عام على رحيل عصام بدران شهيد عضوية الدولة
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية- تمر الذكرى السنوية الأولى على عائلة الشهيد عصام بدران (37 عاما)، الشاب الذي قتل على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي، في الثالث والعشرين من أيلول عام 2011، دفاعا عن أراضي قريته قصرة جنوب نابلس، حيث ما زال أطفاله السبعة يعيشون على ذكرى والدهم، ويتلمسون صوره، ويتذكرون تلك المائدة التي لم تكتمل يومها، بعد أن تركها والدهم ليلتحق بأهالي قريته ويدافع عن أرضه ووطنه.
عصام الذي رحل قبل ساعات من الخطاب التاريخي الذي كان يُحضّر الرئيس محمود عباس لإلقائه في منظمة الأمم المتحدة بالولايات المتحدة الأميركية، وتقديم طلب الاعتراف بدولة فلسطين واعتبارها دولة مستقلة أسوة بباقي دول العالم.
الشهيد بدران، الذي اعتبره والده كمال، شهيد الوطن والدولة 194 رحل وتاركا وراؤه سبعة أطفال، أكبرهم يدنو من السابعة عشرة، وأصغرهم يضع قدمه في عامه الثاني، حيث لم يعرف طعم الحياة، ولا طعم خيرات أرضه... رحل عصام بعد تلقيه رصاصة قاتلة في الخاصرة خرجت من رقبته، من قبل جنود الاحتلال خلال اقتحامهم لقرية قصرة جنوب نابلس لتامين الحماية لعدد من المستوطنين، الذين كانوا يعتدون على ممتلكات ومحاصيل الزيتون.
عبد بدارن شقيق الشهيد عصام، يروي تفاصيل استشهاد أخيه، فيقول " عصام رفض تناول غداؤه وترك أولاده وزوجته وخرج للتصدي للمستوطنين، رغم انه وصل عائدا من الأغوار حيث يعمل مزارعًا هناك، وطلب من زوجته أن تعد الغداء له، وبعد وقت قصير قال لها" أنا ذاهب إلى التصدي للمستوطنين الذين يقتحمون القرية بعد سماعه بخبر مهاجمة أراضي القرية والاعتداء على حقولها، فطلبت منه زوجته أن يبقي ليتناول طعام الغداء ولكنه رفض، وقال "أنا خارج ولكنه لم يعد .."
عصام عاد من عمله الشاق في الأغوار ظهر يوم الجمعة وانطلق فورا إلى منطقة المواجهات بعد أن سمع نداءات الاستغاثة عبر مكبرات الصوت بمساجد القرية، حيث كانت المواجهات انتقلت من المستوطنين إلى جيش الاحتلال الذي حضر وقمع المواطنين بهدف حماية المستوطنين".
في حين يروي شهود عيان كيفية إصابة الشهيد عصام واستشهاده، حيث أكدوا انه مع اقتراب حلول وقت المغرب والمواجهات كانت لا تزال مستمرة، انتقلت بعدها إلى منطقة الوعار في القرية حيث يتواجد مئات الشبان الذين كانوا يرشقون ناقلة جنود توغلت داخل الأراضي بالحجارة، وكان في مقدمتهم الشهيد عصام، حيث انحنى بعدها ليلتقط حجرا من الأرض فسارعت لاغتياله رصاصة دخلت من خاصرته مخترقة أحشاؤه لتخرج من رقبته.
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نشرت في عددها الصادر في 28-9-2011، أي بعد استشهاد عصام بخمسة أيام، تقريرا حول التحقيق العسكري الذي تجريه قوات الاحتلال، مع نفسها، في ظروف استشهاد فلسطيني من قرية قصرة، الجمعة الماضي.
وأكدت صحيفة هآرتـس أن التحقيقات تحمل أداء الجيش المسؤولية، باعتبار أن سقوط الشهيد كان نتيجة "خلل"، وفي الوقت نفسه فإن إطلاق النار كان مراقبا ومشروعا بذريعة تعرض حياة الجنود للخطر.
وأشارت إلى أن التحقيق، الذي لم ينته بعد، يدل على سلسلة مما أسمته "الأخطاء المهنية" إلى جانب "تسامح كبير" أظهره قادة الجيش تجاه استفزازات المستوطنين، والتي أدت إلى سقوط الشهيد عصام بدران.
وأكدت أن ما حصل في قصرة هو استمرار مباشر للتوتر السائد بين سكان القرية وبين المستوطنين في السنوات الأخيرة. وبحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فقد تم تسجيل 14 حادثة اعتداء في السنة الأخيرة فقط هاجم فيها المستوطنون القرية. وتشير معطيات الجيش إلى أن المستوطنين هم الذين بادروا إلى الهجوم والاستفزاز، وكان آخرها إحراق المسجد في قصرة قبل نحو شهر.
وبحسب الصحيفة فإن التحقيق يشير إلى "خلل في أداء القوات" تبدأ بعدم منع المستوطنين من الاقتراب من المنطقة، انقطاع الاتصال مع الجنود وحتى إخراجهم من المكان. ومع ذلك تخلص الصحيفة إلى أن الجنود أطلقوا النار بشكل مراقب عندما تعرضت حياتهم للخطر.
ويذكر انه يستوطن بمدينة نابلس نحو 20 ألف مستوطن يهودي متطرف بـ39 مستوطنة وبؤرة استيطانية، يشنون حملات اعتداء على أراضي وممتلكات المواطنين بشكل دائم ومستمر.