اراضي "بيت اجزا" الزراعية محجوزة مع وقف التنفيذ
مزارع فلسطيني يشير الى ارضه خلف الجدار
ان تكون مزارعا و لا تستطيع الوصول لارضك المكسوة بالخضار من الطيبات وهي امام ناظريك ،هو كمن يرى الجنة و ممنوع من دخولها، بالحصر اذا ما كان المزارع قد عاش و اعتاش طوال سنين عمره من الارض، حتى نشأت بينهم علاقة الاب في البنين .
هذا هو حال عشرات المزارعين من قرية بيت اجزا شمال غرب القدس منذ 4 اعوام بعد ان نصبت سلطات الاحتلال جدارا حديديا بثلاث بوابات ، يفصل 600 دونم من الارضي المزروعة عن امتدادها الطبيعي "بيت اجزا" . ولانها قريبة من مستوطنة غفعون حداشا المتاخمة للبلدة ، صار هناك مجال للحجج الامنية المخترعة التي سمحت لسلطات الاحتلال بالتنكيل في الشجر و البشر ،فبدل ان يبدء المزارع موسمه بالاستعداد لحصاد ما زرع وهو الذي مفعما بالنشاط والحيوية مع اسرته التي تعاونه ، صار يبدؤه بسلسلة من الاجراءات "التنكيدية المختلقة" ليثبت ان له ارضا خلف الحدودالمصطنعة وليدرج اسمه بالكشوف التي تمتلكها سلطات الاحتلال، و اذا ما كنت من "غير المحظوظين" ووقعت بفخ الاخطاء الاملائية لان المجند الذي ينقل الاسماء يستعصي عليه نطق حرف "ح" فيكتبه "خ" ،فذلك يعني ان تعود خالي الوفاض ،وتمنع من الوصول لارضك او الاقتراب من البوابات المشرعة والتي يلتف حولها جنود مسعورين ما ان يقترب منها عابر سبيل اسمه غير مدرج بالكشوف حتى يبدئوا بالصراخ واعلان حالة الطواريء وكانهم وجدوا ضالتهم لممارسة حقدهم بفرض السيطرة و التجبر على كل من يتواجد حولهم.
المزارع رفيق عبد الوهاب "ابو رافت"ابو الذي يعيش ستينيات عمره ويملك 45 دونم من الارض المحجوزة مع وقف التنفيذ ، يقف بعيدا عنها عشرات الامتار بعد ان منعه الاحتلال من الوصول اليها بسبب خطأ املائي غير اسمه في الكشوف و لم يتطابق مع بطاقة الهوية الشخصية.
يقول " ارضي قريبة على عيني بعيدة عن متناول يدي ، هذه الارض تشعر بغيابي عنها كما افتقدها ايضا وسترى الحزن باغصان اشجارها المتيبسة لقلة العناية بها قسرا.
ويضيف " انا لم اعد استطيع العناية بارضي كما في السابق ليس كسلا او قلة حيلة ، وانما لاني لم اعد قادرا للوصول اليها يوميا و العمل لوقت متاخر ، فمنذ 4 اعوام ونحن على هذا الحال فما ان نبدء نهارنا في العمل ، بعد السماح لنا بالدخول لمدة 4 ايام حتى ياتيك المجند ليقول لك ان الوقت لمحدد لهذا النهار قد انتهى ، وفي موسم القطاف يؤخروا دخولنا قصدا حتى تتلف المحاصيل ونعود خاليي الوفاض .
و يستذكر ابو رافت سنين عمره التي قضاها في الارض منذ صباه ،فهي ارث عائلي لم يتنازلوا عنه في احلك الظروف و اشدها قسوة ،مبينا ارتباطه بها منذ نعومة اظافره حتى اشتد ساعده وللتو بعد ما غزا الشيب شعره.
ويقول" ان هدف الاحتلال من فصل المزارعين عن ارضهم والتي هي مدخل رزقهم وارثهم الحضاري الممتد منذ مئات السنين هو التنكيل بالبشر والشجر لاضجار المزارعين وليصل بهم الحال لتسريب اراضيهم للمستوطنين".
ابو رافت بعد ان وصل به التفكير باسباب التنكيل بالمزارعين و محاولاتهم المستمرة لقتل الشجر ما زال مصمما على البقاء فيها حتى وان لم تعد هذه الارض تعطيه من خيراتها كما سابق عهدها فهو يصف علاقته بالارض كعلاقته باحد ابنائة فلا يستطيع التخلي عن فلذة كبده اذا ما الدهر اقعده.
