحث والتّطوير.

 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024