العالول:الوضع الفلسطيني على حافة الهاوية
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
علق محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على قرار نقابة المواصلات باستئناف الاحتجاجات يوم غد الجمعة في الضفة الغربية معتبرا أن حق الاحتجاج والتظاهر مكفول لكل المواطنين في إطار القانون.
وأشار العالول إلى أنه "أول المحتجين" على تردي الاوضاع الاقتصادية في المجتمع الفلسطيني إلا أنه أكد أن تردي هذه الاوضاع تعود بشكل جدي وحقيقي للضغوط التي تمارس على السلطة الفلسطينية من أجل التنازل عن الثوابت.
ورد العالول على الانباء التي تشير إلى تورط حركة فتح في تأجيج الاحتجاجات في الضفة الغربية وتوجيهها ضد رئيس الوزراء د.سلام فياض.
وتحدث العالول عن الاجتماع الاخير للجنة المركزية للحركة ، وعن أهم القضايا والملفات الساخنة التي تمت مناقشتها ، كما تطرق في حديثه إلى الوضع التنظيمي في الضفة الغربية والقطاع ، وكذلك ملف الانتخابات في حوار شامل أجرته دنيا الوطن مع عضو اللجنة المركزية ،وفيما يلي نص الحوار الذي اجرته معه دنيا الوطن :
أعلنت نقابة النقل العام اليوم استئناف الاحتجاجات يوم غد , ونقابة الموظفين ايضا بدات الاحتجاجات يو م الاربعاء الماضي , الاحتجاجات تعود الى الضفة الغربية , برأيك لماذا عادت الاحتجاجات وكيف سيكون الحل هذه المرة ؟
المشكلة ليست بالاحتجاجات , فالاحتجاجات مكفولة للجميع ضمن الضوابط التي يسنها القانون ويعرفها الجميع , فالاحتجاج السلمي دون تخريب او عنف مكفول للجميع وحرية الراي والتعبير مكفولة ايضا .
المشكلة الحاصلة مشكلة سياسية وليست اقتصادية , السلطة تتعرض لضغط سياسي للتنازل عن الثوابت الفلسطينية , يريدون منا العودة للمفاوضات , نحن لا نعارض المفاوضات ولكن لماذا سنعود وبماذا سنتحدث , ايضاً انا تحدثت سابقا انني اول المحتجين ولكن في الحقيقة ما نتعرض له في القيادة الفلسطينية من ضغوطات كبيرة لثنينا عن التوجه للامم المتحدة واستئناف المفاوضات كل هذه كان سببا في الوضع الاقتصادي السيء الذي نمر به .
لن نستطيع حل الازمة المالية بشكل جذري الا عندما نصبح دولة مستقلة لها سيادتها وتتحكم بكل شيء , نستطيع الاستيراد والتصدير بحرية وبعدم وجود قيود , بوضوح اقول ان السلطة تحملت منذ البداية بالتعليم والصحة والامن والموظفين , لا أحد
يتهرب منها لكن السلطة تتحمل هذه المسؤولية ولا يوجد لديها موارد مستقلة, اذاً من اين تسدد هذه الفاتورة؟ هذه الفاتورة تُسدد من المساعدات الخارجية فقط .
المسألة التي يجب ان يعرفها الجميع انه لم يعد على الاطلاق هناك عطف او تمويل غير مشروط , فلا احد يعطي لاحد مالا او مساعدات للله او بدون مقابل , فالعالم الغربي تحديدا يقول لك بوضوح انا اعطيك مساعدات لكن عليك ان تعطيني المواقف السياسية وان تعمل بـ"حسب طلباتي" وبشكل ادق أقول "هي ان تقبل املاءاتي " . هذا الذي جرى خلال الفترة الماضية
جزء من هذا الحراك السياسي هو الذهاب للام المتحدة بهدف الحصول على صفة الدولة حتى "دولة محتلة" وليس اراضي متنازع عليها , فهذا هو الواقع هذا موقفنا السياسي الذي اعتقد انه يتسم بالقوة وبالاجماع الفلسطيني وهذا لايعجب الغرب ولا يعجب الامريكان لذلك هم يحاصروننا اقتصاديا ويضغطون علينا وجزء من هذا الضغط هو الضغط الاقتصادي يوقفون المساعدات , ويمنعون الاخرين من ان يساعدوننا ,يمنعون بعض اهلنا من ان يساعدوننا هذا يوقعنا بضائقة شديدة للغاية تؤدي الى وضع وظروف اقتصادية صعبة جدا لذلك الازمة الاقتصادية من المستحيل حلها جذرياً فهناك مطالب لا بد من تحقيقها وربما لايمكن تحقيقها جميعا, لكن على الحكومة اتخاذ اجراءات الممكنة وذلك للتخفيف من المعاناه عن المواطن فمثلا تدوير النفقات كـ"الاقتطاع من الرواتب المرتفعة " ايضا ً تدوير الانفاق على المشاريع ففي ظل الطروف الصعبة لو كان هناك مشروع لاوتوستراد بامكاني ان اوجهه لحساب ان ادعم الوقود او رغيف الخبز وهذا مشروع جيد ونطالب به والحكومة قامت ببعض هذه الاجراءات ونطالب بالمزيد لكن لايوجد حلول جذرية للوضع القائم .