اما رئيس مجلس محلي بيت اجزا احمد ديوان والذي يملك بضع دونمات خلف الاسلاك الشائكة والبوابات المشرعة، يقول ان معظم سكان القرية يعتاشوا من الفلاحة ملاكا او عمالا ، وفصل الاراضي الزراعية عن امتدادها الطبيعي "بيت اجزا" سبب معانة كبيرة و خسارة فادحة للمواطنين .
ويقول " ان الثمار بدل ان تقطف تاكلها خنازير ا لمستوطنين والطيور السارحة ، لان سلطات الاحتلال تعمل دوما على تأخير دخول المزارعين لاراضيهم قصدا فلا يستفيدوا من الثمار ولا يستطيعوا زراعة الاشجار.
ويضيف ان سلطات الاحتلال حاولت التفاوض معهم للسماح لهم بالوصول لاراضيهم باستصدار تصاريح ، وهذا يعني اعتراف ضمني بدخول اراضي تمتلكها اسرائيل ، ووحده يكفي لان تثبت ملكيتها للارضي بطرقهم الملتوية، وبدل ان يكون المزارعين ملاك الارض باوراق ثبوتية يمتلكونها منذ الانتداب البريطاني و الحكم الاردني يصبحوا بين ليلة وضحاها عمال في اراضي تابعة للمستوطنين.
ويرى ديوان ان الهدف من بناء الجدار الشائك والتنكيل بالمواطنين هو لتصحير الارض بقتل الاشجار الزراعية ،لتصبح مؤهلة للاستيلاء عليها و بناء المزيد من الوحدات الاستطانية و ضمها لمستوطنة غفعون حداشا المتاخمة لها بعد ان فقدوا الامل من مقدرتهم على اقناع المزارعين التخلي عنها.
الا ان ابو رافت يقول ان اشجار السرو التي تظهر من خلف الجدر الحديدي والتي زرعها ولده قبل الاحتلال الاسرائيلي، هي و"سقيفة" كان قد بناها لتكون ملاذا له من حر الشمس وبرد الشتاء بعد عناء العناية بالارض ، تكفي لان تثبت حقه الذي اوصى ابناءه بالحفاظ عليه من بعده.
عن القدس
هذا هو حال عشرات المزارعين من قرية بيت اجزا شمال غرب القدس منذ 4 اعوام بعد ان نصبت سلطات الاحتلال جدارا حديديا بثلاث بوابات ، يفصل 600 دونم من الارضي المزروعة عن امتدادها الطبيعي "بيت اجزا" . ولانها قريبة من مستوطنة غفعون حداشا المتاخمة للبلدة ، صار هناك مجال للحجج الامنية المخترعة التي سمحت لسلطات الاحتلال بالتنكيل في الشجر و البشر ،فبدل ان يبدء المزارع موسمه بالاستعداد لحصاد ما زرع وهو الذي مفعما بالنشاط والحيوية مع اسرته التي تعاونه ، صار يبدؤه بسلسلة من الاجراءات "التنكيدية المختلقة" ليثبت ان له ارضا خلف الحدودالمصطنعة وليدرج اسمه بالكشوف التي تمتلكها سلطات الاحتلال، و اذا ما كنت من "غير المحظوظين" ووقعت بفخ الاخطاء الاملائية لان المجند الذي ينقل الاسماء يستعصي عليه نطق حرف "ح" فيكتبه "خ" ،فذلك يعني ان تعود خالي الوفاض ،وتمنع من الوصول لارضك او الاقتراب من البوابات المشرعة والتي يلتف حولها جنود مسعورين ما ان يقترب منها عابر سبيل اسمه غير مدرج بالكشوف حتى يبدئوا بالصراخ واعلان حالة الطواريء وكانهم وجدوا ضالتهم لممارسة حقدهم بفرض السيطرة و التجبر على كل من يتواجد حولهم.
المزارع رفيق عبد الوهاب "ابو رافت"ابو الذي يعيش ستينيات عمره ويملك 45 دونم من الارض المحجوزة مع وقف التنفيذ ، يقف بعيدا عنها عشرات الامتار بعد ان منعه الاحتلال من الوصول اليها بسبب خطأ املائي غير اسمه في الكشوف و لم يتطابق مع بطاقة الهوية الشخصية.
