الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على حواجز نابلس    لازاريني: الأونروا هي الوصي الأمين على هوية لاجئي فلسطين وتاريخهم    شهداء في قصف الاحتلال منازل مواطنين في مدينة غزة    3 شهداء و10 مصابين في قصف الاحتلال شقة غرب غزة    الاحتلال يأخذ قياسات 3 منازل في قباطية جنوب جنين    فتح منطقة الشهيد عز الدين القسام الأولى والثانية إقليم جنين تستنكر قتل خارجين على القانون مواطنة داخل المدينة    استشهاد اب وأطفاله الثلاثة في قصف الاحتلال مخيم النصيرات    الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم طولكرم    الاحتلال يشدد من إجراءاته العسكرية شمال الضفة    50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة    دائرة مناهضة الأبارتهايد تشيد بقرار محكمة برازيلية يقضي بإيقاف جندي إسرائيلي    المجلس الوطني يحذر من عواقب تنفيذ الاحتلال قراره بحظر "الأونروا"    14 شهيدا في قصف الاحتلال مناطق عدة من قطاع غزة    16 شهيدا في قصف للاحتلال على وسط قطاع غزة    نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله  

نادي الأسير: المخاطر على مصير الدكتور أبو صفية تتضاعف بعد نفي الاحتلال وجود سجل يثبت اعتقاله

الآن

المخدرات... طريق "الضالين..الصايعين..الضايعين" !

أن تلتقي في الشارع بأحد الشبان من مدمني المواد المخدرة وقد أصيب بحالة من الهذيان، فذلك ظاهرة عادية وغير باعثة على التساؤل، لكن أن يتحدث أحدهم ، مؤكدا وعيه الكامل بطبيعة الضياع الذاهب إليه وعلى"ضرورة التدخل لإنقاذ الشبان المتعاطين للمخدرات" لأن ذلك "يدمرهم ويدمر المجتمع"، فتلك مسألة تستحق الإنتباه ...
الشاب "س . أ" المدمن على تعاطي "الحشيش"، تحدث إلى "القدس"  كما لو أنه مرشدا إجتماعيا واعيا للمخاطر التي ينطوي عليها سلوكه وآخرين على شاكلته .
قال أن انتشار المخدرات "سياسة يتبعها الإحتلال الإسرائيلي لجعل الشباب فاقدين لطاقاتهم ولحسهم بالمسؤولية"، لافتا إلى أن "الأخطر" فيما يتصل بالظاهرة، هو أن تعاطي المواد المخدرة منتشر في بعض المقاهي، ومحذرا في الوقت من أن استمرار غياب الإنتباه عن مواجهتها، قد يفاقم من الصعوبات في التصدي لها و معالجتها لاحقا !
بخلاف "س . أ" – المدمن " الواعي" لضرورة مواجهة إنتشار المخدرات، أشار مدمن آخر يمكن الإشارة إليه بالرمز "ع . م" إلى أن تعاطيه لها ما هو إلا نوع من " الفنطزية" و " وسيلة لتفريغ الضغوط" التي يعيشها، موضحا أن الكثيرين من المتعاطين للمواد المخدرة، إنما يتعاملون معها بسبب إنعدام فرص العمل أو بفعل مشكلات إجتماعية محددة داخل أسرهم أو في محيطها .
وبينما يرى العديد من الشبان الذين التقتهم  "القدس" أن انتشار تعاطي المخدرات بدرجة مقلقة في المحافظات المختلفة، وإن بتفاوت، يعود إلى غياب التنظيمات الشعبية المهتمة بمقاومة الظاهرة، وغياب اشراك الشباب في القضايا الوطنية والاجتماعية، وبـ"الانفتاح" و الميل إلى الفضول و "المغامرة"...إلى جانب الأخطاء في معالجة الظاهرة كممارسة العنف لإجبار المتعاطين على الإقلاع عنها ، قال ماجد علوش مدير عام "جمعية الصديق الطيب" التي تعنى بنشر الوعي حول مخاطر المخدرات و بمعالجة حالات الادمان عليها – قال: أن من بين الدوافع لتعاطي المخدرات و الإدمان عليها " قسوة الفراغ و الشعور بالاغتراب"، إضافة إلى غياب الأفق فيما يتصل بالوضع السياسي و الإقتصادي في الضفة، لافتا إلى أن تعاطي المواد المخدرة "ليس له علاقة بالمستوى الوظيفي، بل هو قضية شخصية، والمجتمع الفلسطيني بشكل عام يمر في حالة من الإحباط" .
"علوش" الذي أكد أن تناول المواد المخدرة "يفتك" بخلايا الدماغ التي تعتبر غير قابلة للتجدد، و يحدث مشاكل جينية تنتقل بالوراثة ؛ بينها استعداد الأبناء وراثيا لتعاطي المخدرات.. أشار إلى أن "الحشيشة" هي الاكثر انتشارا في فلسطين، وهي – بخلاف ما يروج له تجار المخدرات - تؤدي للادمان كغيرها من الأنواع، لافتا إلى أن سهولة حصول المدمنين على المخدرات و محدودية وسائل المكافحة المتوفرة، إلى جانب غياب إرادة وطنية حقيقية ( عبر قوانين أكثر فعالية و ترابط جدي بين مختلف المؤسسات المهتمة ) كل ذلك – كما قال - يقلل من القدرة على مكافحتها. في الإطار، قال العقيد عبد الجبار برقان المسؤول في شرطة مكافحة المخدرات، ان فئة الشباب هي الاكثر استهدافا لدى مروجي المواد المخدرة، ومع ذلك – كما أشار مستدركا - فالمجتمع الفلسطيني لا يعتبر موبوءا قياسا إلى مجتمعات أخرى، موضحا أن المخدرات المنتشرة في الأراضي الفلسطينية تأتي من المدن الإسرائيلية، ويجري توزيعها بطريقة ممنهجة تستهدف توسيع نشرها بين الشباب الفلسطيني ، بما في ذلك عبر إغراق السوق بالمخدرات بدرجة تخفض من أسعارها، مشيرا إلى أن جهود شرطة مكافحة المخدرات تشمل ملاحقة المروجين و المتعاطين و تقديمهم للمحاكم، إضافة إلى القيام ببرامج توعوية لطلبة المدارس.
ويتابع العقيد برقان في حديثه: الجهود المبذولة في مجال مكافحة المواد المخدرة تظل غير كافية ؛ فالمؤسسات الخاصة العاملة في هذا لمجال غير كافية ، عدا عن أن تلك المؤسسات لا يجمعها جسم تنسيقي موحد يهتم بوضع إستراتيجية و طنية لمواجه مخاطر إنتشار وتعاطي المواد المخدرة .
عن القدس

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2025