بمعنى لا يستطيع احد على الاطلاق ان تحل الوضع الاقتصادي وتنتهي مشكلتك الاقتصادية دون ان تكون مستقلا وان تكتسب حريتك واستقلالك وسياستك لتبني قاعدة اقتصادية ,نقول لمن يتحدث عن طلبه بحلول جذرية , اذا كنت تريد حلا جذريا في ظروف الاحتلال عليك ان تدفع ثمنه سياسيا بمعنى اذا اردت حلا الان اطلب من ابو مازن ان يعود للمفاوضات اطلب منه ان يمتنع عن الذهاب للامم المتحدة ستحل المشكلة الاقتصادية فورا في اليوم التالي وعندها وبشكل مباشر ستتمكن السلطة من دفع معاشات الموظفين وستدفع ما عليها من التزامات , موضوع الاقتصاد مرتبط بالسياسة , علينا ضغوط اقتصاديا حتى نرضخ سياسيا وهذا لانريده ونحن لانريد على الاطلاق ان نرضخ سياسيا .
اخ ابو جهاد في الفترة الاخيرة بعد الاحتجاجات افرجت اسرائيل عن بعض الاموال وصوّر الاعلام ان امريكا واسرائيل استنفروا قوتهم للافراج عن الاموال الخاصة للسلطة و كأنّ من انقذ السلطة هي اسرائيل وامريكا ؟
هذا شيء غير دقيق على الاطلاق ,لم نسمع انهم افرجوا عن اموال بهذا الامر وهذه مسالة واضحة تماما , فنحن ندرك مدى الضغوط التي تتعرض لها السلطة سياسيا من الامريكان وايضا من قبل الاحتلال الاسرائيلي الم يتابع الجميع تصريحات ليبرمان وغيره وبهذا هم يرهبون السلطة لا يساعدونها .
في الفترة الاخيرة ازدادت حدة موضة حرق النفس ما رايكم بهذه الموضة ؟
ادرك تماماً ان هناك معاناه وانا جزء من المحتجين واحتج معهم في المسيرات لكن بالشكل الذي يضمنه القانون وبالشكل الذي لا يتم به الخروج عن النظام العام لكن لابد ان نعيد مرة اخرى تسليط الضوء على السبب في ذلك والسبب هو سياسي لذلك لا داعي ابدا لمثل هذه المسائل التي لها علاقة بحرق النفس وغيرها او التمثيل كما حصل مع احد الذين سكب على نفسه ماء ليصور انه سيحرق نفسه ! لا يجوز على الاطلاق حرق النفس
اعود بشكل عام لموضوع السلطة التي تتعرض لضغط شديد من قبل اسرائيل والامريكان يجب ان نصطف معها في مواجهتهم , هذا الذي له الاولوية ويجب الا ننسى دائما اين هي اولوياتنا .
يقال ان الاحتجاجات التي حصلت في الفترة الماضية تحركها فتح ضد سلام فياض ؟
على الاطلاق هذا ليس دقيقا ابدا , فنحن ربما اضطررنا في الفترة الاخيرة لندافع عن الحكومة التي لنا تحفظات على سياستها , الوضع الحالي على حافة الهاوية ولا يمكن ان نرضى بذلك .
