تواصل فعاليات إحياء الذكرى الـ30 لوصول المقاتلين الفلسطينيين من لبنان إلى تونس
تواصلت فعاليات التظاهرة الثقافية العربية "لن ننسى" في مدينة "بنزرت" التونسية، في الذكرى الثلاثين لوصول الباخرة ""سولفرين"" اليونانية التي حملت المقاتلين الفلسطينيين من بنزرت إلى تونس، بعد خروجهم من لبنان عام 1982، بحضور سفير دولة فلسطين في تونس سلمان الهرفي.
واستهلت الفعالية التي نظمتها المندوبية الجهوية للثقافة، بزيارة قام بها الوفد الفلسطيني الذي ترأسته رئيسة اتحاد المرأة انتصار الوزير، إلى ميناء بنزرت التجاري، حيث رست السفينة التي حملت قيادة ومناضلي الثورة الفلسطينية في رحلتهم من بيروت إلى تونس.
وأكدت الوزير خلال كلمتها إصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة نضاله، من أجل التحرير والعودة، لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وشددت على أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصرة يتطلع إلى الأهل في تونس، باعتبارهم الداعمين لقضيته ونضاله العادل.
من جهته، عبر المدير العام لميناء "بنزرت" هشام البريري عن مساندة تونس للقضية الفلسطينية الأم، متمنيا للشعب الفلسطيني النصر واسترجاع الأراضي المحتلة.
وشاهد الوفد الفلسطيني استعراضا للزوارق التي تحمل العلم الفلسطيني، ثم قدمت إدارة الميناء هدايا تذكارية لقيادة الوفد، وهي عبارة عن لوحات زيتية للميناء.
ثم توجه الوفد إلى دار"الشيخ إدريس" الثقافية، للاطلاع على رسومات لمجموعة من الأطفال، تحت عنوان "فلسطين قضية أجيال"، ثم قدمت حلقات من الدبكة الفلسطينية، أمام مقر دار الثقافة، احتفالا بهذه الذكرى التي تنظم لأول مرة في تونس، منذ قدوم القيادة الفلسطينية إليها عام 1982.
وجاءت فعاليات الفترة المسائية تحت شعار "جلسة شهادات وقراءة الحدث"، استذكرت فيها انتصار الوزير الغارة الإسرائيلية على "حمام الشط"، والتي أسفرت عن استشهاد 86 فلسطينيا، واغتيال القائد خليل الوزير (أبو جهاد) في "سيدى بوسعيد"، وشهداء آخرين تمت تصفيتهم، منهم: صلاح خلف وهايل عبد الحميد وفخري العمري.
وأكدت أنه رغم كل إجراءات سلطات الاحتلال الإسرائيلي سنصمد ونبذل كل جهد متاح لانتزاع حقنا في سلخ الاحتلال من حياتنا وأرضنا.
بدوره، حذر رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني خالد مسمار، من المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى الذي تتهدده الحفريات الإسرائيلية بالانهيار، ثم انتقل للحديث عن رؤيته لرحلة الاغتراب الفلسطيني من بيروت إلى تونس، التي قال إنها شكلت له تجربة فريدة أطل من خلالها على حقيقة الثورة الفلسطينية التنظيمية والفكرية.
كما استعرض الظروف الإنسانية القاسية التي مرت بها عائلته، مثلها مثل الآلاف من أسر المقاتلين الفلسطينيين الذين تركوا عائلاتهم في بيروت، بسبب الحصار الإسرائيلي ومليشيات الكتائب الانعزالية.
فيما قدم الباحث في التاريخ المعاصر إدريس رائسي مداخلة بعنوان "مدينة الجلاء محطة جديدة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني"، ذكر خلالها بعمق العلاقة التاريخية بين الشعبين، مشيرا إلى أن محطة بنزرت هي امتداد لذلك التاريخ.
وردّد الباحث في وصفه للمأساة الفلسطينية عبارة الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، بأن قضية فلسطين "هي مظلمة القرن العشرين".
واختتمت الفعاليات بإقامة أمسية فنية وثقافية فلسطينية تونسية في الموقع الأثري "مقهى السور"، تخللها إلقاء قصائد باللغتين العربية والفرنسية من الشعر الفلسطيني والتونسي، كان أبرزها بعض المقتطفات من قصائد الشاعر الكبير محمود درويش ألقاها الكاتب طلال حماد.
كما قدمت خلال الأمسية مجموعة من الأغاني الفلسطينية والتونسية الملتزمة، لاقت تصفيقا حارا من الحضور الغفير الذي تابع وقائع الأمسية.