مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

شــــــــــــــــــــــــهد الخليل


حمزة الحطاب
شاخ الحاج الدكتور سفيان سلطان من سكان منطقة البويري وسط مدينة الخليل، ولم تشخ دالية العنب "الجندلي" ذات النوعية المعمرة، والتي ورثها عن جد والده، ويزيد عمرها على 140 عاماً، ولم يفتأْ الستيني يسوي الأرض التي تحتضن عشرات الدوالي، ويقدم الرعاية والتقليم والسقاية لها، لعله يتمكن من توريثها لحفيده، لتكون شاهدة على حبه للأرض ولها.
يقول الحاج سلطان بعدما جلس على فرع الدالية مستظلاً بها: "هذه الدالية ومثلها خمسة أخريات، عمرها يزيد عن 140 عاماً زرعها جد والدي، وهي من النوعية الجندلية المعمرة، الدالية بالمتوسط تعيش من 20 إلى 25 عاما، ولكن إذا كان المزارع جيدا ويمتلك خبرة وإلماما ووعيا، وقام بعمليات الخدمة والتقليم والتسميد والري، فإن الدالية تعيش أكثر من ذلك، وقد يصل عمرها إلى 50 وحتى 60 سنة وأكثر.
وفيما يتعلق بأنواع العنب التي تزرع في الخليل، يشير سلطان إلى وجود ما يقارب 17 نوعاً، منها ما هو محلي وما هو مستورد أيضاً، مثل "الدبوقي"، و"الجندلي"، و"الحمداني"، و"الحلواني"، و"الزيني"، و"الشامي"، و"البيروتي"، و"المراوي"، و"الفحيصي"، و"الرومي الأحمر"، و"الشيوخي"، و"البيتوني"، إضافة لعنب "مسكات الإسكندرية" ذو الطعم المروح، فضلا عن الأصناف عديمة البذور ويوجد منها ثلاثة أنواع هي: "السلطانينا"، و"برليت"، و"ديلايت".
يتميز العنب في الخليل بمذاقه الغني بالسكر، والذي قد تصل نسبته إلى 30 % من مجمل التكوين، إضافة لإنتاجيته الكبيرة، ونسبة المواد الغذائية العالية الموجودة فيه، وصلاحيته لتصنيع العصير والزبيب والدبس وغيره، ومكافحته للأمراض والجفاف، وصلابته التي تسمح بتصديره.
المهندس عبد الجواد سلطان من مديرية زراعة الخليل يرى أن عنب الخليل وجبلها (العروب وبيت أمر وحلحول) امتاز لارتباطه بثلاثة عوامل وهي، نسبة الأمطار الهاطلة، والارتفاع عن سطح البحر، وفترة نمو النبات ونضوجه،  فهذه الأسباب تكون البيئة الأنسب لإنتاج أكبر كمية من السكر، في حين أن المناخ في باقي المناطق الفلسطينية، يعمل على تحفيز العنب على النضوج في فترة بسيطة، وبذلك لا يتمكن من تحويل المواد "الكربوهيدراتية" إلى سكر، وبذلك تكون نسبة السكر أقل، ولهذا السبب يختلف مذاق العنب حتى في المناطق الجنوبية والغربية من الخليل نفسها.
43 ألف دونم من أراضي محافظة الخليل مزروعة بالعنب، تنتج سنويا ما يقارب من 58 ألف طن من الثمار بأصنافه المميزة والمرغوبة تسويقيا والمعروفة عالميا، وتعمل بهذا القطاع نحو 5700 أسرة، يعتمد دخلها الأساسي على زراعة العنب، ما حبى بهم للمطالبة بحماية قطاع زراعة وإنتاج العنب، وجعله على سلم الأولويات.
 يوسف صلاح رئيس مجلس العنب في محافظة الخليل أطلق مناشدة للرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء سلام فياض، للتدخل بإصدار مرسوم أو قانون يحمي منتج العنب، ابتداء من شهر آب وانتهاء بشهر تشرين الثاني من كل عام.
وأضاف صلاح: "نتمنى أن يكون هذا القانون الذي يحمي منتج العنب أبدي، وأن لا يقتصر على موسم دون الآخر، كما نناشد المستهلك الفلسطيني بأن يجعل كل استهلاكه من العنب الفلسطيني والخليلي، لأنه مميز، وأن لا يبحثوا عن الشكل واللون، بل ليبحثوا عن الطعم والقيمة الغذائية وعن المذاق المميز".
الدكتور سلطان المزارع والخبير الزراعي، لم يفن عمره في رعاية كروم العنب فحسب، بل ذهب لتأليف كتاب خصصه للحديث عن كل ما يتعلق بالعنب.
يقول سلطان: "كتاب كروم العنب من أحدث الكتب التي تناولت موضوع العنب باللغة العربية، وهو كتاب جامع وشامل لكل شيء يتعلق بالكروم، تناولت فيه الخبرة العلمية والعملية التي اكتسبتها، سواء بالعلم أو بعملي بالزراعة، وهو مرجع  للطالب والمدرس والباحث والمزارع أيضاً".
الشهد في عنب الخليل، وليس الشهد فقط، فمناقب الدالية لا تعد ولا تحصى بالنسبة لقوم علموا ما رزقهم الله، فحافظوا وأكثروا من زراعتها، ففي الخليل الدالية قبل الدار تزرع، فلا يكاد يخلوا منزل من دالية أو أكثر.
 

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024