في تصريحات سابقة لك أخ" ابو جهاد" وبعد اجتماع اللجنة القيادية يوم السبت الماضي قلت انكم ناقشتم ملفات ساخنة مع السيد الرئيس , صحف ومواقع عربية تحدثت كثيرا عن السخونة التي تحدثت فيها وعن توتر السيد الرئيس في الاجتماع .. هل فعلا تم طرح اتفاقية اوسلو للتصويت على الغائها ؟
الرئيس لم يكن متوترا الوضع العام هو الذي يؤدي الى التوتر العام وما يجب ان نعرفه اننا وصلنا الى حالة غامضة فآفاق التسوية والحل السياسي مغلق تماما .
لذلك نحن نعم ندعو الى رؤية مختلفة , فلا يجوز على الاطلاق ان نبقى مستمرين في التزاماتنا اتجاه اتفاقية اوسلو وغيرها وما تبعها من اتفاقات وهذا العدو الاسرائيلي لا يلتزم بالاتفاقيات لذلك .. نعم كل الاتفاقات السابقة بما فيها اوسلو والتنسيق وباريس هي مسألة مطروحة للبحث , بالاضافة الى بعض القضايا التي كانت مطروحة ولها علاقة بالوضع الحالي ونحن في مرحلة ما سندرس الاتفاق على قرارات هامة , بمعنى "لا يمكن ان نقبل باستمرار الوضع الراهن على ما هو عليه " .
هل كان حل السلطة ايضا مطروحا على طاولة الاجتماع ؟
كان هناك بحث حال السلطة وهنالك الف بعد الحال وليس حل السلطة , نعم نبحث حال السلطة فنحن نريد التخلص من بعض الاتفاقيات مع المحتل التي تجهدنا , وايضا الاحتلال غير ملتزم بها , لا نستطيع ان نترك الشعب واالقضية في فراغ لذلك ندرس تبعات اي قرار سيتم اتخاذه .
صحيفة الوطن السعودية قالت ان الرئيس طلب منكم ان تبحثوا عن رئيس اخر في مدة أقصاها 10 ايام ؟
هذه مسالة لها علاقة بموضوع آخر وهو الاستمرار غير المبرر في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية الذي لايزال يراوح مكانه بل أصبح يتراجع للخلف ، فكل الدلائل تشير إلى أن هناك فئة لاتريد المصالحة،ولا يمكن الاستمرار بهذا الوضع أكثر من ذلك.
و عدد من القوى السياسية الفلسطينية تحدثت عن انتخابات تشريعية ورئاسية لإعادة تجديد الشرعية الفلسطينية، هذا جزء من القضايا الساخنة التي ناقشناها وهناك قضايا اخرى مهمة كالاتفاقيات الدولية ولكن اجلنا اعادة البت بها حتى 10 ايام قادمة هذا ماحدث وليس ما نشرته بعض الصحف عن ان الرئيس ابو مازن طلب من القيادة الاستعداد لاختيار غيره .
ما هي الملفات الأكثر سخونة التي تمت مناقشتها؟
تم الاتفاق على الاستمرار في خطوة التوجه للامم المتحدة وطرح موضوع تصويت الاعتراف وقد تم الموافقة بالاجماع رغم الضغوط الكبيرة والمعارضة الامريكية الشديدة لهذه الخطوة وهناك ملفات اخرى تم بحثها في نطاق القضايا الاجرائية لانه كان قد اتخذ بها قرار سابق كالانتخابات المحلية .
بالحديث عن الانتخابات المحلية،وبشكل خاص بلدية نابلس وهي مدينتك وانت عضو مجلس تشريعي فيها , هناك اقاويل ان هناك قائمة تنافس حركة فتح "قائمة الشكعة" لماذا لم يلتزم الشكعة بالقرار التنظيمي بعدم ترشيح قوائم خرى غير التي تطرحها "فتح" ؟
انا لست مشرف مباشر على هذه الانتخابات , صحيح انا معني بهذه الانتخابات ولكن ليس في نابلس فقط بل في كل الوطن , يجب علينا التحدث عن الفكرة بشموليتها وليس عن الشخص بعينه , حاولنا جاهدين منذ البداية العمل على اقامة تحالفات مع القوى السياسية والمجتمعية نجحنا هنا ونجحنا هناك ولم نوفق في امور اقل . في النهاية ما يهم هو اننا نامل ان نشاهد التزاما فتحاويا ً في القوائم المطروحة من حركة فتح لاننا يجب ان نتعلم من اخطائنا السابقة التي اخفقنا فيها ليس بسبب قلة اصواتنا ولكن بسبب عدم الالتزام بالقرار التنظيمي , بوضوح شديد يجب عدم الخروج عن الاجماع الفتحاوي.
