موسم زيتون مبكر والمستوطنون يلاحقون المزارعين ويدمروا محاصيلهم
القدس - رام الله - الدائرة الإعلامية
abتنتظر عائلة المزارع هاشم حمد من بلدة تل جنوب مدينة نابلس اليوم الذي حدد من قبل المحافظة ولجان الزراعة لبدء موسم قطف الزيتون في أراضيهم المحاذية للطريق الالتفافي الواقع غربي القرية.
هاشم والذي تعرض لاعتداء في العام السابق من المستوطنين خلال عمله في أرضه وجني الزيتون، لم يعد يجرؤ العمل وحيدا في تلك المنطقة، وخاصة أن المستوطنين يستغلون ذلك وبحماية جيش الاحتلال لاقتناص المزارعين والاعتداء عليهم وسرقة محاصيلهم.
وكما هاشم، كان أهالي القرية الذين تقع أراضيهم في تلك المنطقة، يجتمعون في يوم واحد وبوجود عدد كبير من المتطوعين ومتضامنين أجانب لإنهاء العمل في أراضيهم وجني محصولهم الذي ينتظرونه من عام لآخر.
يقول هاشم: "قبل عام كنت أنا وابن أخي في أرض نملكها بالقرب من الطريق الالتفافي المخصص للمستوطنين، وخلال عملنا هاجمتنا مجموعة من المستوطنين وضربونا وسرقوا المحصول بالكامل".
وما حصل مع هاشم تكرر وبالعشرات في المناطق القريبة من المستوطنات والجدار العازل في كل مناطق الضفة الغربية، حيث يستغل المستوطنون موسم الزيتون للاعتداء على المزارعين وتخويفهم وسرقة محاصيلهم.
اعتداءات مبكرة
يقول مسؤول ملف الاستيطان في الشمال غسان دغلس إن المستوطنين هذا العام استبقوا موسم الزيتون واستغلوا عمل المزارعين في أراضيهم تحضيرا لقطف الزيتون للاعتداء عليهم منذ منتصف أيلول الفائت.
مزارع يتفقد اشجار زيتون قطعها المستوطنين
ويشير دغلس لوكالة "صفا" إلى أن أكثر من 87 نقطة ساخنة وتماس قريبة من المستوطنات والجدار العازل في الضفة الغربية.
ولمواجهة هذه الاعتداءات، وضعت وزارة الزراعة وبالتعاون مع المحافظات برنامجا موحدا لبدء موسم قطف الزيتون في هذه النقاط، وفي أيام محددة حسب المناطق الجغرافية، ابتداء من التاسع من الشهر الجاري.
وسيتم تنفيذ هذه الحملة بمساعدة عدد كبير جدا من المتضامنين الأجانب والمتطوعين الذين أبدوا استعدادهم للتطوع والمساعدة في جني ثمار الزيتون.
ويتوقع دغلس تصاعد هذه الاعتداءات خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى قيام المستوطنون بالاعتداء على مزارعين قبل أيام في قرى عصيرة القبلية وقصرة جنوب نابلس، وقرية الخضر القريبة من بيت لحم، والاعتداء عليهم بالضرب وتهديدهم بالقتل في حال عودتهم.
ويقول دغلس إن أساس العمل سيرتكز على تشكيل لجان حراسة شعبية لحماية المزارعين من أبناء القرى والبلدات والمناطق القريبة.
لستم وحدكم
من جهته يقول منسق حملة " لستم وحدكم" لمساعدة المزارعين في قطف الزيتون صلاح الخواجا إن التحضير لهذه الحملة بدأ بعد التنسيق مع وزارة الزراعة التي حددت التاسع من هذا الشهر يوما لبدء قطف الزيتون في المواقع القريبة متن الجدار والاستيطان.
ويشير الخواجا لوكالة "صفا" إلى أن المئات من المتضامنين بدؤوا بالتوافد إلى الأراضي المحتلة لمساعدة المزارعين، ووصل عدد منهم إلى منطقة سلفيت ( قرى تلفيت و بروقين).
ويضيف الخواجا أن الحملة تحضر الأن لتنظيم وصول عدد آخر من المتضامنين إلى قرى نابلس ومدينة بيت لحم، وسيشارك النشطاء ومتطوعون من طلبة الجامعة والمدارس والمراكز الشبابية في هذه الحملة.
ويتابع الخواجا:" المزارعون مستهدفون بشكل كبير، كما جرى قبل يومين في مدينة مخماس القريبة من رام الله باعتداء المسلحون من المستوطنات على ثلاثة مزارعين أثناء وجودهم في حقول الزيتون".
ويحذر الخواجا من أن ما تناقلته الصحف الإسرائيلية مؤخرا حول وجود 1600 مسلح يخضعون لأوامر الجمعيات الاستيطانية في المستوطنات القريبة من البلدات الفلسطينية، هو بمثابة إعلان الحرب على المزارعين.