بيت لحم .. صناعة خشب الزيتون.. حرفة في مواجهة الحصار!
ثمة أشياء كثيرة لافتة في بيت لحم الفلسطينية حيث ولد المسيح، إذا ما كنت حاجاً إلى كنيستها أو زائراً بغرض التعرف على ملامح مدينة تاريخية ومقدسة، حيث في كل ركن أو زقاق بعض ما يشير إلى "الحكاية" المحفوظة عن ظهر قلب للعائلة المقدسة، كما وردت في الأناجيل الأربعة...
من بين تلك الأشياء، كما يقول أبناء المدينة، صناعة التماثيل من خشب الزيتون التي تقدم مقاربة "فنية" وملموسة لطبيعة الحياة التي عاشتها العائلة ( مريم العذراء و ابنها المسيح و مار يوسف ) و الملوك و الرعاة و "حكماء المدينة الثلاثة"، وحتى بعض الحيوانات التي كانت و لا تزال جزء من المشهد الطبيعي في فلسطين كالبقر والخراف والجمال..إضافة إلى صناعة مجسمات لأمكن مقدسة أخرى كقبة الصخرة والمسجد الأقصى .
صناعة التماثيل و المجسمات من خشب الزيتون "المبارك" أو من مادة الصدف المستوردة التي غدت صعبة المنال، باتت في مواجهة حالة حصار تكاد تصيبها بـ"الإختناق" – كما يقول – جاك جقمان المتخصص في صناعة خشب الزيتون، مشيرا إلى أن "الحالة" ناجمة عن جملة من الأسباب التي ينتجها ، بشكل رئيس، الإحتلال الإسرائيلي؛ بينها انحسار عدد الحجاج والسائحين بفعل المزاعم الإسرائيلية التي تروج عن وجود المشاكل "الأمنية" و "جدار الفصل العنصري" الذي يعزل المدن الفلسطينية عن مساحات واسعة من كروم الزيتون ( عائلة جقمان فقدت بفعل الجدار ما يزيد على 60 في المئة من كروم الزيتون العائدة إليها ) و"الأسعار الخيالية" لخشب الزيتون، ما تسبب في زيادة أسعار المنتجاته المصنعة منه و بالتالي عزوف الكثير من الزوار عن شرائها، إضافة إلى وضع الإحتلال عراقيل مختلفة لبيع المنتجات من خشب الزيتون في القدس، بما في ذلك عبر فرضه رسوما باهظة على إدخالها المدينة لا يستطيع التجار الصغار دفعها . إلى جانب الأسباب التي ينتجها الإحتلال، أشار أصحاب مشاغل لإنتاج التحف و التماثيل من خشب الزيتون إلى ما اعتبروه تقصيرا من المؤسسات الفلسطينية المختصة، سيما "الكسل" في تطوير تلك الصناعة و انعدام الرقابة وغياب قانون ينظمها وعدم الإهتمام – بحسب نبيل جقمان - بتشجيع وتطوير المرافق السياحية في بيت لحم منذ عدة سنوات، محذرا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه مدة 10 سنوات أخرى،" قد يقود إلى جعل حرفة الحفر في خشب الزيتون جزءا من الماضي" !..فيما يلفت خليل صلاحات، وهو صاحب متجر لبيع منتجات خشب الزيتون، إلى منافسة المنتجات الصينية المقلدة للمنتجات الفلسطينية وبيعها بأسعار أقل بكثير .
في المجال ذاته، قال منير سلامة المتخصص في قص وتقطيع الأخشاب(41 عاما )، أن الوضع الصعب الذي تواجهة صناعة خشب الزيتون في بيت لحم، دفع أصحابها إلى اللجوء لتصدير منتجاتهم إلى دول الإتحاد الأوروبي وأميركا، بالرغم من الكثير من الصعوبات.
مصادر وزارة السياحة في السلطة الوطنية الفلسطينية أشارت في دراسة أعدت عام 2004 إلى وجود نحو 107 مشاغل عاملة في خشب الزيتون في محافظة بيت لحم ( كانت قبل 12 عاما نحو 270 مشغلا ) إضافة إلى وجود 67 متجرا لبيع المنتجات خشب الزيتون.
