بطلة تلال الخليل الجديدة :جين تواجه المستوطنين في برية يطا
يطا ألف:
كل شيء يبدو هادئا، في خربة ام الخير، في مسافر يطا، وهي التسمية الشائعة، للإشارة الى البرية الممتدة من مدينة يطا، الى البحر الميت.
ولكن الهدوء، الذي يغلف المنطقة، والخيم البدوية، بجانب منازل المستوطنين الحديثة، لا يبدو سوى وهم ومؤقت بالنسبة لـ (جين)، التي عندما وصلت، في وقت سابق من هذا الشهر، الى جبال جنوب الخليل لتراقب انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين لحقوق الفلسطينيين، لم تتوقع أنها هي ستتعرض للهجوم أيضا وفي يومها الثاني في المنطقة. جين التي تأتي من إنجلترا عضوة في فريق من المراقبين الأجانب الذين يأخذون بلدة يطا مقراً لهم. بينما كان السكان يدلونهم حول المنطقة، اتصل بهم المزارعين ليخبروهم أن المستوطنين يعتدون على أهالي خربة سوسيا.
وفور وصولهم إلى الخربة وجد الفريق مجموعة الرجال من المستوطنة الواقع بالقرب من الخربة يصرخون على الفلسطينيين ويستفزونهم، وبدأ المستوطنون يرجموا الفلسطينيين والأجانب بالحجارة، الأمر الذي أدى إلى جرحى في صفوف الفلسطينيين بينهم امرأة عجوز وولد عمره لا يجاوز ٥ سنوات. وأصيبت جين برضة في ذراعها نتيجة لضربها بحجر رماه مستوطن.
ويقول عبد الرحمن النواجعة: "اعتدى المستوطنون، على جين وعلى المواطنين، بحضور جنود الاحتلال، الذين لم يحركوا ساكنا".
ورغم هذا (الاستقبال)، غير المريح ابدا، تبدو جين، تتمتع بكثر من العزيمة، والمرح، وهي تستقبل فوجا من الصحافيين، يوم امس الثلاثاء، للمشاركة في اطلاق الموقع الجديد للمرافقين المسكونيين في خربة ام الخير.
يقول بولس ريموند من برنامج المرافقة المسكوني: "ينتشر المرافقون المسكونيون على مدى الضفة الغربية والقدس الشريف ليراقبوا الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين ويعرضهم هذا العمل أحيانا إلى الخطر. سيتواجد الفريق الجديد في بلدة يطا والمناطق المجاورة لها والتي تعاني من نسبة عالية من العنف من قبل المستوطنين".
"تشهد هذه المنطقة هجمات من قبل المستوطنين بشكل منتظم وبنسبة أعلى من باقي مناطق الضفة الغربية،" حسب قول بولين نونو المديرة الميدانية للبرنامج. "نخشى أن نشهد تصعيداً للعنف كما المزيد من هدم المنازل في الفترة المقبلة، الأمر الذي دفعنا إلى إقامة هذا المقر الجديد".
ويتعامل البرنامج مع الناس المحليين كما مع المؤسسات الحقوقية التي تؤيد وجود المراقبين الدوليين باعتباره وسيلة حماية للمزارعين والطلاب العرضة لعنف الجيش والمستوطنين، كما أنهم يزودون المؤسسات الأخرى بالحقائق والمعلومات عن المناطق المعزولة.
وكما تقول نونو: "يتمتع البرنامج بعلاقة وطيدة مع أهالي هذه المناطق ويقولون لنا إنهم يشعرون بالمزيد من الأمن بفضل وجودنا في المنطقة فلذلك قررنا واستجابة لطلب منهم أن نقيم مقرا جديدا لنا في منطقة يطا".
ويرحب عيسى سليمان الجهالين، احد مواطني ام الخير، بالضيوف الجدد من المرافقين، وهو ينظر الى المستوطنة اليهودية التي تتوسع على حساب اراضي المواطنين في ام الخير.
ويقول الجهالين وهو فنان تشكيلي: "يعيش في خربة ام الخير نحو 150 فردا، يعانون من بطش المستوطنين الدائم، حتى خيامنا معرضة للهدم".
ويقول سليمان الجهالين (70) عاما، والد عيسى، الذي ولد في تل عراد، بان سكان هذه المنطقة، هم من اللاجئين، الذين شردوا من اراضيهم عام 1948، وبعد احتلال ما تبقى من فلسطين، يسعى الاحتلال الى طردهم مرة اخرى.
وحسب بولس ريموند، فان برنامج المراقبة المسكوني، يجعل كل مرافق او مرافقة، يعيش وسط الناس في المناطق الاكثر عرضة لقمع المستوطنين والاحتلال، مدة ثلاثة شهور.
ويقول، بان للبرنامج، مواقع في بيت لحم، والخليل، وجنوب الخليل، وخربة يانون، في نابلس، وجيوس، ويوجد الان 31 مرافقا ومرافقة، وهذا العدد هو الاكبر بالنسبة للبرنامج، ويشير الى ان المهمة الان هي تثبيت هذا العدد، ثم التوسع مستقبلا.
ويعتقد ريموند، بان المواطنين الفلسطينيين، يبلغونهم، بانهم يشعرون بأمان اكثر عندما بوجود المرافقين الدوليين، وهو ما يثلج صدور الجميع.