ومن يخرج؟
سيتم فصله او يتعرض للعقوبات .
هل يمكن أن يتم تأجيل الانتخابات؟
على الاطلاق ولا في اي موقع انتخابي ايضا , لا يوجد مؤشرات او ارهاصات تدل او تتطلب ذلك .
هل تتوقع فوز فتح؟
قوائم فتح ليست لوحدها , نحن في تحالف مع قوى سياسية ومجتمعية اسميناها الاستقلال والتنمية واتوقع ان يكون هناك حظ كبير لنا في هذه الانتخابات .
كيف ترى الوضع التنظيمي في الضفة الغربية؟
ايجابي .. هناك دائما عملية اصلاح واعادة بناء وهي لا تتوقف.
وفي قطاع غزة؟
هناك لجنة مختصة لمتابعة الوضع هناك وندرك ان هناك تغيرات كبيرة بسبب الواقع ولكن ابناء فتح بقطاع غزة ومهما كانت الضغوطات والاختلافات فهم يعتزون بانتمائهم لفتح.
هل سيكون هناك لجنة جديدة؟
شخصيا لست ملم بهذه الموضوع ولكن دائما نبحث ونعمل من اجل الوصول الى الافضل.
ما حقيقة عدم رغبة القيادة الفلسطينية بطرح موضوع التصويت للحصول على دولة من الجمعية العامة للامم المتحدة والاكتفاء بالتذكير بالطلب السابق المقدم لمجلس الامن؟ وما السيناريو المطروح ليوم 27-9 ؟
سسنذهب للجميعة العامة وليس لمجلس الامن , المتفق عليه من القيادة هو طرح القرار واختيار التوقيت المناسب للتصويت , لاننا نريد ضمان تصويت نوعي "وهذا تعبير سياسي يستخدمه الكثيرون . لدينا مؤيدين كثر في الجمعية العامة واصدقاء كثيرون ولكننا نريد ان نعزز هذا التصويت .
هل سيتم التصويت بعد الانتخابات الامريكية؟
خلال الدورة الحالية للجميعة العامة للامم المتحدة خلال هذه الفترة سيتم التصويت على القرار .
برايكم من له مصلحة في الاحداث الاخيرة في الضفة , حيث تجدد حالات الفلتان الامني وتحويل بعد التظاهرات من طابع سلمي الى العنف ؟
هناك من له مصلحة كبيرة اساسية فالاحتلال الاسرائيلي هو المستفيد الاول من تغيير توجهات المواطن الفلسطيني بدلا من قضاياه الاساسية والثوابت يتم توجيهها الى قضايا ثانوية كالفلتان , من لديه المصلحة بالتاكيد هو الاحتلال وبعض من تتقاطع مصالحه الشخصية مع الاحتلال الاسرائيلي ولهم هدف في ذلك .
تحدثت مصادر وذكرت اسماء المسئولين عن اغتيال العقيد هشان الرخ بجنين واطلاق النار على النائب شامي الشامي , طلب منا مصدر رسمي اخفاء الخبر وعدم نشره , لماذا لا تقوم الاجهزة المختصة بنشر التفاصيل الكاملة لعمليات القتل والفلتان الامني بالاسماء ليكون القتلة عبرة للجميع وحينها سيقف الجميع بجانب الاجهزة الامنيية في كل خطواتها .؟
سيتم نشر الاسماء والتفاصيل كاملة ولكن ليس من الذكاء نشر كل شيء قبل الانتهاء من بعض التحقيقات النهائية والقضائية ولا يجوز التسرع في هذا الامر .
يتحدث منذ فترة الاخ "أحمد قريع" عن حل الدولة الواحدة وانتهاء اتفاقية "أوسلو" ما رأيكم بهذه الاقتراحات وهل فعلا من المجدي طرح هكذا حلول ؟
علينا ان نرى بشكل جيد ان الاحتلال لم يبقي على حل الدولتين ولم يبقي له مجالاً , لذلك لا بد من البحث عن حلول اخرى وخيارات مختلفة , حل الدولة الواحدة هو جزء من تلك الخيارات لكن لا بد من توافق داخلي فلسطيني عليه واجماع ويجب ان لا تكون تلك المبادرات فردية او شخصية .