اسعار الوقود تصب"البنزين"على نارالغضب الهاجعة تحت الرماد
جانب من الاحتجاج على غلاء المعيشة
لا أحد من الخبراء في "علم الإجتماع السياسي"، كما لا أحد من المواطنين غير المتعلمين في الأراضي الفلسطينية، كان يحتاج إلى مزيد من الخبرة، لكي يتنبأ بأن تزايد معدلات الفقر والبطالة..ثم موجات متتالية من الغلاء لمواد استهلاكية أساسية، ستوقظ السخط لدى أوساط أوسع وأوسع من الشعب الفلسطيني...
الشارع الفلسطيني الذي تعود الخروج في تظاهرات ضد الإحتلال و إنتهاكاته المختلفة، خرج أخيرا و بأعداد لافتة في تظاهرات ضد الفقر و البطالة و زيادة الضرائب و الغلاء، بينما كشفت مواقع التواصل الإجتماعي عن وصول حالة السخط مدى لم يعد المواطنون قادرين على كتمانه، فكان أن تطورت الاحتجاجات المحدودة إلى تظاهرات أوسع؛ بانضمام المزيد من الفئات الإجتماعية المتضررة .
ملامح السخط التي انفلتت في الخليل و رام الله و غير مدينة بالضفة خلال اليومين، كانت لاحت بوادرها قبل شهر أو أكثر، عبر فعاليات إحتجاجية محدودة "هنا" أو "هناك"، إلا أن الإعلان الأخير عن رفع أسعار الوقود، "أضاف قدرا إضافيا من البنزين على نار السخط الإجتماعي التي كانت تحت الرماد"، كما قالت إمرأة من رام الله كانت تتوقع أن تندلع أشكال مختلفة من الإحتجاجات، ضد الغلاء و الإحتلال و بسبب غياب أي أفق سياسي .
الشعارات المتنوعة التي رفعها المحتجون على الغلاء والبطالة في مدن الضفة، أمس أول أمس، طالبت حكومة الدكتور سلام فياض بـ"إيجاد الحلول المناسبة" للحد من ملاحقة أشباح الغلاء للمواطنين، بينما أظهرت تلك الشعارات ، من طراز " الجوع كافر" و "رغيف الخبز الفلسطيني أغلى رغيف في العالم" و "جرة الغاز أغلى من الطبخة" - أظهرت كيف أن موجات الغلاء المتتابعة بدأت في نهش أمعاء المواطنين، متجاوزة الفئات الأكثر فقرا إلى فئات جديدة كانت حتى وقت قريب "مستورة الحال" .
المواطنة أماني فقها الأم لطفلة حديثة الولادة، أبدت في حديث مع دوت كوم ، أمس، "إستعجابها" (؟!) حيال قدرة أسرة من 7 أفراد وذات دخل محدود على تدبر عيشها، موضحة أنها و زوجها عاملان ولا يستطيعان توفير كل احتياجات الأسرة المؤلفة من 3 أفراد، أحدهم طفلة رضيعة !..فيما أشار المواطن فراس عمر، وهو موظف حكومي يحصل على راتب يبدو"مقزما" أمام المصاريف " العملاقة" التي تنتظره نهاية كل شهر –أشار إلى أن موجات الغلاء التي لم يقابلها أي جهود لتدعيم الأسعار أو رفع المرتبات، أو توفير فرص عمل جديدة..كل ذلك من شأنه أن يزيد من حالة الإحباط و السخط التي يعيشها المواطنون .
من جهته، يرى المواطن محمد مطر، أن حالة الضغط المتزايدة على المواطنين الفلسطينيين بفعل انتهاكات الإحتلال المتنوعة، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر و البطالة ثم "الارتفاع الجنوني" للأسعار، وفرا أسبابا كافية للخروج إلى الشوارع، لافتا إلى أن رغيف الخبز الفلسطيني "بات الأغلى سعرا في العالم" فيما ارتفعت اسطوانة غاز الطبخ 8 شيكلات، بينما يتسبب ارتفاع أسعار المحروقات ( السولار والبنزين ) في زيادة أجرة المواصلات ثم زيادة أخرى لأسعار المواد التموينية .
وفيما تظهر بيانات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن عدد العاطلين عن العمل في فلسطين بلغ في الربع الثاني من العام الجاري نحو 232 ألفا ( منهم نحو 127 ألفا في الضفة و نحو 105 آلاف في قطاع غزة )، توقع المحلل السياسي محمود الجعفري ان تزداد نسبة الفقر في فلسطين بمعدلات مرتفعة مع زيادة ارتفاع الاسعار و استقرار الدخول، مرجعا إرتفاع الأسعار إلى إرتباط الإقتصاد الفلسطيني بالإقتصاد الإسرائيلي، مشيرا في هذا المجال إلى أن الأسرة التي كانت تستهلك قبل موجة الغلاء موادا تموينية بقيمة ألف شيكل ستحتاج الآن إلى ألف و ثلاثماية شيكل على الأقل .
