مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

سموم "مشروعة" في وجبات الفقراء السريعة

القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية 
 مهند العدم- رائحة الفلافل المنبعثة من ذلك "المقلى" على طرف الطريق أو من ذلك المطعم في زقاق المدينة، او من تلك القرية التي أدمن الجميع على مذاقها وروائحها، أصبحت مصدرا للخطر على حياة الكثيرين.
هذا الخطر الصحي الناتج عن تكرار القلي في الزيت نفسه أصاب الأب محمد سلايمه وأفراد أسرته من البلدة القديمة في الخليل بالكثير من الانتفاخ والأوجاع في المعدة نتيجة "حرق" الفلافل في زيت يستخدم على مدار الأسبوع دون ان يتم استبداله، كما اخبره الطبيب الذي قام بمعاينته.
حبات الفلافل المسودة اللون أصبحت مصنعا للإمراض في ظل غياب الرقابة وطمع أصحاب الشأن في ربح اكبر، كما يقول خبير التغذية والجودة كفاح القواسمي الذي يعمل مستشارا في مجال التغذية بمدينة الخليل.
وقال القواسمي للقدس دوت كوم أن خطرا حقيقيا بات يتهدد صحة المواطنين بسبب انتشار "المقالي" غير الصحية التي يتم تكرار استعمال الزيت نفسه فيها أكثر من مرة ولفترات طويلة، معرضين حياة من يتناوله الوجبات "المقلية" لإمراض قاتلة.
 واوضح الخبير القواسمي أن مكونات زيت القلي تفسد بسبب كثرة الاستخدام والتسخين، فجزئيات الكربون تتكسر مع استمرار تسخينه خاصةً للزيوت التي تحوي نسباً عالية من حمض "اللينولينيك"، ما يؤدي إلى تغيير في تركيبته بفعل درجات الحرارة العالية ولفترة زمنية طويلة، وهذا التغيير يسمى بعملية الهدرجة وتتسبب الزيوت المستخدمة في تحضير الأطعمة في حدوث أضرار صحية متفاوتة تبعًا لطريقة تعامل جسم الإنسان معها.
ويضيف : يمكن أن يتلف البروتينات والأنزيمات ويلحق الضرر بالرئتين، إضافة إلى ارتفاع الضغط، كما انه يسبب اضطرابات في الأغشية الخلوية، ونشوء الأورام السرطانية لدى الإنسان، ومن شانه أيضا أن يسرع في عملية ظهور التجاعيد على الوجه، ويتسبب ايضا في العقم، والكثير من الغازات والانتفاخ.
ويمكن للمواطن أن يكتشف صلاحية انتهاء الزيت من خلال ازدياد لزوجته وميله إلى اللون الأزرق، وكذلك من نسبة البيروكسيد وتصاعد الدخان من الزيت أثناء القلي الذي تفوح منه رائحة منفّره ، وهذا كله يعني أن الزيت قد تحول إلى مادة سامة غير صالحة للاستخدام ، كما يقول الخبير القواسمي .
وتلجأ بعض المطاعم إلى استخدام هذا السم للتقليل من التكلفة بسبب ارتفاع سعر كيلو الزيت، كما يشير صاحب احد المطاعم في مدينة رام الله لـلقدس  دوت كوم.
واكد رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية  أن الجمعية تلقت شكاوى من بعض المواطنين بخصوص استخدام زيت القلي أكثر من مرة في بعض المطاعم، ما دفع اللجنة بالتعاون مع وزارة الصحة لتشديد الرقابة على المطاعم وفرض الإجراءات العقابية اللازمة التي تصل إلى حد إغلاق المطعم المخالف.
ودعا هنيه المستهلكين إلى التوجه إلى المطاعم التي يثقون بها والملتزمة بالإجراءات الصحية وضرورة الإبلاغ عن أي خلل من خلال التوجه بالشكوى أيضا إلى وزارة الصحة كجهة اختصاص.
واوضحت رانية الخيري، مسؤولة وحدة سلامة الغذاء والدواء في جمعية حماية المستهلك الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة لـ  دوت كوم، أن إعادة استعمال زيت "القلي" عدة مرات من العادات الشائعة في البيوت أيضا، مشيرة الى ان الكثير من ربات البيوت تحتفظ بما تبقى من زيت القلي لتستعمله مره أخرى، وهذا يشكل خطرا على حياة أسرتها.
وأشار القواسمي الى ان اصحاب بعض المطاعم يقومون عند ملاحظتهم لوجود نقص في كمية الزيت الموجودة بالمقلاة بأضافة كميات إضافية للزيت المتبقي في المقلاة بدلا من تغييره ، وكذلك يلجأ البعض إلى استخدام زيت اقل جودة لتقليل التكلفة، وهذا من شأنه أن يتسبب بالمزيد من الأمراض، داعيا الى فرض رقابة أكثر صرامة على مصانع "الشبس" التي تستخدم كميات كبيرة من الزيوت الأقل جودة من اجل التقليل من التكلفة.
 وتنصح جمعية المستهلك المواطنين في الإسراع في تصفية الزيت بعد القلي للتخفيف من الفضلات التي تسرع من تلف الزيت، كما يجب إزالة الأجزاء "المتكربنة" من مكان القلي، حتى لا يبدو الطعام متسخا.
تلك الرقابة التي تحدث عنها الجميع تجعل الزيت يستقر في "المقلى" عدة أيام، كما يقول المواطن احمد سلميه في مدينة رام الله لـ ، مشككا في فعالية تلك الرقابة ، خصوصا في القرى والأحياء النائية في مختلف المحافظات التي تحول فيها الزيت سما اسودا يتناوله الجميع.
حبة الفلافل ومشتقاتها من المقالي على مائدة الفقراء تجعل من اجسام المواطنين مخزنا للسموم وهؤلاء بحاجة إلى توعية ، اضافة الى فرض الرقابة على جودة الزيوت المستوردة كما يقول القواسمي.
ولا يقتصر ضرر المخاطر الصحية لأطباق الفلافل على حياة البشر، بل انها تسبب في تلويث البيئية نتيجة تبخر الزيت والروائح الكريهة وعند اتلافه، كما يشير الخبراء
بدوره، يقول صاحب مطعم بكر للفلافل في رام الله انه يقوم بتجديد زيت القلي يوميا، مشيرا الى أن لجنة مختصة من وزارة الصحة والبلدية تقوم بفحص سلامة المطعم شهريا.
وأشار احد العاملين في المطاعم، انه يتم تجميع الزيت المستعمل في عبوات وتباع "التنكة" منه مقابل 40 شيكل لتاجر من مدينة جنين ربما يعيد تصنيعها.
واكد الخبير القواسمي "انه لا توجد لدينا تقنية حديثه لإعادة استخدام مثل هذه الزيوت في صناعة بعض المستحضرات التجميلية والشامبو كما في بعض الدول المتقدمة".
من الصعب أن تجد عاملا واحدا على رأس عمله في هذه المطاعم يقول لك انه يقوم بتكرار استخدام "زيت القلي" على مدار عدة ايام ، ولكن مشاهدات الكثير من المواطنين تؤكد أن اغلب العاملين في هذه المهنة لا يدركون طريقة القلي الصحية.
عن القدس
za

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024