يقول " ارضي قريبة على عيني بعيدة عن متناول يدي ، هذه الارض تشعر بغيابي عنها كما افتقدها ايضا وسترى الحزن باغصان اشجارها المتيبسة لقلة العناية بها قسرا.
ويضيف " انا لم اعد استطيع العناية بارضي كما في السابق ليس كسلا او قلة حيلة ، وانما لاني لم اعد قادرا للوصول اليها يوميا و العمل لوقت متاخر ، فمنذ 4 اعوام ونحن على هذا الحال فما ان نبدء نهارنا في العمل ، بعد السماح لنا بالدخول لمدة 4 ايام حتى ياتيك المجند ليقول لك ان الوقت لمحدد لهذا النهار قد انتهى ، وفي موسم القطاف يؤخروا دخولنا قصدا حتى تتلف المحاصيل ونعود خاليي الوفاض .
و يستذكر ابو رافت سنين عمره التي قضاها في الارض منذ صباه ،فهي ارث عائلي لم يتنازلوا عنه في احلك الظروف و اشدها قسوة ،مبينا ارتباطه بها منذ نعومة اظافره حتى اشتد ساعده وللتو بعد ما غزا الشيب شعره.
ويقول" ان هدف الاحتلال من فصل المزارعين عن ارضهم والتي هي مدخل رزقهم وارثهم الحضاري الممتد منذ مئات السنين هو التنكيل بالبشر والشجر لاضجار المزارعين وليصل بهم الحال لتسريب اراضيهم للمستوطنين".
ابو رافت بعد ان وصل به التفكير باسباب التنكيل بالمزارعين و محاولاتهم المستمرة لقتل الشجر ما زال مصمما على البقاء فيها حتى وان لم تعد هذه الارض تعطيه من خيراتها كما سابق عهدها فهو يصف علاقته بالارض كعلاقته باحد ابنائة فلا يستطيع التخلي عن فلذة كبده اذا ما الدهر اقعده.
اما رئيس مجلس محلي بيت اجزا احمد ديوان والذي يملك بضع دونمات خلف الاسلاك الشائكة والبوابات المشرعة، يقول ان معظم سكان القرية يعتاشوا من الفلاحة ملاكا او عمالا ، وفصل الاراضي الزراعية عن امتدادها الطبيعي "بيت اجزا" سبب معانة كبيرة و خسارة فادحة للمواطنين .
ويقول " ان الثمار بدل ان تقطف تاكلها خنازير ا لمستوطنين والطيور السارحة ، لان سلطات الاحتلال تعمل دوما على تأخير دخول المزارعين لاراضيهم قصدا فلا يستفيدوا من الثمار ولا يستطيعوا زراعة الاشجار.
ويضيف ان سلطات الاحتلال حاولت التفاوض معهم للسماح لهم بالوصول لاراضيهم باستصدار تصاريح ، وهذا يعني اعتراف ضمني بدخول اراضي تمتلكها اسرائيل ، ووحده يكفي لان تثبت ملكيتها للارضي بطرقهم الملتوية، وبدل ان يكون المزارعين ملاك الارض باوراق ثبوتية يمتلكونها منذ الانتداب البريطاني و الحكم الاردني يصبحوا بين ليلة وضحاها عمال في اراضي تابعة للمستوطنين.
ويرى ديوان ان الهدف من بناء الجدار الشائك والتنكيل بالمواطنين هو لتصحير الارض بقتل الاشجار الزراعية ،لتصبح مؤهلة للاستيلاء عليها و بناء المزيد من الوحدات الاستطانية و ضمها لمستوطنة غفعون حداشا المتاخمة لها بعد ان فقدوا الامل من مقدرتهم على اقناع المزارعين التخلي عنها.
الا ان ابو رافت يقول ان اشجار السرو التي تظهر من خلف الجدر الحديدي والتي زرعها ولده قبل الاحتلال الاسرائيلي، هي و"سقيفة" كان قد بناها لتكون ملاذا له من حر الشمس وبرد الشتاء بعد عناء العناية بالارض ، تكفي لان تثبت حقه الذي اوصى ابناءه بالحفاظ عليه من بعده.
عن القدس