النداء الأخير......
بسام أبو الرب
أكثر من ثلاثة أشهر، مرت بتفاصيلها وساعاتها الجمر، ولياليها الطوال... التي أصبحت دامسة... مغلقة ومفرغة من شعور الدفء فيها... رغم حرارة الموقف وعنفوان الطريقة، إنها أيام قضاها أربعة أسرى داخل سجون الاحتلال مضربين عن الطعام انتصارا لكرامتهم وحريتهم، ورفضا لسياسة الاعتقال الإداري بحقهم.
هذه الأيام عاشها الأسرى، سامر البرق المضرب عن الطعام منذ 118 يوما، وحسن الصفدي المضرب منذ 21 حزيران الماضي، وأيمن شراونة المضرب عن الطعام منذ 80 يوما، وسامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ ما يقارب 60 يوما، بأمعاء خاوية وشفاه جافة لم تبللها قطرة ماء... ولم تعرف طعم خضروات وفواكه الصيف.... ولم.... ولم.
وزير شؤون الأسرى وشؤون المحررين عيسى قراقع، خلال مشاركته في اعتصام تضامني مع الأسرى، اليوم الثلاثاء، أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في رام الله، أطلق النداء الأخير للمجتمع الدولي ومؤسساته، من أجل الإسراع في إنقاذ حياة هؤلاء الأسرى قبل موت أحدهم، في ظل تدهور أحوالهم الصحية، ونقل الأسير سامر البرق إلى مستشفى صرفند "أساف هروفيه" في وضع صحي صعب للغاية، في حين ما زال الصفدي في المستشفى ذاته في وضع صحي صعب للغاية أيضا، إضافة إلى أن باقي الأسرى المضربين يعانون من أوجاع كثيرة ولا يقوى أحدهم على المشي أو الحديث بسبب عدم تناولهم الطعام منذ فترة طويلة.
قراقع طالب كذلك المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته تجاه جميع الأسرى المحتجزين في ظروف تخالف اتفاقيات جنيف والمواثيق الدولية، مشيرا إلى أن اعتصام اليوم جاء لنقل رسالة الأسرى إلى العالم، والتدخل من أجل وقف هذا الانتهاك الصارخ بحقهم ومنع وقوع أي جريمة من خلال موت أحدهم داخل السجون؛ لأن تداعيات ذلك ستكون خطيرة.
وناشد المؤسسات الدولية التحرك من أجل الإفراج عن الأسرى القدامى الذين أمضوا أكثر من عشرين عاما داخل سجون الاحتلال، من خلال الاتفاقات المبرمة مثل اتفاق شرم الشيخ عام 1999، موضحا أن الوزارة ماضية في حملة للتضامن مع ما يقارب 111 أسيرا معتقلين منذ ما قبل أوسلو، من بينهم 71 محكومون بالسجن المؤبد، و23 أسيرا محكومون وقضوا أكثر من 30 عاما وعلى رأسهم كريم يونس.
وأشار إلى أن عددا من الأسرى يخوضون الإضراب عن الطعام، اليوم، ويغلقون ساحات السجون تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صالح رأفت، "إن الشعب يقف اليوم إلى جانب الأسرى المضربين في السجون الإسرائيلية، وإن الشعب بقيادته وكل فئاته سيتابع هذه المعركة حتى يتم الإفراج عن كل الأسرى في مقدمتهم الأسرى القدامى".
وتوجه إلى مؤسسة الصليب الأحمر الدولي والمجتمع الدولي لممارسة الضغط على الاحتلال للتوقف عن الاعتقال الإداري وعن إبعاد أي أسير لخارج الوطن، مؤكدا متابعة العمل على كل المستويات، بما فيه استئناف مؤتمر الدول السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف الرابعة، التي تحكم العلاقة بين الشعب الخاضع للاحتلال وبين قوة الاحتلال؛ من أجل مناقشة كل هذه الانتهاكات الإسرائيلية المخالفة لكل القوانين الدولية.
وقال رأفت، "عشية سفر الرئيس محمود عباس إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيكون موضوع الأسرى في صلب خطابه الذي سيلقيه في السابع والعشرين من الشهر الحالي"، مؤكدا أن قضية الأسرى ستبقى من القضايا الرئيسية التي تتابعها القيادة، ولا يمكن قبول هذا الاحتجاز بحق الأسرى ومعاملتهم كرهائن لدى سلطات الاحتلال.
وطالب منسق الهيئة العليات لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان، بضرورة تفعيل المشاركة والمساندة الشعبية التي لم ترق إلى مستوى المعركة التي يخوضها الأسرى، مؤكدا الحاجة إلى حشد جماهيري من أجل تحريك المجتمع الدولي خاصة الأسرى القدامى.
يذكر أن عددا من الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يخوضون اليوم إضرابا عن الطعام تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من شهرين.