وتشير الى أن السائحين الاجانب يصرفون 90 في المئة من نفقاتهم داخل المدن الإسرائيلية، وهو مؤشر – كما تقول – يشرح جزءا من المشكلات التي تعيشها صناعة خشب الزيتون في فلسطين ، وهي مشكلات استدعت من الوزارة إطلاق "خطة استراتيجية" لتطوير قطاع السياحة في بيت لحم تقوم على بناء شراكة بين القطاعين العام و الخاص.
ويشير عادل درعاوي المتخصص في الحفر على الخشب منذ كان عمره 11 عاما ( هو الآن بعمر 47 عاما ) إلى أن الميزة التي جعلت من خشب الزيتون المادة الأفضل لصناعة التماثيل، تأتي "، إضافة إلى كون الخشب من شجرة مباركة، من "التعريقات" المتشابكة و بنية اللون بدرجات متفاوتة التي يحملها، موضحا في سياق شرحه لطبيعة المهنة أن صناعة خشب الزيتون تمر بمراحل مختلفة، تبدأ من تجفيف الخشب بعد الحصول علية، ثم فرز الأخشاب بحسب الحجم الملائم لكل قطعة فنية يراد تصنيعها..ثم تصميم التحفة الفنية ووضعها في آلة مهمتها الحفر الأولي للحصول على شكل عام للتحفة، وأخيرا تأتي مهمة العمال المهرة لإكساب التحفة شكلها النهائي، قبل حفها وتنعيمها باستخدام "ورق الزجاج الناعم" ثم طلاؤها بمادة ملمعة تسمى "أللكر" أو تركها كما هي - بحسب طلب الزبون.
و تبقى الإشارة إلى أن العاملين في صناعة خشب الزيتون يواجهون الكثير من المخاطر "القاتلة" كما يقول عنان فرج ( 33 عاما ) المتخصص في حفر الخشب، أهمها تلك التي قد يتعرضون أثناء استخدامهم آلات و أدوات الحفر على الخشب، ذلك أن أي خطأ في التعامل معها قد يفقدهم أعضاء من أجسادهم، وبالتحديد اليدين والأصابع !
عن القدس
من بين تلك الأشياء، كما يقول أبناء المدينة، صناعة التماثيل من خشب الزيتون التي تقدم مقاربة "فنية" وملموسة لطبيعة الحياة التي عاشتها العائلة ( مريم العذراء و ابنها المسيح و مار يوسف ) و الملوك و الرعاة و "حكماء المدينة الثلاثة"، وحتى بعض الحيوانات التي كانت و لا تزال جزء من المشهد الطبيعي في فلسطين كالبقر والخراف والجمال..إضافة إلى صناعة مجسمات لأمكن مقدسة أخرى كقبة الصخرة والمسجد الأقصى .