عن القدس
الشارع الفلسطيني الذي تعود الخروج في تظاهرات ضد الإحتلال و إنتهاكاته المختلفة، خرج أخيرا و بأعداد لافتة في تظاهرات ضد الفقر و البطالة و زيادة الضرائب و الغلاء، بينما كشفت مواقع التواصل الإجتماعي عن وصول حالة السخط مدى لم يعد المواطنون قادرين على كتمانه، فكان أن تطورت الاحتجاجات المحدودة إلى تظاهرات أوسع؛ بانضمام المزيد من الفئات الإجتماعية المتضررة .
ملامح السخط التي انفلتت في الخليل و رام الله و غير مدينة بالضفة خلال اليومين، كانت لاحت بوادرها قبل شهر أو أكثر، عبر فعاليات إحتجاجية محدودة "هنا" أو "هناك"، إلا أن الإعلان الأخير عن رفع أسعار الوقود، "أضاف قدرا إضافيا من البنزين على نار السخط الإجتماعي التي كانت تحت الرماد"، كما قالت إمرأة من رام الله كانت تتوقع أن تندلع أشكال مختلفة من الإحتجاجات، ضد الغلاء و الإحتلال و بسبب غياب أي أفق سياسي .
الشعارات المتنوعة التي رفعها المحتجون على الغلاء والبطالة في مدن الضفة، أمس أول أمس، طالبت حكومة الدكتور سلام فياض بـ"إيجاد الحلول المناسبة" للحد من ملاحقة أشباح الغلاء للمواطنين، بينما أظهرت تلك الشعارات ، من طراز " الجوع كافر" و "رغيف الخبز الفلسطيني أغلى رغيف في العالم" و "جرة الغاز أغلى من الطبخة" - أظهرت كيف أن موجات الغلاء المتتابعة بدأت في نهش أمعاء المواطنين، متجاوزة الفئات الأكثر فقرا إلى فئات جديدة كانت حتى وقت قريب "مستورة الحال" .
المواطنة أماني فقها الأم لطفلة حديثة الولادة، أبدت في حديث مع دوت كوم ، أمس، "إستعجابها" (؟!) حيال قدرة أسرة من 7 أفراد وذات دخل محدود على تدبر عيشها، موضحة أنها و زوجها عاملان ولا يستطيعان توفير كل احتياجات الأسرة المؤلفة من 3 أفراد، أحدهم طفلة رضيعة !..فيما أشار المواطن فراس عمر، وهو موظف حكومي يحصل على راتب يبدو"مقزما" أمام المصاريف " العملاقة" التي تنتظره نهاية كل شهر –أشار إلى أن موجات الغلاء التي لم يقابلها أي جهود لتدعيم الأسعار أو رفع المرتبات، أو توفير فرص عمل جديدة..كل ذلك من شأنه أن يزيد من حالة الإحباط و السخط التي يعيشها المواطنون .
من جهته، يرى المواطن محمد مطر، أن حالة الضغط المتزايدة على المواطنين الفلسطينيين بفعل انتهاكات الإحتلال المتنوعة، إلى جانب ارتفاع معدلات الفقر و البطالة ثم "الارتفاع الجنوني" للأسعار، وفرا أسبابا كافية للخروج إلى الشوارع، لافتا إلى أن رغيف الخبز الفلسطيني "بات الأغلى سعرا في العالم" فيما ارتفعت اسطوانة غاز الطبخ 8 شيكلات، بينما يتسبب ارتفاع أسعار المحروقات ( السولار والبنزين ) في زيادة أجرة المواصلات ثم زيادة أخرى لأسعار المواد التموينية .
وفيما تظهر بيانات الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء أن عدد العاطلين عن العمل في فلسطين بلغ في الربع الثاني من العام الجاري نحو 232 ألفا ( منهم نحو 127 ألفا في الضفة و نحو 105 آلاف في قطاع غزة )، توقع المحلل السياسي محمود الجعفري ان تزداد نسبة الفقر في فلسطين بمعدلات مرتفعة مع زيادة ارتفاع الاسعار و استقرار الدخول، مرجعا إرتفاع الأسعار إلى إرتباط الإقتصاد الفلسطيني بالإقتصاد الإسرائيلي، مشيرا في هذا المجال إلى أن الأسرة التي كانت تستهلك قبل موجة الغلاء موادا تموينية بقيمة ألف شيكل ستحتاج الآن إلى ألف و ثلاثماية شيكل على الأقل .
عن القدس