صناعة التماثيل و المجسمات من خشب الزيتون "المبارك" أو من مادة الصدف المستوردة التي غدت صعبة المنال، باتت في مواجهة حالة حصار تكاد تصيبها بـ"الإختناق" – كما يقول – جاك جقمان المتخصص في صناعة خشب الزيتون، مشيرا إلى أن "الحالة" ناجمة عن جملة من الأسباب التي ينتجها ، بشكل رئيس، الإحتلال الإسرائيلي؛ بينها انحسار عدد الحجاج والسائحين بفعل المزاعم الإسرائيلية التي تروج عن وجود المشاكل "الأمنية" و "جدار الفصل العنصري" الذي يعزل المدن الفلسطينية عن مساحات واسعة من كروم الزيتون ( عائلة جقمان فقدت بفعل الجدار ما يزيد على 60 في المئة من كروم الزيتون العائدة إليها ) و"الأسعار الخيالية" لخشب الزيتون، ما تسبب في زيادة أسعار المنتجاته المصنعة منه و بالتالي عزوف الكثير من الزوار عن شرائها، إضافة إلى وضع الإحتلال عراقيل مختلفة لبيع المنتجات من خشب الزيتون في القدس، بما في ذلك عبر فرضه رسوما باهظة على إدخالها المدينة لا يستطيع التجار الصغار دفعها . إلى جانب الأسباب التي ينتجها الإحتلال، أشار أصحاب مشاغل لإنتاج التحف و التماثيل من خشب الزيتون إلى ما اعتبروه تقصيرا من المؤسسات الفلسطينية المختصة، سيما "الكسل" في تطوير تلك الصناعة و انعدام الرقابة وغياب قانون ينظمها وعدم الإهتمام – بحسب نبيل جقمان - بتشجيع وتطوير المرافق السياحية في بيت لحم منذ عدة سنوات، محذرا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه مدة 10 سنوات أخرى،" قد يقود إلى جعل حرفة الحفر في خشب الزيتون جزءا من الماضي" !..فيما يلفت خليل صلاحات، وهو صاحب متجر لبيع منتجات خشب الزيتون، إلى منافسة المنتجات الصينية المقلدة للمنتجات الفلسطينية وبيعها بأسعار أقل بكثير .
في المجال ذاته، قال منير سلامة المتخصص في قص وتقطيع الأخشاب(41 عاما )، أن الوضع الصعب الذي تواجهة صناعة خشب الزيتون في بيت لحم، دفع أصحابها إلى اللجوء لتصدير منتجاتهم إلى دول الإتحاد الأوروبي وأميركا، بالرغم من الكثير من الصعوبات.
مصادر وزارة السياحة في السلطة الوطنية الفلسطينية أشارت في دراسة أعدت عام 2004 إلى وجود نحو 107 مشاغل عاملة في خشب الزيتون في محافظة بيت لحم ( كانت قبل 12 عاما نحو 270 مشغلا ) إضافة إلى وجود 67 متجرا لبيع المنتجات خشب الزيتون.
وتشير الى أن السائحين الاجانب يصرفون 90 في المئة من نفقاتهم داخل المدن الإسرائيلية، وهو مؤشر – كما تقول – يشرح جزءا من المشكلات التي تعيشها صناعة خشب الزيتون في فلسطين ، وهي مشكلات استدعت من الوزارة إطلاق "خطة استراتيجية" لتطوير قطاع السياحة في بيت لحم تقوم على بناء شراكة بين القطاعين العام و الخاص.
ويشير عادل درعاوي المتخصص في الحفر على الخشب منذ كان عمره 11 عاما ( هو الآن بعمر 47 عاما ) إلى أن الميزة التي جعلت من خشب الزيتون المادة الأفضل لصناعة التماثيل، تأتي "، إضافة إلى كون الخشب من شجرة مباركة، من "التعريقات" المتشابكة و بنية اللون بدرجات متفاوتة التي يحملها، موضحا في سياق شرحه لطبيعة المهنة أن صناعة خشب الزيتون تمر بمراحل مختلفة، تبدأ من تجفيف الخشب بعد الحصول علية، ثم فرز الأخشاب بحسب الحجم الملائم لكل قطعة فنية يراد تصنيعها..ثم تصميم التحفة الفنية ووضعها في آلة مهمتها الحفر الأولي للحصول على شكل عام للتحفة، وأخيرا تأتي مهمة العمال المهرة لإكساب التحفة شكلها النهائي، قبل حفها وتنعيمها باستخدام "ورق الزجاج الناعم" ثم طلاؤها بمادة ملمعة تسمى "أللكر" أو تركها كما هي - بحسب طلب الزبون.
و تبقى الإشارة إلى أن العاملين في صناعة خشب الزيتون يواجهون الكثير من المخاطر "القاتلة" كما يقول عنان فرج ( 33 عاما ) المتخصص في حفر الخشب، أهمها تلك التي قد يتعرضون أثناء استخدامهم آلات و أدوات الحفر على الخشب، ذلك أن أي خطأ في التعامل معها قد يفقدهم أعضاء من أجسادهم، وبالتحديد اليدين والأصابع !
عن القدس